أسطورة الباليه: فاسلاف نغينسكاي

فاسلاف

|

 

فاسلاف نغينسكاي(Vaslav Nijinsky)، وبالروسي: فاتسلاف فوميتش نغينسكاي. وُلِدَ أسطورة الباليه: فاسلاف نغينسكاي في الثاني عشر من مارس عام 1890 في كييف، وتُوفي في الثامن من أبريل عام 1950 في لندن.
إنه راقص الباليه الروسي ذو الشهرةِ الأسطورية وصاحب القفزات المذهلة والأداء المُفعم بالمشاعر. فبعد تفوُّقٍ رائعٍ في السنوات الدراسية، أصبح نغينسكاي راقصًا مُنفردًا في مسرح ماريانسكي (Mariinsky theatre) بسانت بطرسبرغ في عام 1907، حيث ظهر في رقصات الباليه الكلاسيكية مثل جيزيل، وبحيرة البجع، والجميلة النائمة.

                      فاسلاف نغينسكاي

في عام 1909م التحق نغينسكاي بشركة الباليه الروسي (Ballets Russes) تحت إدارة سرجي دياغيليف، وقام مُصمِّم الرقصات في تلك الشركة، ميشيل فوكين لوبكتر بتصميم عرض شبح الورد (LeSpectre de la rose)، وبتروشكا (Petrushka) وشهرزاد (Schéhérazade) وغيرها من رقصات الباليه خصيصًا لأجل نغينسكاي. بينما تشمل أعمال نغينسكاي كمُصمِّم رقصات على باليه قدسية الربيع (Le Sacre du printemps) وظهيرة فون (L’Après-midi d’un faune).

كان فاسلاف الابن الثاني لتوماس لورنتيفيتش نغينسكاي وإليونورا بيريدا. وقد كان والداه راقصين بارعين على حدٍ سواء، بل كان والده على وجه الخصوص يشتهر ببراعة قفزاته الهائلة. امتلكت عائلة نغينسكاي شركة الرقص الخاصة بهم وأقاموا عروضًا عديدة في جميع أنحاء الإمبراطورية الروسية. وعليه، قضى نغينسكاي معظم طفولته في منطقة القوقاز، حيث كان يرقص مع شقيقه ستانيسلاف وشقيقته الصغيرة برونيساوا.

في البداية حين لاحظ والده موهبته وشغفه بالرقص، أعطاه دروسه الأولى. وفي سن الثامنة، في نهاية أغسطس 1898، دخل نغينسكاي المدرسة الإمبراطورية للرقص في سانت بطرسبورغ، حيث سرعان ما اكتشف أساتذته موهبته غير العادية. وعندما بلغ من العمر 16 عامًا، حثَّوه على التخرج ودخول مسرح ماريانسكي. رفض نغينسكاي ذلك وفضَّل أن يقضي الفترة الدراسية كاملةً في المدرسة. في الوقت ذاته كان قد اشتهر بأنه «أعجوبة العالم الثامنة» و«فيستريس الشمال» -في إشارةٍ إلى أوغست فيستريس (Auguste Vestris) الراقصة الفرنسية الشهيرة في القرن الـ18-. ظهر خلال سنوات دراسته في مسرح ماريانسكي، أولًا كعضوٍ ضمن فريق الرقص جسد الباليه (Corps De Ballet)، ولاحقًا في أدوارٍ صغيرة. كما رقص نغينسكاي في سانت بطرسبرغ أمام القيصر الروسي في المسرح الصيني في سارسكو سيلو، ومسرح الأرميتاچ في قصر الشتاء.

تخرج نغينسكاي في ربيع عام 1907، وفي 14 يوليو من نفس العام، انضم إلى المسرح كراقصٍ منفرد. وكان أوَّل ظهورٍ له في باليه المصدر (La Source) مع راقصة الباليه الروسية جوليا سيدوفا، حيث انفجر الجمهور ونقاد الباليه فورًا من حماسهم لموهبته العظيمة. وكان من بين شركائِه على مسرح ماريانسكي ثلاثًا من أشهر راقصات الباليه، وهم ماتيلد كشيسينسكايا، وآنا بافلوفنا بافلوفا، وتمارا بلاتونوفنا كارسافينا. كما رقص الأدوار الأساسية في العديدِ من العروض، بما في ذلك باليه إيفانوتشكا، وجيزيل، وبحيرة البجع، والجميلة النائمة، وتشوبينيانا.
من عام 1907 إلى 1911 رقص نغينسكاي جميع الأدوار الرائدة في مسرح ماريانسكي وفي مسرح البولشوي في موسكو، حيث كان ضيفًا للعروض وكان نجاحه هائلًا.

في عام 1909 تم تكليف سيرجي دياغيليف، المساعد السابق لمسؤول المسارح الإمبراطورية، من الدوق الكبير فلاديمير بتنظيم شركة الباليه الروسي مُكوَّنةً من أعضاءِ كُلِّ من مسرح ماريانسكي والبولشوي. قرر دياغيليف أن يأخذ الشركة إلى باريس مع بداية الربيع وطلب من نغينسكاي الانضمام إليها كراقصٍ أساسي. وكان أول أداءٍ له مع الشركة الجديدة في 17 مايو 1909، في مسرح دو شاتليه (Théâtre du Châtelet). أبهر نغينسكاي باريس بأكملها! إن جمال جسده التعبيري وخفة وزنه وقوته المذهلة اللائي يجعلن ارتفاعه يبدو وكأنه طائر مُتعلِّق في الهواء، وجعلت براعته الفنية الاستثنائية وتمثيله الدرامي نغينسكاي العبقري أعجوبة الباليه.

ظل نغينسكاي يعمل مع مصمم الرقصات في الشركة، ميشيل فوكين من عام 1907 إلى 1912. فساعدته موهبته الهائلة في التمثيل على أداء أدواره الأكثر شهرة في أعمال فوكين مثل الكرنفال (Le Carnaval)، والرشيقات (Les Sylphides) (تنقيح من تشوبينيانا)، وشبح الورد، وشهرزاد، وبتروشكا، والإله الأزرق (Le Dieu bleu)، ودافنيس وكلوي (Daphnis et Chloe) ونرجس (Narcisse).

كما أدَّى العديدَ من العروض في وقتٍ لاحق، ومنهم مثلًا ميفستو والتز (MephistoValtz)، والعديد من الإصدارات المختلفة لموسيقى جوهان سيباستيان بخ، وفراشات الليل (Les Papillons de nuit)، والحفل الغنائي (The Minstrel). وبحلول عام 1917 كان قد ظهر نغينسكاي في جميع أنحاء أوروبا، وفي الولايات المتحدة، وفي أمريكا الجنوبية. وكان يُلقب بـ (le dieu de la danse) أي إله الرقص.
في عام 1912 بدأ يعمل في تصميم الرقصات إلى جانب الرقص، فصمَّم لشركة الباليه الروسي الخاصة بدياجليف رقصاتٍ مثل ظهيرة فون، ألعاب (Jeux) وقدسية الربيع. بل قام نغينسكاي بإنتاج تيل يولنسبيجيل (Till Eulenspiegel) في الولايات المتحدة، ولكن دون إشرافٍ شخصيٍّ من دياجيليف. في المُجمل، كان يُعتبر عمل نغينسكاي في تصميم الرقص جريئًا وحقيقيًّا وأصليًّا.

تزوج نغينسكاي من الكونتيس رومولا دي بولزكي-لوبوسي-سيلفالفا، في بوينس آيرس في 10 سبتمبر 1913، و خلال الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، تم احتجازه في المجر كمواطنٍ روسي. وفي عام 1919، عندما وصل سن الـ29، ترك المسرح بسبب انهيارٍ عصبي تم تشخيصه بأنه مرض انفصام الشخصية (Schizophrenia)، عاش نيغينسكاي من 1919 حتى 1950 ما بين سويسرا وفرنسا وإنجلترا، وتُوفِّي في لندن في عام 1950. دُفن نيغينسكاي بجانب أوغست فيستريس في مقبرة مونمارتر في باريس.

#الباحثون_المصريون

مصدر المقال :

https://goo.gl/3yFknV

ترجمة : زهراء المنصوري

مراجعة وتصميم : عمر بكر

تدقيق: محمد سيد الجوهري

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي