أعقاب السجائر تهدد النباتات

CigaretteButtsHarmingPlants_1024
|الأكياس المستخدمة للتخلص من أعقاب السجائر|علبة تستخدم في التخلص من أعقاب السجائر

تُمثل أعقاب السجائر التي تُلقى في التربة تهديدًا لنمو النباتات بشكل سليم طبقًا لدراسة أُقيمت في جامعة أنجليا روكسن بكامبريدج حيث وُجد أن عُقب السيجارة يمكن أن يقلل من نمو النباتات أو تطورها مما يزيد من المخاوف بسبب انتشار أعقاب السجائر حول العالم بصورة كبيرة.

قللت أعقاب السجائر من نجاح الإنبات في البرسيم بنسبة 27%، وطول الفسيلة (الساق) بنسبة 28%، كما نقصت الكتلة الحيويّة للجذر (وزن الجذر) بنسبة 57%، أما في العشب فقد تأثر نجاح الإنبات بنسبة 10%، وطول الساق بنسبة 13% طبقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة علم السموم والسلامة البيئية (Ecotoxicology and Environmental Safety).

تحتوي معظم أعقاب السجائر على فِلتر مصنوع من ألياف خلات السليلوز، وهو نوع من البلاستيك الحيوي. إن أعقاب السجائر الغير مُدخنة لها نفس التأثير على النباتات تمامًا كأعقاب السجائر التي تم إشعالها مما يشير إلى أن مادة الفِلتر هي المتسببة في هذا التأثير.

طبقًا لهيئة الإذاعة البريطانية BBC فإن حوالي 4.5 تريليون من أعقاب السجائر تُلقى سنويًا، وعلى الرغم من صعوبة تحديد هذا الرقم بدقة إلا أن التقديرات تأتي من أنه يتم تصنيع 5.6 تريليون سيجارة سنويًا، يتم التخلص من معظمها بشكل غير مسئول. يعتقد الكثير من المدخنين أن أعقاب السجائر تتحلل بسرعة في التربة، لكن في الواقع يحتاج هذا النوع من البلاستيك الحيوي سنواتٍ قد تصل إلى عقد من الزمن كي يتحلل في التربة.

نظرًا لتلك الأضرار التي تسببها أعقاب السجائر ناشد بعض الناشطين في مجال البيئة بحظر فلاتر السجائر، حيث صرح «توماس نوفوتني» أستاذ الصحة العامة بجامعة سان دييجو الحكومية لشبكة NBC News: «إن فلاتر السجائر لا توفر أي فائدة صحية وإنها فقط أداة تسويقيّة، ويجب حظرها للأضرار التي تلحق بالبيئة». ومع ذلك، فشل اقتراحٌ لمثل هذا الحظر بعد أن قدمه أحد أعضاء مجلس النواب في كاليفورنيا، وتُكافِح القوانين الصارمة بشكلٍ متزايد رمي السجائر في القمامة للحد من التلوث في السنوات الأخيرة.

تنص القوانين الأمريكة على فرض غرامات مالية على القمامة -بما في ذلك أعقاب السجائر- من قِبل السلطات المحلية، وليس من الحكومة المركزية. نجد في مدينة لندن -إحدى السُلْطَات التي حَدَّدت الغرامة مبلغًا قدرُه 150 جنيهًا إسترلينيًا- أن ستة ملايين من أعقاب السجائر تتناثر في شوارعها كل عام، ويتم إنفاق 3.8 مليون جنيه إسترليني لتنظيفها.

علبة تستخدم في التخلص من أعقاب السجائر الأكياس المستخدمة للتخلص من أعقاب السجائر

في محاولة لخفض عدد الأعقاب التي تم التخلص منها في شوارعها، قامت مدينة لندن بتركيب 700 صندوق على الجدران وأعمدة الشوارع، كما تُوفر علب وأكياس محمولة تُستخدَم للتخلص من أعقاب السجائر.

على الرغم من أن القمامة تُعتبر جريمة جنائية، فإن مؤسسة (Keep Britain Tidy) الخيرية البيئيّة، أجرت أبحاثًا تُشير إلى أن أكثر من 10٪ من المدخنين لا يعتبرون أن إلقاء أعقاب السجائر يُمثل نوعًا من القمامة أصلًا!
وقال أليسون أوجدين نيوتن، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية: «هذه الأكياس سامة وبلاستيكيّة، وتسبب أضرارًا كبيرة عندما تَدخل في بيئتنا المائيّة والبحريّة. والآن نعلم أنها تؤثر على حياتنا النباتيّة أيضًا».
لقد حان الوقت للمدخنين أن يتحملوا المسئولية، وأن يلقوا أعقابهم في الصناديق المُخصَّصة، وألاَّ يلوثوا كوكبنا معهم.

المصدر الأول
المصدر الثاني
المصدر الثالث

إعداد: عبدالرحمن البابلي
مراجعة علمية: أحمد فكرى
تدقيقٌ لُغَوِيّ: محمود خليفة

تحرير: هاجرعبد العزيز

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي