الزائدة الدودية: اسم على غير مسمى

زائدة

الزائدة الدودية

“الزائدة الدودية” اسمٌ على غيرِ مسمى

ربما يقفز إلى أذهاننا عندما نسمع اسم “الزائدة الدودية” أنها زائدة عن حاجة الجسم وليس لها فائدة، خاصة أننا لا نعلم عنها إلا أنها تُستأصل! فهل يُعد هذا دليلٌ على عدم أهميتها؟

يلجأ الأطباء فى كثيرٍ من الأحيان إلى استئصال أجزاء من أعضائنا لأن ضررها أصبح غالبًا على نفعها من وجهة نظرهم -كاستئصال الأورام على سبيل المثال- فهل يعنى استئصال ورمٌ جلديٌ أن هذا الجزء من الجلد لم يكن نافعًا قبل أن يصيبه الورم؟ بالطبع لا!
تلتهب الزائدة الدودية لإصابتها بالعدوى البكتيرية أو لانسدادها جزئيًا أوكليًا ببعض محتويات الأمعاء أو لغير ذلك من الأسباب، مما يُحدث ألمًا لا يُحتمل، ويضطر الأطباء إلى استئصالها.

مؤخرًا كشفت دراسات حديثة أجراها باحثون استراليون وفرنسيون عن أهمية هذه الزائدة، كما لم يتوقع الكثيرون وعلى خلاف ما شاع عنها. تفيد الدراسة بأن الزائدة الدودية ربما تلعب دورًا هامًا فى منطقة الأحشاء كمخزن للبكتريا النافعة التي تسكن أمعاءنا وتحمينا من البكتريا الضارة.

يقول غابريال بليز-Gabrielle Blez الأستاذ بمعهد Melbourne’s Walter & Eliza Hall Institute الأسترالي للأبحاث: “تقوم الزائدة الدودية بإعادة ملء الأمعاء بالبكتريا النافعة بمساعدة نوعٍ من خلايا الدم البيضاء يدعى Innate lymphoid cell، حيث تعمل هذه البكتريا النافعة على حمايتنا من البكتريا الضارة التي تهدد أمعاءنا كتلك التى تسبب تسمم الطعام-Food poisoning.”
جديرٌ بالذكر أن أمعاءنا تُفرغ محتوياتها بما فى ذلك البكتريا النافعة التى تسكنها وذلك فى حالات الإسهال الشديد.
يقول غابريال:” لولا هذا الحل الذي تقدمه الزائدة الدودية للجأنا إلى زراعة هذه البكتريا بأنفسنا”، يعني زراعتها لمن فقدت أمعاؤهم محتوياتها، نظرًا لأهمية هذه البكتريا كجزءٍ من مناعة الإنسان.

ومن الجدير بالذكر أيضًا أن هذه البكتريا النافعة تقل أهميتها نسبيًا في المجتمعات التي تتمتع بارتفاع مستويات النظافة الشخصية، حيث لا يتعرض قاطني هذه المجتمعات إلى كثير من البكتريا الضارة، ولعل هذا ما يفسر عدم معاناة بعض الأشخاص بعد استئصال زائدتهم الدودية.

ترجمة: إسلام فتوح
مراجعة لغوية: سمراء طارق
تصميم: بثينة محمود
المصادر:
http://sc.egyres.com/T4GJv
http://sc.egyres.com/AH4Rk
http://sc.egyres.com/yFJp8

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي