كوكب الزهرة

venus

|مقارنة بين حجم الزهرة مقارنة بحجم الأرض|كوكب الزهرة|خريطة المعالم السطحية لكوكب الزهرة|سطح كوكب الزهرة|

نحن اليوم في حضرة ضيفٌ مميزٌ جدًا، يشعرنا مجرد سطوعه في السماء بالحب هو نجمة الصباح والمساء وأحد أهم مصادر الجمال والإبداع، شقيق الأرض المبارك من حيث الحجم والبنية ولكنه يحيد عن جميع أشقائه في اتجاه دورانه حول الشمس، وقد سُمي تيمنًا بإله الحب والجمال عند الرومان القدماء (فينوس)، رحلتنا اليوم إلى كوكب الزهرة فلنربط الأحزمة ونستعد.

مقارنة بين حجم الزهرة مقارنة بحجم الأرض
مقارنة بين حجم الزهرة مقارنة بحجم الأرض

تكوين كوكب الزهرة:

منذ ما يقرب من 4.5 بليون عاما أثناء تكون مجموعتنا الشمسية تجمعت تكتلات الغاز والغبار وكونت ثاني كواكب المجموعة الشمسية (الزهرة)، ويعد كوكب الزهرة من الكواكب الصخرية والتي تمتلك نواة مركزية ووشاح صخري وقشرة صلبة.

ويشابه الزهرة الارض إلى حد ما في تركيبه الداخلي فهو يمتلك نواة من الحديد بقطر حوالي 3200 كم ووشاحه الصخري يتكون من صخور منصهرة تتماوج ببطء بسبب ارتفاع درجة الحرارة الداخلية للكوكب أمَّا السطح فهو عبارة عن قشرة رقيقة من الصخور الناتئة والتي عندما تتحرك تكون البراكين.

درجة الحرارة والغلاف الجوي على كوكب الزهرة:

يعد كوكب الزهرة هو أسخن كواكب المجموعة الشمسية على الإطلاق فهو أسخن من عطارد الأقرب للشمس حيث تصل درجة الحرارة على سطح كوكب الزهرة إلى 462 درجة مئوية وذلك بسبب كثافة غلافه الجوي الذي يتكون من نسبة عالية من غاز ثاني اكسيد الكربون وغاز النيتروجين فعندما يسخن السطح لا تستطيع الحرارة الهروب خارج طبقات الغلاف الغازي مما يعمل على تخزين درجة الحرارة بالداخل فترتفع درجة حرارة السطح تدريجيا بما يعرف بظاهرة “الاحتباس الحراري”.

يتكون الغلاف الجوي من:

  • 5% من ثاني أكسيد الكربون
  • 5% من غاز النيتروجين
  • بعض المكونات الاخرى من ثاني اكسيد الكبريت و بخار الماء وغاز الأرجون والهيليوم والنيون والقليل من اول أكسيد الكربون.

وبسبب كثافة ذلك الغلاف لم نستطع ان نرى التضاريس السطحية للكوكب بالمراصد العادية الأرضية ولكن في العام 1975 التقطت السفينة السوفيتية فينيرا أولى الصور لسطح الكوكب

كوكب الزهرة

وفي العام 1993 تمكنت وكالة الفضاء الامريكية (NASA) من استخدام تقنيات متقدمة من انواع الرادارات لرسم خريطة كاملة للمعالم السطحية للكوكب.

خريطة المعالم السطحية لكوكب الزهرة

سطح كوكب الزهرة:

يتشابه سطح كوكب الزهرة مع كوكب الأرض في الأشكال والتضاريس حيث يتكون من الجبال والوديان والبراكين وتصل أعلى قمة جبلية إلى 8.8 كم وهو جبل ماكسويل مونتيز، ويعتقد أنَّه أعيد تشكيل القشرة السطحية للزهرة عن طريق النشاط البركاني منذ ما يقرب من 300 إلى 500 مليون عاما مضى، ويتكون الكوكب من منطقتين رئيسيتين:

  • منطقة عشتار تيرا في المنطقة القطبية الشمالية وهي في حجم قارة أستراليا تقريبا.
  • منطقة أفروديت تيرا وتمتد إلى الجنوب من خط الاستواء بمسافة تقدر بـ 10000 كم وهي بحجم قارة أمريكا الجنوبية.

ويغطى سطح الزهرة بالحفر التي يتراوح حجمها بين 1.5 لـ 2 كم ونلاحظ أنه لا توجد حفر أصغر من ذلك لأنَّ أي نيزك صغير يحترق على الفور في الغلاف الجوي الكثيف ذو الضغط العالي والذي يصل إلى 92 مرة أعلى من مثيله على الأرض.

سطح كوكب الزهرة
سطح كوكب الزهرة

الأقمار والدوران:

كعادة الكواكب الداخلية في مجموعتنا الشمسية لا يمتلك كوكب الزهرة أي أقمار تدور حوله، كما انه على العكس من كافة الكواكب الشمسية الأخرى التي تدور في عكس اتجاه عقارب الساعة فإنَّه يدور حول نفسه مع عقارب الساعة، ويستغرق حوالي 225 يوما أرضيا للدوران حول الشمس في حين أنَّه يدور حول نفسه في فترة 117 يوما أرضيا وذلك بسبب أنَّ الزهرة يدور في اتجاه معاكس لمساره المداري حول الشمس، ولأن الزهرة لا يميل على محوره فنحن لا نرى ظاهرة تعاقب الفصول عليه.

المجال المغناطيسي لكوكب الزهرة:

بالرغم من أنَّ الزهرة مشابه في حجمه للأرض ويحتوي في داخله على نواة من الحديد المنصهر إلا انَّ مجاله المغناطيسي ضعيف وذلك بسبب بطء دورانه حول نفسه ومجاله المغناطيسي 0.000015 من المجال المغناطيسي الأرضي.

قابلية كوكب الزهرة للحياة:

بسبب حرارته المرتفعة جدًا لم تستطع أي مركبة فضائية أن تمكث عليه لفترة طويلة فالحرارة العالية تعمل على ارتفاع حرارة الأجهزة الإليكترونية في وقت قصير مما يجعل إمكانية معيشة الإنسان عليه شبه مستحيلة إن لم تكن قطعا غير ممكنة، ولكن هناك افتراضات بأنَّه يمكن استيطان السحب الغازية للغلاف الجوي للكوكب حيث إنَّ الضغط المعتدل ودرجة الحرارة المنخفضة نسبيا وتلاؤم الظروف إلى حد ما لمعيشة العنصر البشري.

المهام الاستكشافية إلى كوكب الزهرة:

تسابقت كلا من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ووكالة الفضاء الأوروبية في إرسال المركبات الفضائية تباعا لاستكشاف الزهرة وفك الغموض المنسوج حوله وفاق عدد المهمات المرسلة ال20 مهمة أو أكثر، فوصلت المركبة مارينر2 إلى 34760 كم ليكون بذلك كوكب الزهرة هو اول كوكب يتم استكشافه عن طريق مركبة عابرة في عام 1962، كما أرسل الاتحاد السوفيتي مركبته فينرا7 لتكون أول مركبة تهبط على سطح الكوكب بينما المركبة فينرا9 هي أول مركبة تلتقط صورة فوتوغرافية للسطح، ولم تقف ناسا ساكنة لكنها قامت بإرسال أول مركبة تدور حول الكوكب وهي مركبة ماجلان والتي استخدمت تقنية متقدمة من الرادارات لتكون خريطة لـ98 بالمئة من سطح الكوكب بدقة 100 متر.

وظلت فينوس إكسبريس التابعة لوكالة الفضاء الأوربية على مدار ثماني سنوات تدور حول الكوكب وأثبتت وجود البرق، وفي أغسطس 2014 انتهت رحلة فينوس إكسبريس كقمر صناعي واشتبكت وحدات التحكم فيه، وظلت في مناورة لمدة شهر مع الطبقات الخارجية للكوكب وقد نجت مركبة الفضاء بحركة جريئة وانتقلت إلى طبقة أعلى وستمكث فيها عدة أشهر حتى نفاد الوقود، وبحلول ديسمبر 2014 أرسلت أجهزة التحكم المركبة إلى حتفها عبر الغلاف الجوي.

وقد دخلت وكالة الفضاء اليابانية أيضًا المنافسة الفضائية حيث حاولت في 2010 إرسال مركبة فضائية إلى الكوكب الشقيق ولكنها باءت بالفشل الذريع وأعادت المحاولة مرة أخرى في 2015 بنجاح وستساهم تلك المركبة في استكشاف الطبقات الحارة من الغلاف الجوي وقابليتها للغزو البشري.

تلك نبذة مختصرة عن جارنا الاقرب تلقي الضوء على نقاط اتفاقه واختلافه مع كوكبنا الأم وتخبرنا ببعض المحاولات الاستكشافية لاستيطان البشر للكوكب او طبقات غلافه الجوي فهل سيمكننا يوما ما الخروج من الإطار الأرضي والتحليق عاليا في مجموعتنا الشمسية وربما خارجها؟!

من يدري ربما يحدث فقط لننتظر في هدوء.

 

إعداد: آية غانم

مراجعة وتدقيق: إسلام سامي

المصادر:

1
2
3

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي