قد يحتوي الكوكب القزم سيريس على قلب دافئ

Ceres

تشير دراسة جديدة أنَّ ما يوجد تحت سطح الكوكب القزم سيريس (dwarf planet Ceres) هي مناطق غريبة ومبهمة، عبارة عن خليط من الجليد والصخور. يقول العلماء أنَّ هذا البحث يقترح أنَّ الكوكب من الممكن أن يحتوي على مواد مشعة في باطنه، والتي تجعل اللب خاصته دافئًا وغير اعتيادي.

يعتبر سيريس أكبر جرم بين الأجرام الموجودة في حزام الكويكبات بين كوكبي المشتري والمريخ؛ حيث يبلغ قطره (940) كم. اقترحت بعض التحاليل التي أجراها العلماء عن بعد باستخدام تلسكوبات أرضية وأخرى معلَّقة في الفضاء، أنَّ الكوكب القزم ليس كثيف بقدر أجرام ضخمة أخرى كفيستا (Vesta) ذي القطر البالغ (525) كم، وهذا يشير إلى أنَّ سيريس لم يكن يتكون من الصخر فقط كما كان متوقعًا؛ بل من مواد صخرية وجليدية على حد سواء. ولكن، لم يكن العلماء متأكدين كيف تكوَّنت أحشاء الكوكب سيريس؛ فحينما ننظر للأرض نجدها تكوَّنت وتطوَّرت على شكلٍ مماثل لشكل البصلة، وتمايزت بالكامل إلى طبقات مميزة، تنقسم إلى القشرة الخارجية، واللب المركزي، وطبقة الوشاح التي تفصل بين الاثنين. وقد أظهرت دراسات سابقة أنَّ سيريس من الممكن أن يكون متمايز جزئيًا فقط من الداخل إلى مناطق غامضة -ليس كالأرض- أو من المحتمل ألَّا يكون متمايزًا من الأصل، مما يسلط الضوء على بنية سيريس التي قد تدلنا بدورها على كيفية تكوُّن وتطوُّر الكوكب القزم وباقي الأجرام والكويكبات القريبة له في الحجم على مر الزمن.

قد تكشف الخاصية المميزة لكوكب سيريس الكثير عن هيكله وتكوينه؛ هذه الخاصية تتمحور حول مدى سهولة أو صعوبة دوران الكوكب القزم حول نفسه، فيما يعرف بـ «عزم القصور الذاتي-Moment of Inertia» تتعلق بكيفية توزيع الكتلة في الجسم السماوي، وكلما كان عزم القصور الذاتي أقل، كلما كانت كثافة المواد المرتكزة في مركز الجسم أكبر.

ولتحديد عزم القصور الذاتي للكوكب القزم، احتاج العلماء للقيام بتحليل حقل الجاذبية الخاص بسيريس، فكل ما له كتلة له حقل جاذبية الذي بدوره يجذب الأجسام نحوه، وقوة هذا الحقل تعتمد على كتلة الجسم نفسه. ومن المعروف أنَّ جاذبية الأجسام الضخمة كالأرض وسيريس، ليست موزَّعة بالتساوي على كل جزءٍ في الجسم؛ فهذا يعني أنَّ حقل الجاذبية يكون أقوى في مناطق ما على السطح وأضعف في مناطق أخرى. وبالفعل، قام العلماء بتحليل بيانات حقل الجاذبية الخاص بالكوكب التي جمعتها مركبة ناسا الفضائية داون «NASA’s Dawn spacecraft» أثناء وجودها بالقرب من الكوكب القزم. وتقترح النتائج أنَّ سيريس متمايز بشكلٍ جزئي فقط من الداخل؛ حيث يتكون من لبٍ من الصخر الصلب تعلوه طبقة مكونة من المواد الثلجية والملحية والصخرية والتي يبلغ سمكها حوالي (70-190) كم.
قال العالم «رايان بارك-Ryan Park» مدير هذه الدراسة: «التمايز الجزئي للكوكب يقودنا للاعتقاد بأنَّ سيريس كان كوكبًا حارًا في زمنٍ ما؛ ولكن لم تستطع المياه والمواد الطيارة الأخرى الانفصال عن مكوناته الصلبة بشكل كامل». كما اكتشف العلماء بعض العلامات التي تدل على أنَّ المنطقة الداخلية لسيريس من الممكن أنَّها ماتزال دافئة، وتلك كانت مفاجئةً لأنَّ دراسات سابقة أوضحت أنَّ جسمًا بصِغر سيريس يجب أن يكون بَرُد منذ زمنٍ بعيد، وهذه الدراسات الجديدة تشير أنَّه من الممكن أن يحتوي على مناطق دافئة بداخله بسبب الحرارة الناتجة عن المواد المشعة.

ترجمة: Abdallah Saad
مراجعة لُغَوية: Omnea Abd El-Aleem

المصدر: http://sc.egyres.com/Xp4ed

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي