لقد ضَمت تُركيا بعض الكُتاب الأكثر شهرةً في القرن العشرين، تَرَواح أدبهم ما بين: الشعر الثوري المُتأصِل سياسيًا، إلى الروايات الخيالية التي تُسَلط الضوء على أسرار الدولة، والثقافة التُركية.
ناظم حكمت – Nazım Hikmet
وُلِد في مدينة سالونيكا ــ كانت في الماضي جُزء من الإمبراطورية العُثمانية ــ كثيرًا ما وُصِف «ناظم حكمت» بأنه «ذو صفات شيوعية رومانسية» بسبب شعره الغنائي، ومعتقداته السياسية القوية، حيثُ تدور مواضيع شعره حول: الناس العاديين في تُركيا، حرب الاستقلال التُركي، والثُوار الأتراك، لذلك احتفلت به تُركيا؛ لكونِه وطني للغاية ومُخلِص تجاه تُركيا.
استخدَمَ «حكمت» الكلمة المكتوبة للتعبير عن الشيوعية والاضطراب السياسي في تركيا؛ ولِهذا السبب، تم سجنه ونفيه معظم حياتِه. وردًا على ذلك أضرَب عن الطعام؛ فجذب ذلك دعم كثير من الشخصيات الثقافية المشهورة مثل: «بابلو بيكاسو» و«جان بول سارتر». رُشِح في عام 1950 لجائزة نوبل للسلام الدولية إلى جانب كلًا من: «بابلو بيكاسو» و«بابلو نيرودا».
أحمد حمدي تانبينار – Ahmet Hamdi Tanpınar
وُلِد «تانبينار» في اسطنبول عام 1901، ويُعتبر واحدٌ من الكتاب المعاصرين الأكثر نفوذًا في تُركيا. تختص قصصه بالمواضيع والمفاهيم التي يتركها مفتوحة للنقاش، ويتطلب من القارئ أن ينظر إليها من وجهات نظر متباينة.
لقد ضَمت رواياته كثير من العناصر التي دُمِجت لِتُشكِل في النهاية الهيكل العام للرواية، ومن ضمن هذه العناصر: التقاطع بين التحليل الاجتماعي والفردي، التحليل النفسي للسلوك البشري، وكذلك الحضارة التاريخية التي تَمت مراجعتها من وجهة نظر العصر الحديث وخاصةً رواية “A Mind at Peace” والتي نُشِرت عام 1949، قِصة الحب التي تُمَثلها الرواية هي تمثيل لمدينة اسطنبول وشعبها وثقافتها.
يشار كمال – Yasar Kemal
يُعتبر «يشار كمال» المولود عام 1923 أحد أشهَر الكُتاب في تركيا، خاصةً بعد أن كتب أكثر من 30 رواية. قامت الشرطة بمصادرة قصصه القصيرة في عمر مبكر ثُم اعتقاله، ليبدأ من وقتها صراعًا استمر مدى الحياة مع قوات الشرطة والقانون. للوهلة الأولى قد يظن القارئ أن السياسة هي الوقود والمُحرك في كل رواياته، لكن « يشار كمال» يَصِر قائلًا:
السياسة تُهدد الفن.. لا أكتب عن القضايا.. أنا فقط أكتب
يرتبط «يشار كمال» بالأناضول ومواضيعها كثيرًا؛ لذلك نَجِده يركز في كتاباته عليها؛ ممّا يضمن أن الأدب الغربي لا يؤثر ولا يُصيب أصالة الأدب التُركي. “Memed, My Hawk” التر نُشِرت عام 1955، يحكي قصة صبي صغير من الأناضول يُدعى “Memed”، انتشرت الرواية وأصبحت ذات صيت وطني، إلى درجة أنها ما زالت تُقرأ حتى اليوم.
بيلجي كاراسو – Bilge Karasu
«بيلجي كاراسو» من الكُتاب المُعاصرين في الأدب التركي، واجَهَ العديد من السلوكيات والعواطف البشرية في أعماله الأدبية. كـ كاتب مُعاصِر، كان أسلوبه السردي مُتقاطِعًا مع وجهات نظر أخرى.
«كاراسو» لم يُرَكز فقط على إمكانيات العقل، لكن أيضًا على حدود وعادات المجتمع التُركي والثقافة التُركية؛ لذلك نجد روايته “Death in Troy” تُصور لنا ــ من ناحية علم النفس ــ مُحاولات البطل لفهم نفسه في فترة الخمسينيات في تركيا.
أورهان باموك – Orhan Pamuk
«أورهان باموك»، روائي عالمي مشهور، وكاتب سينمائي، تُرجِمَت أعماله إلى أكثر من 40 لغة مختلفة. موطِنَه الأصلي اسطنبول لكنَه الآن يُدَّرِس في قسم العلوم الإنسانية في جامعة كولومبيا، نيويورك. في عام 2006 حصل على جائز نوبل في الأدب، مع لجنة نوبل التى نَصت على أن :
« بحثُه عن النفس الكئيبة لمدينته؛ نَتَج عنه اكتشاف رموزًا جديدة للصراع، والتشابك بين الثقافات».
يتبنى «باموك» في كتاباته أسلوب المؤامرات المعقدة والأسلوب السردي الذي يتغير في بعض الأحيان تِبعًا للحوار. كَتَب «باموك» كثير من الكتب التى تقع أحداثها في مدينة اسطنبول منها:
- ذكريات مدينة.
- القلعة البيضاء.
- الكتاب الأسود.
- الحياة الجديدة.
- اسمي أحمر.
- الثلج.
صباح الدين علي – Sabahattin Ali
كان «صباح الدين علي» روائي وشاعر وصحفي تُركي، يُقدس معتقداته السياسية الراسخة التي ظهرت للعالم من خلال كتاباته. أُلقي القبض عليه عِدَة مرات، أولَ مرة عندما أَلَّف قصيدة انتقد فيها «مصطفى كمال أتاتورك» أول رئيس لتركيا. بعد قضائه لفترة حكمه بالسجن، كَتَب قصيدة «حبي أو شغفي»، والتي تُناقض تمامًا قصيدته الأولى ــ المُتعلقة بموقفه السياسي لـ أتاتورك ــ ولذلك فقط؛ سُمِح له باستعادة منصبه كـ مدرس. إن موت «صباح الدين علي» مُحاط بالغموض، حيثُ يعتقد البعض أنه قُتِل نتيجة معتقداته السياسية.
سعيد فايق عباسي يانك – sait faik abasıyanık
حاول «فايق» تجربة العديد من الوظائف المختلفة لكنه دائمًا ما يعود إلى الكتابة. عُرِف بشكلٍ خاص لـ شعره وقصصه القصيرة، لقد وجد «سعيد فايق» مصدر إلهام موضوعاته من خلال السياق التُركي الذي شمل: الأطفال، العمال، والنظام الطبقي الجمهوري. قام بإعادة البناء التقليدي للقصة ــ طبقًا لوجهة نظره ــ ممّا أدي إلى تقلُص حجمها إلى نسخة مُبَسَطة؛ وسَمَح له ذلك بالتركيز والتعمق على التفاصيل الدقيقة التي تُرَكِز على العواطف البشرية.
مليح جودت أنضاي – Melih Cevdet Anday
قام «مليح جودت أنضاي» يدًا بيد مع «أورهان فيلي ــ Orhan Veli» و«أوكتاي رفعت ــ Oktay Rifat» بتغيير مسار الشعر التُركي من خلال خلق حركة أدبية جديدة أطلقوا عليها اسم “Garip”. أحدثت هذه الحركة ثورة في الشعر التُركي؛ مِمّا أدى إلى تبسيط الشكل والتقليل من الزخارف في اللغة لِتُصبح اللغة العامية هي اللغة السائدة في الشعر التركي مع إضافة بعض العناصر الأخرى.
بعد الابتعاد عن الشكل التقليدي للشعر التركي، تمكنت حركة “Garip” من التواصل مع غالبية الشعب التُركي بسبب استخدامها ــ اللغة العامية ــ لغة الشعب اليومية. كان «مليح جودت أنضاي» يعد شاعرًا، روائيًا، كاتب مسرحي، كاتب روائيات، تَعامَل مع بارامتر الشعر التُركي وكذلك مع الأدب التُركي. فاز بالعديد من الجوائز الشعرية، وتُرجمت أعماله إلى لغات مختلفة.
إليف شافاك – Elif Shafak
بعد أن نشأت «إليف شافاك» في أسرة أغلبها من النساء، فَهمت «إليف» كل مشاكل وتعقيدات النساء والأنوثة. قامت بتدوين كل ذلك في عملها من خلال التركيز على موضوعات نسائية فـ كتبت روايتها المعروف «لقيطة اسطنبول» ونجدها تُصور فيها وجهات نظر النساء المختلفة.
تَكشِف لنا الرواية هوية واختلاف الثقافات في المجتمع التُركي عام 2008. عُرِفت «إليف شافاك» برواياتها ذات الطابع الخيالي والتي تكشف بدورها المواضيع المعاصرة في الثقافات: التركية، والعالمية. «إليف شافاك» هي واحدة من أكثر الكاتبات تأثيرًا في تركيا، وقد تُرجِمت أعمالها إلى العديد من اللغات.
سلجوق آلتون – Selçuk Altun
وُلِد عام 1950، يعمل حاليًا كـ مؤلف. تقاعد مُبَكرًا من عملَه السابق كـ «موظف بنك»؛ لتحقيق شغفه في الكتابة. يتبع «آلتون» بعض الخطوات المختلفة أثناء الكتابة: مثل القراءة المتواصلة وتنفيذ الرحلات والتجارب التى ينوي أن يُطَبقها على شخصيات روايته بنفسه. كل هذه الخطوات والانشطة تُوضح كم أن «آلتون» ينسجم مع عالمه الأدبي؛ وبالتالي يُعزز هذا من مؤلفاته.
مهما كان الكاتب صغيرًا أو كبيرًا، مبتدئ أو ذو خبرة واسعة في مجال الكتابة، فَكل واحدٍ من هؤلاء الكُتاب كان أو مازال له تأثير لا يُنسى على الأدب والشعر التركي، كلٍ منهم له أسلوبه وطريقته الخاصة التى لا تتشابه مع غيره، لكن العامل المشترك بينهم هو دورهم الكبير في تغيير الأدب التُركي والانتقال به إلى مرحلة مختلفة تمامًا ليكون من أنواع الأدب المقروء الذي يُفضله كثير من الناس.
ترجمة: هند يونس
المصدر:
https://theculturetrip.com/europe/turkey/articles/the-ten-best-writers-from-modern-turkey/