الكون من وراء عدسات هابل

الكون

|

هل الكون هو بالفعل ما نراه من خلف عدسات أو أجهزة التحليل الضوئي التي يحملها التلسكوب العملاق هابل؟ سؤال كانت إجابته محسومة إلى فترة قريبة بنعم، ولكن تجربة الشق المزدوج (The Double-Slit Experiment) جاءت بنتائج أذهلت عقول العلماء وجذبت أفكارهم إلى منطقة الشك والجدل حول حقيقة العالم الذي حولنا، هل هو الكون بالفعل ما نراه ام هو شيء آخر؟ هل العالم يتغير بمجرد رؤيتنا له وتتبعنا له أم لا؟ هل مسار الكون يتغير بتتبع الإنسان له أم لا؟ ولكي نفهم حقيقة هذه الأسئلة يجب علينا أن نفهم حقيقة التجربة وكيف قام بها العلماء ولماذا حدثت هذه الضجة حول الموضوع.

 

تجربة الشق المزدوج 

نعلم جيدًا أن من خصائص الضوء أن له طبيعة موجية؛ لأنه عبارة عن موجات كهرومغناطيسية فعند السماح للضوء بالنفاذ من فتحتين في حاجز فإنه يحدث تداخل لموجات الضوء خلف الحاجز ويمكن استقبال الضوء الناتج من التداخل على حاجز آخر فنجد أنه يتكون من مناطق مظلمة ومناطق مضيئة نتيجة تلاقي قمم الموجات وقيعانها.

حتى هذه اللحظة الامر ينساق فى مساره الطبيعى ولكن تعالوا لنذهب مع علماء نظرية الكم (َQuantum theory) والاسس التى قامت عليها هذه النظرية . قامت هذه النظرية على اساسين الطبيعة المزدوجة للالكترون ومبدأ عدم التاكد ومع هذان الاساسين المعادلة الموجية . ولكن روح وعقل النظرية يقوم على الطبيعة المزدوجة للإلكترون أنه جسيم مادي له خصائص موجية، فكلنا يعلم أن خصائص المواد تتحدد بعدد الإلكترونات الموجوده بها، ولكن ماذا يحدث إذا فقد الإلكترون طبيعته وهل هذا ممكن؟

في الحقيقة نعم بالفعل من الممكن للإلكترون أن يفقد خواصّه الموجية بمجرد الاطلاع عليه وهذا ما أكدته تجربة الشق المزدوج عند استبدال الضوء في التجربة بإلكترون.

فعند إجراء التجربة بدون عدسات مراقبة نجد أن الإلكترون يحدث له تداخل ويكوّن صورة مماثلة لتأثير الضوء ولكن عند وضع عدسات المراقبة نجد أن الإلكترون يفقد خواصّه الموجية ويعطي نتائِج وكأنه جسيم مادي فقط، وهنا يأتي السؤال هل طبيعة المواد تتغير بمجرد الاطلاع عليها أو إحساسها بأنها مراقبة؟ هذا هو السؤال الذي يبحث العلماء له عن إجابة.

دعونا الآن نأتي للشق الثاني من المقال؛ إننا نرى الكون من خلال الصور التي تصلنا من التلسكوب العملاق هابل وهي عبارة عن صور ضوئية، فكيف إذا كانت طبيعة الضوء أيضًا تتغير بمجرد نظر الإنسان أو وضعه لأجهزة مراقبة، فإذا كانت الإجابة بنعم فمن الطبيعي أن يراودنا سؤال منطقي؛ هل الكون موجود حتى وإن لم نكن ننظر إليه؟! وهذا السؤال بالفعل شغل العلماء بعد إجراء التجربة أيضًا على الضوء ولقد طُرح هذا السؤال في مجلة ديسكفري أكبر المجلات العلمية

 

تجربة الشق المزدوج

 

إذن نحن الآن على حافة الشك واليقين لا نستطيع أن نجزم بوجود شيء أو ننكره، هل ما نراه بالفعل حقيقي أم أنه صورة اخرى تغيرت بمجرد نظرنا إليها؟ وهل عندما ننظر إليها يتغير مسارها أم يبقى كما هو؟ هل ستبقى نظرية الكم كما هي أم سوف تتغير إلى نظرية أخرى تستوعب هذه التغيرات؟ هذا ما سوف تجيب عنه السنين القادمة.

ويبقى الإنسان في حيرة قاتلة بين النسبية وحقيقة مايرى، هل ما يراه موجود بالفعل أم خداع بصري؟ وهل ما يراه هو الثابت ام المتحرك أم كلاهما في حالة حركة؟

 

إعداد: Mohamed Abo Taher

مراجعة: Matalgah Hamzeh

تصميم: Ahmaad M. Hanafi

 

Sources

1.
[1310.8343] Matter-wave interference with particles selected from a molecular library with masses exceeding 10000 amu [Internet]. [cited 2016 Jan 25]. Available from: http://arxiv.org/abs/1310.8343
2.
Does the Universe Exist if We’re Not Looking? | DiscoverMagazine.com [Internet]. [cited 2016 Jan 25]. Available from: http://sc.egyres.com/LKyRx
3.
Double Slit Experiment explained! by Jim Al-Khalili – YouTube [Internet]. [cited 2016 Jan 25]. Available from: http://sc.egyres.com/mWaDn

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي