العلاج الكيميائي (الكيماوي) للسرطان (الجزء الثاني)

chemotherapy2

 

في المقال السابق تحدثنا عن تعريف العلاج الكيماوي للسرطان وتاريخه وكيفية عمله وكيفية إعطائه وكيفية اختياره.
وفي هذا المقال نستكمل حديثنا عن العلاج الكيماوي للسرطان، وأهم الأسئلة التي يجب أنْ تَسأل عنها طبيبك، والآثار الجانبية المحتمل حدوثها.
ما هي أهم الأسئلة التي يجب أنْ أسألها لطبيبي؟

العلاج الكيماوي الخاص بك  يتم تحضيره لك خاصة. سيعمل فريق معالجة السرطان الخاص بك على تحقيق أفضل نتيجة لك بشكلٍ عام.
اطرح كل ما يراودك من أسئلة. اسأل طبيبك واسأل الممرضات، فهُم يعرفون أكثر عن العلاج الكيماوي. وحتى تكون جاهزًا اكتب أسئلتك مُسبقًا وخذها معك، ولا تخَف من طرح أي سؤال مهما تصوّرته سخيفًا أو مُلحًّا.

وهذه مجموعةٌ من الأسئلة التي قد ترغب في طرحها:

* ما  الهدف من العلاج الكيماوي في حالتي؟

* كيف نقيّم فاعلية العلاج الكيماوي؟

* بعد العلاج الكيماوي، ما نسبة الشفاء؟

* هل هناك طرقٌ أخرى لعلاجي بالإضافة إلى العلاج الكيماوي؟

* إذا ثبتَ أنّ العلاج الكيماويّ غير فعّال، فماهي الخيارات الأخرى المتاحة لي؟

* ماهي طرق الحصول على العلاج الكيماوي، وعدد مرات العلاج، ولِكَم من الوقت؟

* أين يمكِنني الحصول على العلاج الكيماوي؟

* ما هي الآثار الجانبية التي يجب أنْ أحترس منها؟ ولِمن  يجب أنْ أتحدث إذا كان لدي أيّ مِن هذه الآثار الجانبية، حتى في الليل أو في عطلة نهاية الأسبوع؟ وما رقم الهاتف؟

* هل هناك أيُّ شيءٍ يجب عليّ القيام به استعدادًا  لتلقّي العلاج؟

* هل سوف أحتاج الجراحة أو الإشعاع؟ وإذا كان الأمر كذلك، فمتى ولماذا؟

* هل سيقوم التأمين  بدفع تكاليف العلاج الكيماوي؟ وإذا لم يكُن كذلك، فكيف يمكنني دفع ثمن العلاج؟

* هل سوف أكون قادرًا على العمل (أو الذهاب إلى المدرسة) في أثناء العلاج؟
هل سأكون قادرًاعلى العمل أثناء العلاج؟

في أثناء العلاج الكيماوي، كثيرٌ من المرضى يحبّون أن يمارسوا النشاطات التي اعتادوا عليها يوميًا، مثل الذهاب إلى العمل أو المدرسة، إلّا أنّ بعض الآثار الجانبية تمنع بعض المرضى من ذلك. كما أنّ بعض العلاجات قد تحتاج إلى أنْ تُعطى في المستشفى.

العلاج الكيماوي يعني أنه لا يمكنك العمل أوالحركة كما تعوّدتَّ. قد تحتاج إلى إجراء بعض التغييرات مثل تلقّي الجرعة في وقتٍ متأخر من اليوم أو قبل عطلة نهاية الأسبوع، وبهذه الطريقة قد لا تتأثّر حياتك اليومية بقدْرالمستطاع.

– الشعور بالتعب أمرٌ عاديٌّ جدًّا، وهو من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا مع العلاج الكيماوي، وهذا يجعل إكمال يومٍ من العمل أمرًا صعبًا جدًّا. حاول تغيير ساعات العمل أو العمل بشكل جزئي.
نبذة عن الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي:

كما تحدّثنا مُسبقًا.. العلاج الكيماوي هو أدويةٌ  قويةٌ جدًّا، تقتل أيّ خلية تنمو بسرعة، حتى لو لم تكن خليةً سرطانية. لذا، تحدث بعض الآثار  الجانبية  التي تنتج عن التأثير في الخلايا السليمة التي تنمو بسرعة.
اسأل طبيبك ما الآثار الجانبية المتوقعة من العلاج الكيماوي.

إذا كان لديك آثارٌ جانبيةٌ قوية، يمكنك عمل بعض اختبارات الدم  لمعرفة ما إذا كنتَ بحاجة إلى خفض جرعة العلاج، أو إذا كنتَ في حاجة إلى فترات راحة أطول بين الجرعات.

ولابد أنْ نضع في اعتبارنا أنه حتى لو كان العلاج الكيماوي يسبّب بعض المشاكل، فإنّ فوائده  تفوق مساوئه.

بالنسبة لمعظم الناس، فالآثار الجانبية تقلّ ثم تختفي مع مرور الوقت بعد  نهاية العلاج. أمّا متى سوف تختفي.. فهذا يختلف من شخصٍ إلى آخر. وبعض الآثار الجانبية يمكن أنْ يستغرق وقتًا أطول من غيرها. وبعضها قد لا تزول على الإطلاق.

أهم الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي:

 الغثيان والقيء:

يُعدّ الغثيان والقيء مِن أشهر الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي. تبدأ الأعراض بعد ساعات قليلة من العلاج. وفي بعض الحالات، تدوم الأعراض لبضعة أيام. وسوف يمنحك الطبيب بعض الأدوية لهذه الأعراض، ولكنْ إذا استمر القيء يومًا واحدًا دون انقطاع يجب عليك مراجعة الطبيب فورًا.

تساقط الشعر:

يُعد تساقط الشعر أكثر الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي شيوعًا وشُهرة بين الناس، فبعض أنواع الكيماوي يمكن أنْ يؤدّي إلى تساقط الشعر؛ وهذا يشمل شَعر الرأس، والوجه والذراعين والإبطين، وما بين الفخذين.
قد يكون فقدان الشعر ببطءٍعلى مدى أسابيع، أو يحدُث بين عشيةٍ وضُحاها. وليست كل أنواع الكيماوي تسبّب هذا التأثير، فبعضها مثلّا يجعل الشعر رقيقًا جدًا. طبيبك الخاص سيخبرك بما يتوقّعه من فقدان الشعر أو عدمه.
وفي معظم الحالات، ينمو الشعر مرةً أخرى بعد العلاج الكيماوي. ولكنه قد لا يكون بنفس اللون. اسأل طبيبك عن نصائح عن رعاية الشعر وفروة الرأس في أثناء العلاج الكيماوي.

تأثيره على نخاع العَظم والدم ومكوِّناته:

النخاع العظمي هو الجزء السائل داخل العظام، وهوالمكان الذي يتم فيه تصنيع خلايا الدم (خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية). وفي كثير من الأحيان تتأثر هذه الخلايا بالعلاج الكيماوي، ويتسبب في انخفاض أعداداها.

• خلايا الدم الحمراء (كرات الدم الحمراء)
وهي تحمل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم. في أثناء العلاج الكيماوي، قد لا يكون نخاع العظم قادرًا على تصنيع  ما يكفي من خلايا الدم الحمراء، وهو ما يُسمى بالأنيميا أو  فقر الدم. وهذا يجعلك تشعر بصعوبة وقِصر التنفس، والضعف، والتعب، و يجعل بشرتك شاحبةً، وكذلك الفم واللثة.

  • خلايا الدم البيضاء
    ووظيفتها مكافحة العدوى، والعلاج الكيماوي يؤدي إلى خفْض أعدادها، وهذا يجعلك أقل قدرة على مقاومة العدوى. ولذلك يجب عليك أن تبتعد عن مصادر العدوى؛ عليك البقاء بعيدًا عن المصابين بنزلات البرد أو الحمّى، والبقاء بعيدًا عن التجمُّعات البشرية، وغسل اليدين كثيرًا.
  • الصفائح الدموية
    وهي المسؤولة عن تجلُّط الدم ووقف النزيف من الجروح أو الكدمات. وكنتيجة للعلاج الكيماوي، يقلّ تصنيع الصفائح الدموية في نخاع العظم، ولذلك قد تتعرّض للنزْف أكثر من اللازم، حتى من أصغر الجروح، حتى تنظيف الأسنان  يمكن أنْ يجعل لثتك تنزف. لذلك، قد تحتاج إلى استخدام  فرشاة أسنان  لينة أو واحدة مصنوعة من الفوم.

هذه التأثيرات على نخاع العظم لن تدوم طويلًا، فبعد انتهاء العلاج سيعود كل شيء كسابق عهده وسيتجدد النخاع  مرةً أخرى ويمكن متابعة ذلك عن طريق اختبارات الدم المختلفة.
تغيرات الفم والجلد:

بعض أنواع العلاج الكيماوي يمكن أنْ تسبّب قروحًا في الفم والحلْق. الرعاية الجيدة للفم والأسنان جزءٌ رئيس من العلاج خاصةً بعد كل وجبة. زيارة طبيب الأسنان قبل بدء العلاج الكيماوي شيء مهم جدًا.

في بعض الأحيان تحدث بعض المشاكل بالجلد؛ مثل: احمرار، حكة، تقشُّر، جفاف، وحَبّ الشباب. معظم مشاكل الجلد ليست خطرة، ولكنّ بعضها يحتاج إلى معالجة.

التغيرات في الحياة  الجنسية:

في أثناء تلقّي العلاج الكيماوي تقلّ الرغبة الجنسية جدًا أو حتى تكون غير موجودة أصلًا، ولكنّ هذا الاختفاء ينتهي بمجرد انتهاء الكيماوي ويمكن ممارسة الجنس بشكل عادي جدًا، ولكنّ معظم الناس لاتكون لديهم الرغبة في ذلك.

العلاج الكيماوي يمكن أن يُسبّب عيوبًا خلقيةً للجنين إذا حدث حملٌ في أثناء العلاج. وأيضًا يؤثر على الحيوانات المنوية للرجل؛ يسبّب تشوهاتٍ بها ويُقلّل عددها، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تشوهات بالجنين إذا نجح هذا الحيوان المنوي في إحداث تخصيب، ولذلك يجب استخدام وسائل التحكم ومنع الحمل في أثناء العلاج.

 مشاكل الخصوبة:

بعض أنواع العلاج الكيماوي  يمكن أن يسبّب العقم، ويصبح دائمًا ولا يتحسّن حتى بعد انتهاء العلاج، لذلك يجب عليك أن تتحدث إلى طبيبك عن رغبتك في الحصول على أطفال قبل البدء في العلاج حتى يقترح عليك الحل المناسب.

تغيُّرات الذاكرة:

العلاج الكيماوي يمكن أن يؤثّرعلى ذاكرتك وتفكيرك، وهو ما يسمّى: “تأثير الكيماوي الدماغي” أو “العلاج الكيماوي الضبابي”. وفي حالاتٍ نادرة، يستمر التأثير فترةً طويلة بعد العلاج. يحدُث هذا أكثر عند استخدام جرعاتٍ كبيرة من العلاج الكيماوي. بعض تمارين المخ وتقوية الذاكرة وألعاب الذكاء والتفكير ــ أفضل طريق لمواجهة هذه الآثار.

التغيّرات العاطفية:

العلاج الكيماوي للسرطان يُمكن أنْ يؤدّي إلى بعض التغيرات العاطفية. يؤثر العلاج الكيماوي في الحياة الطبيعية للمريض ويجعل القيام والشعور بما تعوّد عليه أمرًا صعبًا. قد تعتري المريض فتراتٌ كبيرة من الحزن والخوف والاكتئاب، مما يجعل حياته ومن حوله صعبة بعض الشيء. وقد يجد صعوبةً في التكلم والاختلاط بالناس حوله.
وأفضل الطرق لتخطي هذه الأزمة هو التحدث مع أقربائك وأصدقائك. وجماعات الدعم العلاجية ذاتُ نفعٍ كبير وكذلك التحدث مع أشخاصٍ مرّوا بنفس التجربة قبلك.
وقد يجد الأشخاص المقرّبون منكَ بعض الصعوبة في التحدث إليك؛ لا يعرفون هل يتحدثون إليك عن السرطان والكيماوي أم لا. أخبرهم أنه لابأس بالتحدث عن هذه الأشياء.

هل يمكن تجنب الآثار الجانبية وهل يمكن معالجتها؟

معظم الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي يمكن التحكم بها أو جعلها أفضل. لكنْ يجب عليك أن تتذكر أنّه ليس كل شخص يحصل على نفس العلاج الكيماوي. والآثار الجانبية تختلف حسب نوع الكيماوي المستعمَل وجرعته والفواصل بين الجرعات. وهو بشكل عام يؤثر في الصحة واللياقة البدنية ويختلف تأثيره حسْب تفاعل جسمك مع العلاج الكيماوي. فبعض المرضى يستطيعون المضيّ قدُمًا مع الحياة اليومية، في حين أنّ آخرين يجب أن يمكثوا بالمستشفي لتلقي العلاج.

____________________________________

إعـــــــــداد: أحمد ماهر محمود

مراجعة لُغوية: عمر المختار

تصميــــم: Reham Hafez

تحرير: ندى المليجي
____________________________________

المصادر/http://goo.gl/f5ErJQ

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

فريق الإعداد

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي