ما هي المعرفة؟

ما-هي-المعرفة

يستخدم الناس طوال الوقت كلمة «نعرف» دون أن نعرف ماذا تعني هذه الكلمة، وعلى الرغم من أن معظمنا يشعر أنه يعرف المعنى بديهيًا، لكن من الصعب تقديم شرحٍ مُفصَّلٍ عنها.

أنواع المعرفة

يُقسِّم الفلاسفة المعرفة إلى ثلاثة أنواع: معرفة شخصية، ومعرفة إجرائية، ومعرفة افتراضية. تُعد المعرفة الافتراضية هي محط الاهتمام الرئيسي لنظرية المعرفة (Epistemology)، ولكن من الممكن أن تساعدنا المقارنة بين الثلاثة أنواع في فهم ما تناقشه مختلف نظريات المعرفة.

  1. المعرفة الشخصية:

المعرفة الشخصية هي المعرفة الناتجة عن الاطلاع، فهي المعرفة التي نقصدها حين نقول: «أنا أعرف موسيقى موتزارت».

  1. المعرفة الإجرائية:

المعرفة الإجرائية هي معرفة كيف تمارس شيئًا، فحين يدِّعي الناس القدرةَ على القيادة، لا يكونُ هذا مُجرَّدَ ادِّعاءٍ بالمعرفة النظرية لكيفية القيادة، لكن ادعاءٌ بأنهم يمتلكون المهارات المعنية للقيام بذلك، وأنهم قادرون على القيام بها.

  1. المعرفة الافتراضية:

المعرفة الافتراضية أو معرفة الحقائق وهي أكثر ما يهتم الفلاسفة به، وهي المعرفة التي نقصدها حين نقول: «مجموع زوايا المثلث 180°»، أو: « أنا أعرف أنك أكلت شطيرتي».

نظريات المعرفة

تُعد النظرية الثلاثية (Tripartite theory) أشهر نظرية للمعرفة. تُفسِّر هذه النظرية المعرفةَ بأنها الاعتقادُ الحقيقي المبرر (Justified True Belief – J.T.B). وعلى الرغمِ من إدراكِ مُعظم الفلاسفة وجودَ تعقيداتٍ خطيرةٍ بها، إلا إنها تُسخدم في نطاقٍ واسع. ولا يوجد منافسٌ للنظرية الثلاثية أقرب من نظرية اللاتخطيئية أو المعصومية (Infallibilism)، والتي تقترح بأن المعرفة تقتضي يقينًا مطلقًا بدلًا من اعتقادٍ أو رأيٍ تكثر حوله الشكوك.

النظرية الثلاثية للمعرفة

قَدَّم أفلاطون في كتابه الثئيتتس (Theaetetus) نظرية للمعرفة  تعود حتى إلى ما قبل عصره، تنصُّ هذه النظرية على أن هناك ثلاثة شروط يجب أن تتوافر حتى نستطيع الجزم بالمعرفة. وتُعرف هذه النظرية بالنظرية الثلاثية للمعرفة، فترى هذه النظرية أن المعرفة هي الاعتقاد الحقيقي المبرر، بمعنى أنك إذا كنت تعتقد بشيءٍ ما، وهناك مُبرِّرٌ لاعتقادك، وهذا التبرير صحيح، إذن فأنت تعرفه، وإلَّا فأنت لا تعرفه.

  • الاعتقاد

لا يمكنك التعرف على شيءٍ ما حتى تؤمن به. حتى إذا كان هذا الشيء صحيح، وهناك أسبابٌ كافية تثبت أنه صحيح، لا يمكنك معرفته حتى تؤمن به.

  • الحقيقة

إذا كان شيئًا غيرَ صحيحٍ فهو لا يُشكِّل معرفةً. إذا كان هناك اعتقادٌ راسخ منذ الأبد وتم اكتشاف أنه خاطئ، على المرء أن يعترف أن ما اعتقد بأنه معروف، لم يكن في الحقيقةِ معروف. فما هو خاطئ لا يمكن معرفته، فالمعرفة يجب أن تكون مَعرِفة ما هو صحيحٌ فقط.

  • المبرر

من أجل معرفة شيءٍ ما، فمجرد الاعتقاد الصحيح لايكفي، بل يجب أن يمتلك المرء سببًا جيدًا ليفعل ذلك. فالتخمين الجيد لا يُعتبر معرفة، ولا يمكننا معرفة إلَّا ما نملك أسبابًا جيدة لنؤمن بكونه صحيحًا.

ظلَّت النظرية الثلاثية للمعرفة معقولة بديهيًّا حتى انتقدها (إدموند غتيير-Edmund Gettier) في ورقته البحثية القصيرة عام 1963 م  مستخدمًا بعض التجارب الفكرية والتي تعرف حاليًا ب«حالات غتيير». على الرغم من حالة الرفض العام للنظرية الثلاثية للمعرفة، إلا أنها ما زالت مُستخدمة من قِبل الفلاسفة معظم الوقت.

 

ترجمة: لودفيج براندتل

المصدر: http://www.theoryofknowledge.info/what-is-knowledge

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي