كيمياء القطط

كيمياء القطط

لماذا يعاني بعض الناس من حَسّاسيّة تَجاه القطط؟ لماذا رائحة بول القطط سيئة للغاية؟ ولماذا تحب القطط النعناع البريّ؟

هل تعاني من حَساسيّة القطط أو لديك صديق يعاني منها؟ لا تقلق فما يقرب من 30٪ من عامة السكان يعانون من الحَسّاسيّة تَجاه القطط، وعلى عكس الشائع فالحَسّاسيّة تجاه القطط تكون بسبب بروتينات تفرزها القطط في اللعاب أو البول أو من خلال الجلد وليست حَسّاسيّة تجاه وبر أو فراء القطط.

وقد أعلنت منظمة الصحة العالميّة بالاتفاق مع الاتحاد الدوليّ لجمعيّات المناعة (بالإنجليزيَّة: International Union of Immunological Societies) التعرّف إلى 8 بروتينات مُرتبطة بالإصابة بالحَسّاسيّة تَجاه القطط، وهم (Fel d 1-8). يشير مصطلح (Fel d) إلى الاسم اللاتيني للقطط المحليّة (Felis localus)، ويُعتبر (Fel d 1) هو المسؤول عن الحَسّاسيّة في نحو 96% من حالات الإصابة بحَسّاسيّة القطط، يأتي بعد ذلك (Fel d 4) حيث يظهر في نحو 63 % من الحالات، ويوجد (Fel d 1) في الغدد اللعابيّة والجلد، بينما (Fel d 4) يظهر في بول القطط.

تبدأ مشاكل الحَساسيّة عند استنشاق أيٍّ من هذه البروتينات في الأشخاص الذين يعانون من الحَسّاسيّة، حيث تثير البروتينات الاستجابة المناعيّة من جسمك لينتج الأجسام المُضادّة. تؤدي هذه الأجسام المضادة إلى إطلاق الهيستامين من الخلايا الصارية، وهي خلايا موجودة في النسيج الضام، وهي أيضًا المسؤولة عن إظهار ردّ الفعل التحسسّي من العطس والحكة وحرقه العينين والأنف، وإليك بعض أعراض الحَساسيّة:

  • العطس.
  • سيلان الأنف.
  • حكَّة، احمرار بالعينين أو زيادة إفراز الدموع بهما.
  • الاحتقان الأنفي.
  • الشعور بحكة في الأنف، سقف الفم أو الحلق.
  • الرشح خلف الأنف.
  • السعال.
  • ضغط وألم بالوجه.
  • انتفاخ الجلد أسفل العين وظهوره باللون الأزرق.
  • صعوبة في التنفُّس.
  • ضيق الصدر أو ألم به.
  • صوت صفير أو أزيز يُسْمَع عند الزفير.
  • صعوبة النوم بسبب ضيق النفس أو السعال أو الأزيز.
  • بقع حمراء مرتفعة في الجلد (طَفَح).
  • الإكزيما.
  • حكَّة في الجلد.

لا تكفي تلك الأعراض لتشخيص حَساسيّة القطط، فالأعراض وحدها لن تحدد أي نوع من البروتينات تسبب في تلك الأعراض، لذلك نحتاج لإجراء بعض تحاليل الدم والتحاليل المناعيّة لتحديد المسبب الأساسي للحَساسيّة سواء كان القطط أو غيرها.

يمكنك أيضًا تقليل فرص ظهور أعراض حَساسيّة القطط من خلال:

  • إبقاء القطط بعيدة عن غرفة نومك.
  • غسل يديك بعد لمس القطط.
  • تغطية فتحات التدفئة وتكييف الهواء بمواد ترشيح كثيفة مثل القماش القطني.
  • استعمال منظفات الهواء.
  •  تغيير المرشحات في وحدات تكييف الهواء بشكل متكرر.
  • الحفاظ على مستوى الرطوبة في منزلك عند نحو 40 بالمائة.
  • استخدام قناع الوجه أثناء الغبار أو التنظيف.

عادةً ما يتم تناول مضادات الهيستامين لجميع أنواع الحَسّاسيّة، فالاستجابه المناعيّة تتمثل في تكوين أجسام مضادّة لتلك البروتينات مما يؤدي إلي زياده إطلاق الهيستامين، ومن ثَمَّ تظهر أعراض الحَساسيّة المعروفة، ولذا يمكن التحكم في تلك الأعراض من خلال تناول مضادات الهيستامين، والتي بدورها تقلل من أعراض الحَساسيّة.

تنتج القطط الذكور مستويات أعلى من (Fel d 1) عن القطط الأنثويّة. بينما تنتج الذكور المحايدة مستويات مقاربة للإناث. لكن حتى تلك المستويات المنخفضة يمكنها أن تسبب ردّ فعل تحسسي. وعلى الرغم من أن بعض السلالات قد تنتج مستويات أقل من ((Fel d 1، إلا إنه لا يوجد حاليًا أدلة كافية على ذلك. وعلى الرغم من أن (Fel d 1) قادرًا على إثاره أنفك إلا إنه ليس له رائحة مميزة فلن تشعر باستنشاقه.

الأمر مختلف في حالة بول القطط فرائحة بول القطط نفاذة جدًا لكنها قد تخدع مُرَبّي القطط، وهناك تفسير كيميائي لذلك، فبول القطط الحديث ليس نفاذًا لكن بمرور الوقت تبدأ البكتريا بتكسير الأحماض الأمينيّة ومنها حمض الفيلينين (بالإنجليزيَّة:Felinine) الموجودة في البول لتكوين الأمونيا وثاني اكسيد الكربون ومركب ((3-methyl-3-sulfanylbutan-1-ol (MMB) وهو المسؤول بشكل كبير عن رائحة بول القطط مع مركب يسمي كيتون القطط
(4-methyl-4-sulfanylpentan-2-one).

أخيرًا، لنتعرف إلى تلك العلاقة العجيبة بين القطط والنعناع البري، كلمه السر هي مركب نيبيتالاكتون (بالإنجليزيَّة: Nepetalactone) الموجود في النعناع البري؛ هذا المركب له تأثير يشبه الماريجوانا أو حبوب الهلوسة على القطط، وعلى الرغم من أن أكل أوراق النعناع البري قد يسبب حالة من الخمول للقطط، إلا أن  استنشاق هذا المركب يظهر استجابات دماغيّة مشابهة لتلك التي تتم رؤيتها من أجل الفيرومونات الجنسيّة الطبيعيّة. كما أنه يتسبب بزياده نشاط القطط.

النعناع البري ليس النبات الوحيد الذي تحبه القطط، كما اتضح فيما بعد، حيث أظهرت الدراسات أن هناك العديد من النباتات الأخرى التي تنتج ردود فعل مماثلة، وتشمل جذور وأوراق حشيشة الهر، والكرمة الفضيّة، وزهر العسل. لا تحتوي هذه النباتات على النيبتالاكتون، ولكنها تحتوي على جزيئات مماثلة مثل الأكتينيدين والتي تسبب تأثيرات مشابهة.

وقد استعرض أندي برننيج (بالإنجليزيَّة: Andy Brunning) من خلال مقاله في Compound Interest 2020 إنفوجرافًا يوضّح كيمياء القطط، ومسببات الحَساسيّه وأيضًا أسباب حُب القطط للنعناع البري، ويمكننك تحميلة بدقة عالية من هنا.‏

شارك المقال:
0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي