فيتامين د.. كل ما زاد عن حدّه انقلب إلى ضدّه

406f867535f756e255ef7ecc4b7646cb

 

“كُل ما زاد عن حدّه انقلب إلى ضدّه”، مقولة تنطبق على نتائج دراسة حديثة حذّرت من جرعات عالية من فيتامين د الذي يمكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي. 

الفيتامينات عمومًا هي مركبات عضوية مُهمة للكائن الحي بمثابة مُغذيات حيوية بكمياتٍ محدودة.
وتسمى المركبات الكيميائية العضوية بفيتامين عند صعوبة تصنيعها بكميات كافية عن طريق الكائن الحي، ويجب الحصول عليها من الغذاء.
وللفيتامينات وظائف كيميائية حيوية متنوعة، بعضُها تعمل مثل الهرمونات كمنظّم في استقلاب المعادن مثل: فيتامين D، أو منظّم لنمو الخلايا والأنسجة والتمايز مثل: بعض أشكال فيتامين A، والأخرى تعمل كمضادة للأكسدة مثل: فيتامين E وفيتامين C. وأكثرها تعددًا مثل: فيتامين B المُركَّب التي تعمل كعوامل مساعدة للإنزيمات في الجسم.

تنقسم الفيتامينات حسب إمكانية الإذابة في الماء إلى مجموعتين، المجموعه الأولى تضم فيتامينات B و C وهي فيتامينات تذوب في الماء مما يسمح للكلى بإخراجهما بسهولة من الجسم فى حالة زيادة معدلاتهما عن المعدل المطلوب.

المجموعه الأخرى تضم فيتامينات A وD وE وK، وهي فيتامينات لا تذوب في الماء لكنها تذوب في الأوساط الدُهنيّة، وبالتالي يعتبر خروج فيتامين (د) من الجسم صعبًا جدًا فى حالة وجوده بصورة أعلى من المطلوب فإنه يؤدي إلى زيادة فيتامين (د) في الجسم (Hypervitaminosis D). وينتج عن ذلك تضخم الأجزاء الغضروفية في الجسم والتي يجب أن تبقى كما هي في الحالة الطبيعية.

الغضروف: نوع من الأنسجة الضامة الكثيفة، وهو مركب من خلايا متخصصة تدعى الخلايا الغضروفية، التي تتركب من ألياف الكولاجين، ولا تحتوي الغضاريف على أوعية دموية بخلاف الأنسجة الضامة الأخرى، ومن المعروف أنّ الغضروف ينمو ببطء مُقارنة بالأنسجة الضامة الأخرى.

على الرغم من أن فيتامين (د) يسمى فيتامينًا، إلا أنه ليس بالفيتامين الغذائي الأساسي بالمعنى الدقيق، حيث أنه يمكن تصنيعه بكميات كافية من أشعة الشمس عند جميع الثدييات. فهو يعتبر مركبًا كيميائيًا عضويًا (أو مجموعة من المركبات ذات الصلة) ويسمى “فيتامين” من الناحية العلمية فقط عند عدم استطاعة توليفها بكميات كافية من قبل الكائن الحي، وبهذه الحالة يجب الحصول عليها من النظام الغذائي. وكما هو الحال مع المركبات الأخرى تسمى بالفيتامينات، فإن فيتامين(د) تم اكتشافه في المحاولة للحصول على مادة غذائية كانت غائبة عن الأمراض كالكساح (أحد أشكال تلين العظام في مرحلة الطفولة) كغيره من الفيتامينات، في العالم الحديث يتم إضافة فيتامين (د) إلى المواد الغذائية الأساسية، كالحليب؛ لتجنب الأمراض الناتجة عن نقصه.

في دراسةٍ أظهرت رجلًا يبلغ من العمر 54 عامًا، بعد عودته من رحلة إلى جنوب شرق آسيا حيث قضى معظم عطلته في أخذ حمام شمس، كان يعاني من اختلال في وظائف الكلى (أي مستويات متزايدة من الكرياتينين)، مما يشير إلى تلف الكلى أو خلل وظيفي. بعد الإحالة إلى أخصائي الكلى والاختبارات الأخرى التي قام بها، اكتشف أنه قد تم تشخيصه بأن جسمه يحتوي على جرعات عالية من فيتامين (د)، خلال أكثر من عامين ونصف تناول المريض، الذي لم يكن لديه تاريخ في فقدان العظام أو نقص فيتامين (د)، ما بين 8-12 قطرة من فيتامين (د) يوميًا، ويبلغ إجمالها 8000-12000 وحدة دولية.
نتيجة لذلك؛ كان لديه مستويات عالية جدًا من الكالسيوم في الدم، مما تسبب له في تلف الكلى!

ارتفاع الكالسيوم قد يؤثر أيضًا على الجهاز العصبي وقد يؤدي لآلام بالبطن وإمساك، كما قد يؤدى لتكوين حصوات بالكلى.

كتب الدكتور بورن أوغست في مستشفى وجامعة تورنتو:

«على الرغم من أن تسمم فيتامين (د) نادر بسبب النطاق العلاجي الكبير، فإن توفره على نطاق واسع في تركيبات مختلفة بدون وصفة طبية قد يشكل خطرًا كبيرًا على المرضى غير المطّلعين»

الجُرعة اليومية الموصى بها هي 400-1000 وحدة دولية، مع 800-2000 وحدة دولية مُوصى بها للبالغين المُعرضين لخطر كبير من مرض هشاشة العظام وكبار السن.

لتحديد نقص فيتامين (د) يوصى بقياس نسبته فى الدم فاذا كانت أكثر من 50 نانو مول/لتر فتكفي فقط نصائحٌ غذائيةٌ لتعويضِ النقص. أما اذا كانت أكثر من 30 نانو مول/لتر وأقل من 50 نانو مول/لتر فقد يقوم الطبيبُ بوصفِ جرعةٍ بسيطةٍ من فيتامين (د). وأخيرا إن كانت نسبةً أقلّ من 30 نانو مول/ل فتعني وجود نقص شديد يحتاج إلى تعويضه بجرعاتٍ عاليةٍ من فيتامين (د) للوصول للمعدل المطلوب (تقريبا 75 نانو مول/لتر)

“تُبلغنا تجربتنا بأنه يجب إطلاع المرضى والأطباء بشكل أفضل على المخاطر المتعلقة بالاستخدام غير المقيد لفيتامين (د) نظرًا للنتائج الجديدة التي توصل إليها فريق العمل المعنيّ بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة.”


المصدر
 

إعداد: ديما محمد عبدالرحمن
مراجعة علمية: شريف الجارحي
تدقيق لغوي: ريم عرابي
تحرير: نسمة محمود

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي