تعتبر الخلايا الجذعية معجزة من معجزات الطب والعلم الحديث، وهي العلاج الأكثر تفاؤلًا لكثير من الأمراض والحالات الطبية كالسرطان، وعلاج الحروق، وأمراض القلب والشرايين، ومرض السكري. وحاليًا في بعض الدول يتم الاحتفاظ بالحبل السُري الخاص بالجنين في بنك للأعضاء لاستخدامه لاحقًا كمصدر للخلايا الجذعية بغرض إعادة استنساخ بعض الأعضاء وزراعتها كالكبد، والبنكرياس، والقلب مما يبشر بفتح آفاق جديدة لعلاج الأمراض.
الخلايا الجذعية هي خلايا غير متخصصة تتميز بقدرات هائلة علي التجدد والانقسام والتمايز إلى أنواع عديدة من الخلايا.[1]
أنواع الخلايا الجذعية:
- خلايا جذعية جنينية:
لها قدرة أكبر على الانقسام، وتتميز بأنها تنتج إنزيم التيلوميريز (Telomerase)؛ الذي يساعدها على الانقسام باستمرار.
- خلايا جذعية بالغة:
لا تُنتج هذا الإنزيم إلا بكميات ضئيلة أو على فترات متباعدة مما يجعلها محدودة العمر.[2]
مصادر الخلايا الجذعية: [3]
- المشيمة والحبل الشوكي والسائل الأمنيوسي (السائل الأمنيوسي Amniotic fluid)، وهو سائل غذائي يُوفر الحماية للجنين. يُوجد داخل الكيس الأمنيوسي في رحم المرأة.[4]
- الأطفال والبالغون.
- الأجنة المُجْهَضة.
- الفائض من لقائح أطفال الأنابيب.
- الاستنساخ العلاجي.
لاحظ أن: تحول الخلايا الجذعية إلي خلايا متخصصة يعرف بالتمايز (Differentiation)، بينما يعمل بعض الباحثين على محاولة إعادة الخلايا المتمايزة إلى أصلها (الخلايا الجذعية) فيما يُعرف بالتمايز العكسي (Retrodifferentiation).[5] وتُسمى الخلية التي تُستحث بهذه الطريقة خلية جذعية مستحثه وافرة القدرة (Induced Pluripotent Stem Cell).[1]
التطبيقات العلاجية للخلايا الجذعية:
- علاج سرطان الدم
حيث تُفصل الخلايا الجذعية من الدم أو نخاع العظم ويُحتفظ بها، ومن ثم يتم القضاء على الخلايا السرطانية في الدم باستخدام عقاقير قاتلة، وبعدها يُعاد تكوين الدم باستخدام الخلايا الجذعية المحفوظة.[6] [7]
- فشل نخاع العظم
حيث تُزرع في المريض خلايا جذعية من متبرع مطابق له.[7]
- أمراض القلب والشرايين
يتم علاج هذه الأمراض باستخلاص خلايا جذعية من نخاع عظم جسم المريض، وزراعتها في مزارع خلوية، ثم حقنها في المناطق المصابة في المريض، وفي بعض الدراسات تم رفع معدل ضخ الدم من القلب بنسبة ١٧٪.[5]
- مرض السكري
أدى حقن خلايا جذعية إلى البنكرياس في دراسة حديثة إلى احتمال علاج هذا المرض بشكل كامل.[5]
- الحروق
استطاع علماء إنتاج أجزاء من الجلد معمليًا باستخدام خلايا جذعية اسُتخرجت من مرضى حروق فقدوا ما يعادل ٨٠٪ من جلودهم، وزراعتها في مناطق مختلفة من أجسامهم، سرعان ما نمت هذه الخلايا في مدة لم تتجاوز ٦ أشهر معوضة ٩٥٪ من الجلد المفقود.[5]
الخلايا الجذعية السرطانية (cancerous stem cells)
خلايا سرطانية (توجد داخل الأورام أو في سرطان الدم) تتصف بالقدرة على إنتاج جميع أنواع الخلايا الموجودة في عينة سرطانية معينة. لذلك، فإن الخلايا الجذعية السرطانية هي خلايا مُشَكِّلة للأورام.[8]
تولد الخلايا الجذعية السرطانية أورامًا من خلال عمليات التجديد الذاتي والتمايز إلى أنواع خلايا متعددة. لذلك، فإن التطوير لعلاجات محددة تستهدف الخلايا الجذعية السرطانية يحمل الأمل في تحسين البقاء على قيد الحياة.
طُوِّرَت علاجات السرطان الحالية في الغالب بناءً على نماذج حيوانية، حيث اُعتبرت هذه العلاجات القادرة على تعزيز انكماش الورم فعالة. ومع ذلك، لا تقدم الحيوانات نموذجًا كاملاً للأمراض التي تصيب الإنسان. على وجه الخصوص، في الفئران، التي لا تتجاوز فترات حياتها عامين، مما يصعب دراسة انتكاس الورم.
الاكتشاف
تحددت الخلايا الجذعية السرطانية لأول مرة بواسطة جون ديك في سرطان الدم النخاعي الحاد في أواخر التسعينيات. منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانوا موضع تركيز مكثف لأبحاث السرطان.[9]
وصِيغ المصطلح نفسه من قبل علماء الأحياء «تانيشثا ريا» و«شون جيه موريسون» و«مايكل إف كلارك» و«إيرفينج وايزمان».
النماذج الميكانيكية والرياضية وعلاقتها بالخلايا الجذعية السرطانية:
بمجرد افتراض مسارات السرطان، من الممكن تطوير نماذج رياضية تنبؤية، للتنبؤ بخطر الإصابة بالسرطان.[10]
الخلايا الجذعية وكوفيد-١٩
نُشِر بحث علمي في المجلة العلمية للأمراض والشيخوخة (the scientific journal of Aging and Disease) عام ٢٠٢٠ يفترض أنه يمكن استخدام الخلايا الجذعية الوسيطة (Mesenchymal stem cell) كعلاج فعال وآمن لمواجهة كوفيد-١٩.[11]
وسُجِّلت عشر حالات على الأقل في السجل الدولي الرسمي للتجارب السريرية (the official international registry for clinical trials) تتضمن استخدام الخلايا الجذعية في علاج الالتهاب الرئوي الناتج عن كوفيد-١٩.[12]
تعتبر الخلايا الجذعية الوسيطة عاملًا مناعيًا قويًا ومضادًا للالتهابات، فهي تعمل على إعادة وظائف الجهاز المناعي لطبيعتها بعد أن غُيِّرَت بواسطة كوفيد-١٩.