طموحات إيلون ماسك لغزو المريخ

mars-elon

صرّح إيلون ماسك رئيس شركة SpaceX عن خططه لجعل الصواريخ التي تحمل روّاد الفضاء إلى المريخ تقوم بمهام أرضية للتنقل حول أرجاء المعمورة، وقد قال في المؤتمر الذي انعقد يوم الجمعة أنّه إذا كان لدينا القدرة لصنع سفن فضائية قادرة على حمل البشر للقمر والمريخ فلما لا نستخدم تلك السفن للنقل السريع هنا على الأرض، واقترح استخدام صاروخه الذي لا زال تحت التصميم لنقل المسافرين من نيويورك إلى شنغهاي في 39 دقيقة فقط، وأيضًا من لوس أنجلوس إلى نيويورك أو إلى الهونولولو في 25 دقيقة، ومن لندن إلى دبي في 29 دقيقة. (في الفيديو التالي محاكاة لعمية السفر بين المدن بواسطة الصواريخ).

وقال إيلون:

“الكثير من تصورات الناس واعتباراتهم للسفر مسافات طويلة سيتم اجتيازها في أقل من نص ساعة”.

ونوّه مؤخرًا على انستجرام أنَّ ثمن التذكرة سيكون مساوٍ لثمن تذكرة الطيران الاقتصادية، وكان العنوان الأبرز يوم الجمعة استكمالًا لما أعلن عنه في سبتمبر الماضي عن خططه لاستعمار المريخ، ووصف صاروخًا صغيرًا نسبيًا طوله حوالي 348 قدما (106 مترًا)، وأعلن عن أهداف شركته لإرسال مهمتين شحن إلى المريخ في 2022. وقال في المؤتمر أنَّ هذا ليس خطأ مطبعيًا، رغم أنّ الكلام طموح قليلًا، وأنَّه حقيقة نسبة إلى بيانات قام بعرضها أيضًا.

وسيتبع تلك المهمتين مهمتين أخرتين في 2024 لمدهم بالمزيد من مواد البناء مع طاقمين من الرحلات، وستفتح نافذة الرحلات إلى المريخ مصراعيها كل عامين، وفي خلال الستة أشهر الأولى لرحلة المريخ (بلا عودة) ستمتلك سفن SpaceX حوالي 40 كابينة بمعدل شخصين أو ثلاثة أشخاص في كل كابينة بمجموع نهائي سيوجد حوالي 100 مسافر بشكل مبدأي، ويتوقع ماسك نموّ تلك المستعمرة المريخية بمرور الوقت وسيجعلونها مكانًا أفضل للمعيشة.

وقال سكوت هابرد، وهو أستاذ مساعد في جامعة ستانفورد والمدير السابق لمركز أبحاث آميس التابع لوكالة ناسا:

“إنَّ هذا يعد نقلًا جزئيًا بتواريخ طموحة”، وأضاف بأنّ برهنة ذلك في 2020 ستضيف إلى مصداقيتها، كما أنَّه ينبغي وجود تفاصيل أكثر عن مؤهلات الحياة هناك للتركيز بشكل أكبر وأساسي على البشر على المريخ.

وكما يرى مدير التقنية بناسا بوبي براون، وهو عميد كلية الهندسة والعلوم التطبيقية بجامعة كولورادو في بولدر، أنَّ خطة إيلون ماسك هي خطوة في الاتجاه الصحيح، وذلك استنادًا إلى التقنيات التي أظهرتها شركةSpaceX  مثل الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام، وكتب براون في رسالته بالبريد الإلكتروني:

“في حين وجود طموح الجدول الزمني والقدارات إلا أنني أعتمد على قدرة الصناعة الأمريكية على تنفيذ أهداف صعبة وبعيدة المدى، كما أنَّه من الرائع رؤية القطاع الخاص يؤدي بتلك الطريقة وآمل أن نرى المزيد”.

وتقوم وكالة ناسا بتخطيط مسارها الخاص لما تسميه بوابة الفضاء العميق، بدءًا بحملات محيط القمر في عشرينيات القرن الماضي، وبلغت ذروتها في نهاية المطاف في المريخ، وقد سلَّمت وكالة الفضاء الكثير من أعمالها المدارية حول الأرض إلى القطاع الخاص، بما في ذلك SpaceX  وبوينج وشركة (Orbital ATK).

وفي وقت سابق اليوم في أديلايد عرض لوكهيد مارتن رؤيته لمعسكر قاعدة المريخ في شراكة مع وكالة ناسا، وقالت الشركة أنَّ رواد الفضاء يمكن أن يكونوا فى طريقهم منذ حوالي عقد من الزمان، وهذه المهمة الأولى تدور حول الكوكب الأحمر بدلًا من الأرض.

ويعتزم ماسك تمويل مساعيه البالغة 10 مليارات دولار من خلال استخدام صاروخ أصغر من الصاروخ الذي تمَّ تحديده في العام الماضي، وهناك حاجة إلى عدد أقل من المحركات: 31 محركًا، بينما التصور الأصلي كان 42، ولها قدرة على رفع 150 طن أكثر من صاروخ القمر القديم لناسا زحل 5 (Saturn V).

ويريد إيلون نوعًا من سفن الإمداد والسفن الفضائية التي يمكن أن تحل محل الصاروخ فالكون 9، وقد صُمم فالكون 9 للأقمار الصناعية الأثقل. وتستخدم كبسولة دراجون مؤخرًا لتوصيل الشحن لمحطة الفضاء الدولية، وقريبًا في العام القادم ستقوم بتوصيل الرواد أنفسهم.

وبهذه الطريقة يمكن أن يضع SpaceX جميع موارده نحو هذا النظام الجديد، وقال إنَّ إيرادات اطلاق الأقمار الصناعية وإرسال الإمدادات والطاقم إلى المحطة الفضائية يمكن أن تغطي تكاليف الصاروخ الجديد، كما أنَّ سفينة الفضاء نفسها لرحلات القمر والمريخ طويلة واسطوانية مع أجنحة صغيرة مثل المكوك، يمكن أن تطير إلى محطة الفضاء، والصاروخ الضخم يمكن أن يُستخدم فى إقامة مستوطنة قمرية حيث يتم إعادة تزويد سفن الفضاء بالوقود فى مدار حول الأرض مقابل إنشاء مستودع للوقود الحيوي فى المريخ، وحتى الآن لا يمتلك هذا الصاروخ اسمًا، فقط يُطلق عليه BFR.

وأخيرًا نحن بالفعل نوشك على مشاهدة قفزة هائلة للبشرية والخروج من نطاق الكوكب الأم الضيق إلى رحاب الفضاء الواسع والنمو بالانسان إلى ما وراء الأفق. فلنشاهد ونستمتع وربما نشارك في يومٍ ما.

 

ترجمة وإعداد: آية غانم

مراجعة: Mohammed Abkareno

المصدر: Phys.org

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي