العود، ملك الموسيقي العربية

4-1

|||||||||||||||||

في الموسيقى على اختلاف أنواعها وأنماطها، هناك دائمًا آلة تكون هي «النجم». في الغرب غالبًا ما يكون الجيتار هو النجم، أما بالنسبة للشرق بالتأكيد العود هو النجم.

من أين جاءت آلة العود ؟ كلمة عود تعني نوع من أنواع الخشب يتميز برائحته العطرة. هناك رأيان في مسالة أصل العود…

الرأى الأول: يقول أن قديمًا آلة العود كانت تدعى «بربط» وهو اسم آلة فارسية تشبه العود، ثم جاء التحليل اللغوي للكلمة بالعديد من الفرضيات، منهم هذه الفرضية أن العرب اتخذوا اسم العود ليميزوا تلك الآلة بصوتها الخشبي عن البربط الفارسي المغطى بالجلد. ولكن هذا لم يكن الدافع الرئيسي، ولكن اختيار كلمة العود اعتمد على منطقية الفكر العربي التي كانت تتطلب اسم مختلف لتوضح أن البربط كان قبل العود. وبذلك أصبح مسمى العود بديلًا للبربط، والدليل على أن البربط كان قبل العود هو أعمال الكاتب الأندلسى«ابن عبد ربه» عندما كتب «العود هو البربط»، وكُتاب آخرون مثل «ابن سينا» و«ابن خالدون» عندما صنفوا العود من حيث الخصائص كنوع من أنواع البربط.

الرأى الثانى: يقول أن العود أصله عربي، وقد عثر العلماء في مدينة طيبة في مصر على آلة عود ذات عنق قصير وعلى ريشة خشبية(التي كانت تستخدم في العزف عليه) ويعود تاريخ هذا العود إلى عام 700 قبل الميلاد. وهذا العود محفوظ اليوم في متحف برلين. هناك من يدعي أن أصل العود فارسي ولكن دلت النقوش والصور والمنحوتات الفارسية على أن أقدم مشاهد للعود ترجع إلى القرن الثامن قبل الميلاد وهذا يعنى أن الفراعنة والآشوريين سبقوا الفرس في ابتكار العود.

 

11
البربط

انتشار العود في أوروبا وأفريقيا:

في القرن السابع الميلادي تمدد العالم العربي في شمال أفريقيا مرورًا بالعراق شرقًا حتى جنوب وشرق أوروبا. وبعد قرون من التبادل الثقافي، أدرجت الموسيقى العربية بعض العناصر إلى الموسيقى التركية والإسبانية والصقلية والموسيقى في شمال أفريقيا. سافر العود كعنصر من هذه العناصر إلى تلك الأماكن وهذا ما يفسر وجود الكثير من الآلات الشبيهة للعود في تلك الأماكن.

وصف العود:

يتميز العود بشكله الذي يشبه الكمثرى متصلة بتلك الرقبة القصيرة التي تجعله يبدو أكثر نبلًا وتميزه عن الآلات الوترية الأخرى التي تشبه العود حيث تمتاز معظم هذه الآلات بالرقبة الطويلة، ولأن طول الأجزاء له دور مهم لضبط الإيقاع كان من الضرورى تحديد طول قياسي لكل جزء، في القرن التاسع عشر في مصر حُدد طول الرقبة 22.4 سم. وفي القرن العشرين في مصر أيضًا «كامل الخلعى» حدد طول الرقبة ب 19.5 سم، طول رقبة العود المصري المعاصر يتراوح من 18 إلى 20.5 سم، ولكنه ثابت في سوريا عند 20 سم، وفي المغرب من الممكن أن تجد الرقبة بطول 24.5 سم. سطح العود العلوي مستوي تمامًا ويحتوي على ثلاث شمسيات مزخرفة، بينما السطح الخلفي يشبه الصحن، صُنع العود من خشب خفيف الوزن يحتوي على 16-21 خطًا من الخشب الذي يُدعى «القصعة». ويوجد على السطح العلوي ما يسمى بالرقمة وهي في الأغلب تغطي قشر السمك أو الجلد أو القشرة أو الصدف، يختلف شكل الرقمة من عود إلى آخر،فالعود التونسي تأخذ فيه الرقمة شكل متوازي الأضلاع أما في العود العراقي تختفي الرقمة في أغلب الأحيان. الدواسات أو الأوتار المشدودة على السطح العلوى أيضًا من المشط مرورًا بالأنف إلى نهاية العود. ويتم ضبطها عن طريق سلسلة المفاتيح الموجودة في البنجق التي تكون في الأغلب عمودية على الرقبة، وتصنع الأوتار عادة من النايلون. صناعة العود تتطلب الكثير من الدقة والعناية في اختيار كل قطعة. فقد استخدم صانع العود البغدادي «حنا حجى العواد» 18,325 قطعة خشب لتصنيع عود واحد فقط. أما بالنسبة لنوع الخشب الذي يُصنع منه العود، فكل أنواع الخشب صالحة لصناعة العود. بعض الأنواع تكون أكثر استخدامًا من غيرها لرائحتها العطرية مثل خشب الصندل. وذكر «ابن طحان» في نص له في القرن الرابع عشر أنه يجب صناعة العود من نوع واحد فقط من الأخشاب، وإذا كان هناك رغبة في إضافة بعض الترصيع للعود العربي يجب ألا يتعدى 800 جرام.

 

6996-2
اجزاء العود

 

egyptian
العود المصري

 

syrian
العود السوري

 

morrcan
العود المغربي

 

iraqi
العود العراقي

 

tunisia
العود التونسي

هناك أيضًا جزء في غاية الأهمية وهي الريشة التي تقوم بالعزف على الأوتار. حيث كان العرب قديمًا يستخدمون ريشة نسر للعزف على العود، لكن مع عدم توافر ريشة النسر في معظم الأوقات، بدأ العازفون يستخدمون أشياء أخرى مثل قرون الحيوانات أو البلاستيك الذي يحظى بشعبية عالية من قبل المحترفين والهاويين لرخصه وسهولة استخدامه.

 

3
ريشة العود

كيف يعمل العود؟

معظم الأعواد تمتلك أربعة أزواج من الأوتار، وبعضها يمتلك خمسة أزواج، والقليل منها يمتلك ستة أزواج. طريقة ضبط الأوتار تختلف خاصةً بين الطريقة التركية والعربية. ليس هناك طريقة قياسية لضبط الأوتار يستخدمها عازفو العود. بعض العازفين يعزفون بنغمة عالية جدًا وبعضهم بنغمة منخفضة وهذا يعتمد على الإيقاع الذي يعزفه العازف. عزف العود معقد، ويحتاج إلى تحريك جميع أصابع اليد تقريبًا وهناك أكثر من أسلوب للعزف، منهم أسلوب يشبه أسلوب العزف على آلة المندولين الذي كان يتبعه توفيق الصباغ، هذا الأسلوب لم يعد منتشرًا ولكن هناك أسلوب آخر انتشر بسرعة وهو (البصم) الذي اُبتكر من قبل المصرى «أحمد الليثى» في الفترة من 1816 إلى 1913. هذا الأسلوب يعتمد على استبدال لمسات الريشة بأصابع اليد اليسرى، ثم جاء العراقي منير بشير وتطور هذا الأسلوب بالاستخدام الكثير لليد اليسرى. مر أسلوب عزف العود بالعديد من مراحل التطور، ولكن الأسلوب الشائع حاليًا للعزف هو أن يستخدم عازفو العود الريشة وأصابعهم للعزف على العود حيث يقوم العازف بأصابع يديه اليسرى بالضغط على الأوتار أو الخيوط في حين تقوم يده اليمنى الممسكة بالريشة بنقر الأوتار. المندولين.

 

%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%86
المندولين

ما هي الطريقة الصحيحة لحمل العود؟ الطريقة الصحيحة لمسك العود هي كما موضح بالصورة. بعض العازفين يفضلون وضع كرسي للقدم أو وضع الرجل فوق الأخرى. ويجب أن يكون وجه العود رأسي والرقبة أفقي.

2 untitled

ما هي الطريقة الصحيحة لمسك الريشة؟ الريشة تُمسك بين الإبهام والسبابة كما موضح بالصورة. ويترك حوالي واحد سم من الخارج. تنقر الأوتار بطرف الريشة من أسفل لأعلى أو من أعلى لأسفل أو مزيج من الاثنين حسب الرغبة أو التأثير و الإيقاع المطلوب. التناوب السريع بين حركة الريشة من أسفل لأعلى والعكس يُسمى (تريمولو-Tremolo) أسلوب الريشة من أهم المعايير الرئيسية التي تحدد براعة العازف، لذا الريشة تستحق قضاء الوقت لتعلم الطريقة الصحيحة للإمساك بها.

7

إيقاعات الموسيقى العربية:

الموسيقى الشرقية لديها ألحان كثيرة وإيقاعات كثيرة أكثر من الموسيقى الغربية، وأحيانًا يرتجل الموسيقيون في الإيقاعات الحرة أولًا ثم يقومون بعمل التركيب على نفس اللحن. الموسيقى العربية معروفة بأن لديها مجموعة كبيرة و متنوعة من الإيقاعات المعقدة التي تترواح من 3 إلى 48 بيتس- beats في الطول، بينما الموسيقى الغربية الكلاسيكية تترواح إيقاعتها من 2 إلى 4 بيتس. خلال القرن العشرين، لم تعد النغمات الأعلى من 24 بيتس تُعزف كثيرًا مثلما كان قبل ذلك. أنماط الإيقاعات العربية تتكون من (بيتس- beats) قوية ولينة وصامتة. اعتاد الطبالون استخدام كل هذه الإيقاعات مع استبدالها بالمقاطع اللفظية (دوم تك) «دوم» لأقل صوت والأكثر رنينًا في وسط الطبلة «تك» لأعلى صوت (الذي يصدر من طرف الطبلة) الآن ضع يدك على المكتب وجرب هذه الإيقاعات، اقرع بالجزء المستوي من أصابعك لتسمع الدوم ثم اطوي أصابعك لتقرع بالأظافر لتسمع التك.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إعداد: سلمى نبيل صبحي

مراجعة لغوية: شريف محمد قمر

مراجعة علمية: Dina Ibrahim Fawzy

تصميم: الباحثون_المصريون

المصادر:

http://sc.egyres.com/fN8au

http://sc.egyres.com/3rmZO

http://sc.egyres.com/r2yEm

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي