علماء أمريكيون يكشفون عددًا من أسرار الخميرة الفرعونية

علماء أمريكيون يكشفون عددًا من أسرار الخميرة الفرعونية

يقولون: «لا شيء يبقى على قيد الحياة للأبد فيما عدا الخميرة؛ حيث إنها قادرة على البقاء في مرحلة السكون لمدةٍ طويلة».

قامت إحدى علماء الآثار والأحياء بمشروع تجربة، يعتمد على إعادة استخدام خميرةٍ يُقدَّر عمرُها بآلاف السنين؛ إذ إنها نجحت -على حد زعمها- في الحصول على خميرة كانت تُستخدم في صناعة الخبز، والبيرة منذ (4000) سنة، واستخدمتها في صناعة الخبز مرةً أخرى.

تهتم (سيرينا لاف – Serena Love) -عالمة الآثار بجامعة (كويينز لاند – Queensland)- بصناعة البيرة مستخدمةً في ذلك الوصفات المصرية التي توصَّل إليها العلماء من خلال دراسة الرسومات الموجودة داخل المقابر، وتحليل السجل الآثري؛ إذ تعاونت سيرينا خلال هذا المشروع مع المخترع (سيموس بلاكليي – Seamus Blackley)، حيث قاما بالتواصل مع عددٍ من المتاحف داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وخارجها طلبًا لما لديهم من أواني فخارية فرعونية بها آثار خميرة، وشددَّا على أن تكون هذه الفخاريات سليمة تمامًا، وفي النهاية، حصلا على موافقة من متحف الفنون بـ(بوسطن)، ومتحف (بي بودي – Peabody) التابع لجامعة (هارفارد – Harvard).

استعان فريق البحث بـ(ريتشارد بومان – Richard Bowman) -عالم الأحياء بجامعة (لوا – lowa)، والمهتم بإعادة صناعة البيرة القديمة- من أجل استخلاص عينة من خميرة -يعود تاريخها إلى آلاف السنين- بعيدًا عن تدخل العناصر البيئية المحيطة (التي قد تؤثر على نتائج التجربة)؛ حيث تمكن ريتشارد من التوصل إلى طريقة لاستخلاص آثار الخميرة من الفخاريات الفرعونية القديمة بعيدًا عن ملوثات البيئة الخارجية مثل: البكتريا والفطريات التي تنتقل عبر الهواء. تعتمد هذه الطريقة على مزج خلاصة الخميرة مع سكر العنب، وبعض الأحماض الأمينية، وحقنها -بدون إبرة- داخل قطعة قطن ملاصقة لإناء الفخار -محل التجربة- مع الاستمرار في هذه العملية إلى أن يتشبع السطح تمامًا بالخليط، والانتظار لمدة (5 – 10) دقائق إلى أن يخترق السائل سطح الفخار، وعندئذ، يُسحب السائل مرة أخرى عبر ذات الحقنة وقطعة القطن، وأخيرًا، تُعزَل الخميرة المستخلصة للحفاظ على سلامتها.

أقرَّ بومان بأنه لا يمكن استبعاد تأثير العوامل الخارجية أثناء إجراء التجربة، وأن الخميرة المستخلصة ربما تكون متأثرةً بملوثات البيئة المحيطة، وأكد أنه على الرغم من أن هذه الخميرة (المستخلصة) لم تنمُ داخل المعمل، إلا أنها قد استجابت عند وضعها في ظروف مشابهة للظروف البيئية في الماضي، وأضاف:

«عندما أضاف سييموس الخميرة المستخلصة إلى القمح ثنائي الحبة، الذي كان يستخدمه المصريون القدماء في صناعة الخبز، نما بسرعةٍ مذهلة».

تحاول لاف الوصول إلى أدواتٍ تعود إلى حِقب، ومناطق مختلفة بمصر القديمة؛ بهدف الوقوف على أنواع الخميرة المختلفة التي كانت تُستخدم -على مر العصور- في مصر القديمة لإنتاج البيرة، كما خطط الفريق -أيضًا- لإرسال سلالات الخميرة المستخلصة من أجل فحص الجينات الخاصة بها، حيث قال بومان:

«يمكننا -الآن- تحديد سلالات الخميرة الفرعية، ومقارنة كل سلالة بالسلالة التي تسبقها من خلال الرجوع إلى سِجل المعلومات الوراثية الخاصة بالسلالات التي جُمِعت خلال هذه التجربة».

كما يساعد هذا السجل -فيما بعد- في تحديد عمر أي سلالة من خلال خصائصها، كما قال بلاكليي:

«لقد كان لدي الكثير من المخاوف فيما يتعلق بقوام الخبز المصنوع من سلالات الخميرة (محل التجربة)، ولكن عند الانتهاء من صناعته، كانت رائحته ذكية للغاية؛ وحين تذوقته، وجدت طعمه فريدًا».

 

المصدر

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي