يرى بعض الأشخاص أن دور الصيدلي يتوقف على الوقوف بالصيدلية وبيع الأدوية التي يصفها الطبيب في الروشتة، غير مدركين أن هناك مجموعة أخرى من الأدوية تقع تحت بند الـ”OTC”. فما هو هذا النوع من الأدوية، وما هي فائدته؟
تنقسم الأدوية من حيث كيفية اعتمادها إلى نوعين:
النوع الأول: وهو الأدوية التي لا تصرف إلا بروشتة وإرشادات الطبيب، وتخضع لها معظم الأدوية، وتكون مراقبة من قبل الهيئات الطبية المختصة.
أما النوع الثاني من الأدوية فيُطلق عليه OTC، وهو اختصار لمجموعة من الأدوية التي توصف دون روشتة، ولا يحتاج المريض إلى الكشف لدى الطبيب، وتشمل الحالات الخفيفة مثل: آلام الطمث، الإسهال، والإمساك، والانتفاخ. (1)
وتعتبر أدوية OTC شائعة الاستعمال حيث يستخدمها العديد من الناس لأسباب مختلفة دون وعي كافٍ من جهتهم حول ماهية هذه الأدوية وكيفية التعامل معها وهل لها أضرار أم لا، مثل الباراسيتامول (Paracetamol) وغيره من مضادات الحموضة الحاوية على هيدروكسيد الألومنيوم، والملينات، ومسكنات الألم الخفيف، وبعض أدوية القرحة كمثبطات مستقبلات الهيستامين. (2)
الاستخدام الآمن لأدوية OTC
يجب أن يكون الشخص له القدرة على تحديد ما يعاني منه بالضبط حتى نتجنب أضرار الأدوية، فمثلًا معظم أنواع الصداع ليست بالخطيرة ولكن في بعض الحالات النادرة يُعد الصداع المستمر علامة تحذيرية لوجود ورم أو نزيف بالمخ. أيضًا قد يكون الألم المُقْترَن بحرقة وزيادة حمض المعدة علامة لحدوث نوبة قلبية؛ لذا يجب على المريض أن يشعر بنفسه ما إذا كان ما يعاني منه عرض بسيط أو شديد، وفي تلك الحالة يجب الرجوع إلى الطبيب فورًا. (3)
الـتأثير السلبي لتناول أدوية OTC دون وصفة طبية
فى بعض الأحيان تكون تلك الأدوية آمنة تمامًا، إلا أن الإسراف في تناولها قد يسبب بعض المضاعفات، مثل:
- الفشل الكلوي على المدى البعيد، في حال الإسراف في تناول المسكنات.
- الإدمان إذا تم استخدامها لفترة طويلة، فبعض الأدوية تستخدم بخاخة التنفس لعلاج احتقان الجيوب الأنفية.
- الفشل الكبدي، حيث إن استخدام بعض الأدوية مثل الباراستامول مع الكحول يؤدي إلى الإصابة به بعد فترة. (4)
خطوات شراء أدوية OTC
1. يجب أن يحدد المريض ما يعاني منه.
2. يقرأ مكونات المنتج ويختار الدواء المناسب لحالته وليس المنتج الأكثر شهرة.
3. يختار الدواء المحتوي على أقل عدد من المواد الفعالة فكلما زادت المواد الفعالة بالدواء زادت الأعراض الجانبية والتكلفة.
4. يقرأ بعناية شديدة طريقة استخدام الدواء لمعرفة الجرعة الصحيحة كما يقرأ الاحتياطات وموانع الاستخدام ولا يأخذ الدواء بـأكثر من الجرعة الموصى بها أو لوقت أطول من الوقت المحدد حيث غالبًا في أدوية OTC لا يمكن ذكر الأعراض الجانبية تفصيليًا، فمثلًا هناك بعض المسكنات مكتوب عليها لا يؤخذ لأكثر من 10 أيام لعلاج الألم لكن ليس مذكورًا أنه مع الاستخدام الطويل قد يحدث نزيف في الأمعاء مثلًا؛ لذلك إذا كان المريض يعاني من ألم مزمن وتناوله لفترة طويلة فقد يتضرر من آثاره الجانبية.
5. عند الشك أو الحيرة عند الاستخدام قد يستشير الصيدلي في حالة إذا ما كان يتعاطى أدوية أخرى لتفادي التداخلات الدوائية فمثلًا أدوية الحموضة -والتي يمكن صرفها بدون وصفة طبية- تتداخل مع الكثير من الأدوية الأخرى، أو ما كان يعاني من أمراض أخرى مثل مرضى الضغط الذين يرتفع ضغطهم أكثر في حالة تناول مزيلات الاحتقان (decongestant)، ومرضى السكر الذين لا يتناولون أشربة السعال التي تحتوي على سكر.
6. يتوقف عن تناول الدواء إذا ساءت الأعراض. (5)(6)
نصائح مهمة
يجب استشارة الصيدلي قبل صرف أي دواء، والتأكد من الفترة التي يجب ألا يتجاوزها هذا العلاج وتاريخ انتهائه، كما يفضل قراءة النشرة الطبية المرفقة للدواء لمعرفة الآثار الجانبية، وهل يعاني المريض من حساسية من أحد مكوناته أم لا. (6)
ما دور الصيدلي من جهة أدوية OTC؟
يلعب الصيدلي دور في غاية الأهمية، فبما أن هذه الأدوية لا تحتاج إلى وصفات طبية، فيكون المريض غير واعٍ بخصائص هذه الأدوية ومعرفة المناسب له، أو الضار بالنسبة لحالته، أو الذى يتعارض مع أدوية أخرى؛ لذلك يأتي هنا دور الصيدلي في توعية المريض من خلال الرد على أسئلته حول الدواء، وكيفية استخدامه وإمكانية تعارض هذا الدواء مع دواء آخر وتوضيح ضرره لأسباب تخص التاريخ المرضي للمريض. (7)