تعلم لغةٍ جديدةٍ لتعافٍ أفضل بعد السكتة

ttt

تعلم لغةٍ جديدةٍ لتعافٍ أفضل بعد السكتة

 تعلم لغةٍ جديدةٍ لتعافٍ أفضل بعد السكتة

هناك طرق عدة لتقليص مخاطر إصابتك بسكتة دماغية، على سبيل المثال يمكنك التدرب أكثر وألا تدخن.  ولكن في حال إصابتك بسكتة ينبغي أن يكون بمقدورك أن تقلل من احتمالية خسارتك لوظيفة دماغية إذا كنت تتحدث بأكثر من لغة.

في دراسة جديدة وُجِد أن المتحدثين عديدي اللغات والذين أصابتهم سكتة كانت لديهم ضعف احتمالية الحصول على وظائف طبيعية بعد السكتة من أولئك الذين يتحدثون لغة واحدة وذلك تبعًا لنتائج نُشرت في 19 نوفمبر 2015 في مجلة (Stroke). سبب الاختلاف هو ظاهرة للدماغ تسمى ( الحفظ الإدراكي – Cognitive reserve )  و فيها يكون بوسع الدماغ الذي بنى شبكة كثيفة من الاتصالات العصبية أن يحمل الإشارات العصبية للأفكار حتى لو دُمرت بعد نقاط الاتصال.

يقول دكتور (توماس باك) الباحث بجامعة إدنبرج في سكوتلندا « الأناس ذوو النشاطات الدماغية الأعلى يمتلكون أدمغة متصلة بشكل أفضل والتي بإمكانها أن تتعامل بشكل أفضل مع الضرر المحتمل ».

تحدث السكتة بسبب قطع الإمداد الدموي للدماغ مانعةً خلايا الدماغ من الحصول على الأكسجين. يحدث ذلك غالبًا بسبب ارتفاع ضغط الدم أو مستوى الكوليسترول أو بسبب داء السكري أو التدخين. السكتة هي السبب الأول للموت و الإعاقة في الولايات المتحدة مؤثرةً على ما يقرب من 800 ألف أمريكي سنويًا تبعًا لمركز مكافحة الأمراض. قد يموت حوالي 20 % من ضحايا السكتة ويُترك آخرون بإعاقات من أطراف مشلولة ومشاكل في الحديث والعته والاكتئاب ومشاكل الصحة العقلية الأخرى وذلك على حسب أي المناطق تأذت في الدماغ.

في الدراسة الجديدة، فحص الباحثون بقيادة دكتورة (سوفارنا ألادي) مرضى السكتات الدماغية في (حيدر آباد) – مدينة كبيرة في جنوب الهند حيث يتحدث العامة لغتين أو أكثر بغض النظر عن مستوى تعليمهم أو حالتهم الجتماعية -، تابع الباحثون 608 مريضًا لأكثر من عامين بعد إصابتهم بسكتة ثم قارنوا أثناء ذلك 353 مريضًا يتحدث لغتين بـ 255 مريضًا يتحدث لغة واحدة. وجد الباحثون أن 40 % من المرضى الذين يتحدثون لغتين امتلكوا وظائف إدراكية طبيعية بعد إصابتهم بسكتة مقارنة بأقل من 20 % من المرضى الذين يتحدثون لغةً واحدة. المرضى الذين يتحدثون لغتين أدوا أداء حسنًا  في اختبارات ما بعد السكتة والتي تقيس قدرتهم على الانتباه لاسترداد وتنظيم المعلومات. كانوا أقل تعرضًا لخطر الإصابة بالعته أو حالة متعلقة تسمى الضعف الإدراكي الطفيف.

تقول ألادي: « فائدة التحدث بأكثر من لغة هي جعل الناس ينتقلون من لغة لأخرى، أي أنهم أثناء تعطيلهم للغة فسينبغي عليهم تنشيط أخرى للتواصل ».

ويقول باك: « وهذا التقدم والرجوع يومًا بيوم – بل و أحيانًا دقيقة بدقيقة – يتسببب في بناء اتصالات عصبية في جميع أنحاء الدماغ ».

الدراسة لا تعني أيضًا أن أولئك الذين يتحدثون أكثر من لغة تعافوا بينما عجز متحدثو اللغة الواحدة عن التعافي. حيث تراوحت النتائج من التعافي الكامل إلى العته الدائم. وبالرغم من ذلك فإن هذا التفاوت في النتائج بين المجموعتين يقترح أن التحدث بأكثر من لغة قد يكون له نتائج إدراكية أفضل بالنسبة للقدرات الإدراكية العامة و خاصةً الانتباه.

و في تعليق على الدراسة، وصف الدكتور (جوزيه بيلر) خبير السكتة وجراح المخ بجامعة (لويولا) البحث بأنه مثير ومصمم جيدًا ويساهم لمجموعة متزايدة من الأبحاث تظهر أن التحدث بأكثر من لغة يقلل من الانحدار الإدراكي المرتبط بالشيخوخة ومع ذلك فإنه يجب إجراء المزيد من الدراسات.

فاللغات المُتحدث بها في حيدر آباد كانت في الأغلب التيلوجو والأردو والهندية. وتشير ألادي أن تعدد اللغة في حيدر آباد قد لا يعكس تعدد اللغة في الولايات المتحدة على سبيل المثال. فالطلاقة في أكثر من لغة هو أمر شائع بالهند بينما في الولايات المتحدة يكاد يقتصر على المهاجرين أو الأمريكيين ذوي التعليم العالي.

و تقول ألادي في هذا السياق: « الانتقال الدائم من لغة لأخرى هو حقيقة يومية لسكان حيدر آباد، و الفائدة الإدراكية قد لا يتم تحقيقها في أماكن ليس من الضروري فيها التحدث بلغتين أو أكثر ».

المثير للاهتمام هو أن تعدد اللغات لم يرتبط قط بقدرات لغوية أفضل بعد السكتة، حيث عانى متحدثو اللغة الواحدة ومتحدثو اللغتين من احتمالية متساوية للإصابة بـــ (Aphasia) أو فقدان القدرة على فهم الكلام أو التحدث.

و شبه باك تأثير قدرة المتحدث على الحديث بأكثر من لغة على الدماغ بتأثير السباحة على الجسم. حيث أن تعلم لغة جديدة يعد بمثابة تمرين للدماغ جنبًا إلى جنب مع التمارين الإدراكية الأخرى مثل حل الألغاز أو العزف على آلة موسيفية – حيث تساعد كلها على التعافي من السكتة.

 

إعداد: Muhammad Sadeq‎‏

مراجعة: Sherif M. Qamar

تصميم: Sara Hassan‎‏

تحرير: Mohamed Gadallh

المصدر: http://sc.egyres.com/r03ak

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي