التعديلات الخمس عشرة التي جعلتنا بشرًا.

6

البشر، هم ربمًا أغرب الكائنات الحية على الإطلاق. لدينا عقول كبيرة جدًا تسمح لنا ببناء ادوات معقدة، فهم المفاهيم المجردة والتواصل باستخدام اللغة، وأيضًا نحن صُلع تقريبًا مع فكٍ ضعيف، والنضال من أجل الولادة. كيف لذلك المخلوق الغريب أن يتطور؟

حيوانات إجتماعية (منذ 30 إلى 60 مليون سنة):

الحياة في تجمعات.
القردة الأولى، المجموعة التي تضُم القرود والبشر، تطورت بعد وقت قصير من انقراض الديناصورات. بدأ العديد منهم التجمع والعيش في تجمعات، وذلك يعني أن كل حيوان عليه أن ينقل شبكة معقدة من الصداقات، الرتب والتنافسات، ولذلك الحياة في تجمعات ساهمت في زيادة قدرة العقل البشري.

تغذية العقل (منذ 10 إلى 15 مليون سنة):


جين لتدفق الدم.

البشر، الشامبنزي والغوريلا، جميعهم ينحدرون من قرد منقرض مجهول. في هذا السلف، جين يسمى (RNF213) بدأ يتطور بسرعة وهذا قد عزز تدفق الدم إلى المخ عن طريق توسيع الشريان السباتي (Carotid artery). في البشر، طفرات (RNF213) تُسبب مرض يسمى بمرض (مويامويا)، والذى يكون فيه ذلك الشريان ضيقًا جدًا.
الإنفصال في القردة العليا (منذ 7 إلى 13 مليون سنة):


جيناتنا بدأت تتغير.

أسلافنا قد إنفصلوا من أقاربئهم أشباه الشامبنزي مُنذ اكثر من 7 مليون عام. في البداية بدوّ متشابهين، ولكن على مستوى الخلايا كان التغيير يحدث على قدم وساق. بعد الإنقسام بدأ يتغير جين (ASPM) وجين (ARHGAP11B) وأيضًا منطقه تسمى (HAR1)، وليس واضح تأثير ذلك التغير ولكن (HAR1) و(ARHGAP11B) قد شاركوا في نمو القشرة الدماغية.
نقل السكر (منذ اقل من 7 ملايين سنة):

الطاقة إلى المخ.
بعد إنفصال مسار تطور البشر عن الشامبنزي، حدثت طفرة في كلٍ مِن جين (SLC2A1) وجين (SLC2A4) المسئولين عن نقل الجلوكوز داخل وخارج الخلايا. تلك التعديلات قد اخذت الجلوكوز بعيدًا عن العضلات وإلى عقول أسلافنا من أشباه الإنسان (Hominins)، حيث ان الجلوكوز قد قوى العقول وسمح لها أن تنمو بشكلٍ أكبر.

طفرات يدوية (منذ أقل من 7 ملايين سنة):

زيادة الاتقان.
إن أيدينا مُتقنة بشكل خارج عن المألوف، مما يسمح لنا بصنع أدوات حجرية جميلة وكتابة الكلمات، وذلك يرجع لجزء من الحمض النووي يسمى (HACNS1)، الذي تطور بسرعة مُنذ اإنفصال أسلافنا عن أسلاف الشامبنزى. نحن لا نعلم بالتحديد ماذا يفعل ولكنه نشط في أذرعنا وأيدينا أثناء تطورها.
فكٌ أضعف (منذ 2.4 إلى 5.3 مليون سنة):

مساحة أكبر لعقلنا.
مُقارنة بالقردة العليا الأخرى، الإنسان لا يستطيع أن يعض بشكل قوي، حيث أننا نملك عضلات فك ضعيفة، وذلك يرجع بشكل كبير للطفرة في الجين (MYH16)، الذي يتحكم في إنتاجية العضلات. فك أصغر يُمكن أن يحرر مساحة أكبر لنمو عقولنا.
اللحوم في قائمه الطعام (منذ 1.8 إلى 3.5 مليون سنة):

نظام غذائي متنوع.
أسلافنا أشباه القرود في الغالب كانوا يأكلون الفاكهة، ولكن الأنواع الأجدد مثل (أسترالوبيتكس-Australopithecus) على جانب أكلهم لأنواع أكثر من النباتات، مثل الأعشاب، يبدو أنهم أيضًا قد اكلوا الكثير من اللحوم، وأيضًا الذبح بالأدوات الحجرية. المزيد من اللحوم يعني المزيد من السعرات الحرارية، ووقت أقل يضيع في المضغ.
اصلع بالكامل (منذ 3.3 مليون سنة):

لا مزيد من شعر الجسم.
البشر تقريبًا قردة عليا صلعاء. لا أحد يعلم لماذا، ولكن ذلك حدث من بين 3 إلى 4 ملايين سنة/ وذلك عندما تطور قمل العانة، الذي تمكن أن يصيبنا فقط حينما ذهب باقى شعر الجسم. لتعرض البشر لأشعة الشمس، أغمق لون البشرة ومُنذ ذلك الحين كَان كُل أجدادنا من السود، حتى ترك بعض البشر المناطق المدارية.
الإتصال (منذ 2.5 إلى 3.2 مليون سنة):


جين الذكاء.

جين يسمى (SRGAP2) قد تكرر ثلاث مرات، ونتيجة لذلك أجدادنا لديهم عدة نسخ، بعضها يمكن أن يتطور بحرية، تحولت إحدى النسخ المتحورة لتكون أفضل من الأصلية، ويبدو أنها قد دفعت خلايا عقولنا لقذف المزيد من الوصلات العصبية، والسماح لهم بتكوين المزيد من الاتصالات.

عقولٌ أكبر (منذ 2.8 مليون سنة):


قردة عليا مفكرة.
الإنسان الحديث ينتمي إلي مجموعة من الحيوانات المعروفة بـ(الهومو-Homo). أقدم حفرية معروفة للهومو وجدت في إثيوبيا، وعمرها 2.8 مليون سنة. النوع الاول ربما يكون الهومو (هابيليس-Homo Habilis)، على الرغم أن ذلك متنازع عليه.
بالمقارنه باسلافهم، فقد كان لهم أدمغة أكبر بكثير.

ولادة متعثرة (منذ 200 الف إلى 2.5 مليون سنة):

رأسٌ كبيرةٌ جدًا؟
بالنسبة للبشر، الولادة صعبة وخطيرة، وعلى عكس الثادييات الأخرى، فإن الأم في الغالب تحتاج إلى مساعد، ويرجع السبب للمشي على قدمين، لإنه يعني قناة حوض ضيقة بالنسبة لمرور الطفل بها، في حين أن رؤوسنا أصبحت أكبر، وللتعويض عن ولاة أكثر صعوبة، فإن اطفال البشر يولدون صغارًا وأكثر ضعفًا.

التحكم في النار (منذ مليون سنة):

حرق الأشياء.
لا احد يعلم متى تعلم أسلافنا التحكم في النار. أقدم دليل صريح وُجد في كهف (وندرويرك-Wonderwerk cave) في جنوب أفريقيا، الذي يحتوي على رماد عظام محروقة عمرها مليون عام، ولكن هُناك أدلة على أن أشباه الإنسان (Hominins) قاموا بتجهيز الطعام في وقتٍ أسبق، وربما يشمل الطبخ باستخدام النار.

التحدث والثرثرة (منذ 600 الف إلى 1.6 مليون سنة)

الكثير من الثرثرة.
كل القردة العليا لديها جيوب هوائية في المجرى الصوتي الخاص بها، والتي تمكنها من إصدار اصوات مرتفعة، ولكن الإنسان لا يستطيع، ولإن الجيوب الهوائية تجعل من المستحيل إصدار أصوات مختلفة يبدو أن أسلافنا قد فقدوها قبل إنفصالهم عن أقاربنا من نوع (النياندرثال-Neanderthals)، مما يدل على أن إنسان النياندرثال كان يُمكنه الكلام أيضًا.

جين اللغة (منذ 500 الف سنة):

تحدث ودردشه أكثر.
عدد قليل من الناس حدث لديهم طفرات في جين يسمى (FOXP2)، ونتيجة لذلك كانوا يكافحون لفهم قواعد اللغة وطق الكلمات، وذلك يدل على أن (FOXP2) مُهم جدًا في تعلم وإستخدام اللغة. (FOXP2) الحديث قد تطور في سلف مشترك بين البشر و النياندرثال. فكان (FOXP2) لديهم ما يُشبه نظيره في البشر تمامُا.

أكل الكربوهيدرات (منذ 100 الف سنة):

لعاب مُحسَّنْ.
إن لعابك يحتوي على إنزيم يُسمي (آميلاز-Amylase)، يتم انتاجه من جين (AMY1)، والذي يقوم بهضم النشا. الإنسان الحديث الذي كان أسلافه مزارعين لديه نُسخ أكثر من (AMY1) عن الذي كان أسلافهم يعملون في الصيد. ذلك التعديل الهضمي ساعد في بداية الزراعة، تكوين القٌرى المستقرة والمجتمعات الحديثة.

 

ترجمة: Mohamed Jimmy
مُراجعة: Ahmed M. Gawish
تصميم: Ayman Samy
المصدر:
The 15 Tweaks That Made Us Humans-BBC [Internet]. [Cited 2016 March 29].
Available From: http://sc.egyres.com/tAzTo 
#الباحثون_المصريون #تطور

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي