ما هو أكبر بناء في الكون، وهل وجوده يشكل معضلة كونية؟

1-1

ما هو أكبر بناء في الكون؟

في عالم الفضاء نتعامل في الغالب مع المسافات الطويلة والأشياء الكبيرة: في الخريطة الكونية للأجرام السماوية نجد أنّ الأرض صغيرة جدًا حتى أنها تبدو كقزم بالنسبة لكوكب المشترى، حيث أنه يعادل حوالي 1000 كرة أرضية في الحجم(1) والشمس تعادل مليون كرة أرضية (2).

حتى الشمس تبدو صغيرة الحجم إذا ما قورنت بالنجوم العملاقة المعروفة، وتُعدّ الشمس نجم من النوع «G» متوسطة الحجم بالنسبة لباقي الأجرام السماوية، ولكن هناك نجوم فوق العملاقة وتُعدّ كثيرة العدد، ويُعدّ النجم «UY Scuti» أكبر نجم معروف حتى يومنا هذا حيث يبلغ حجمه 5 مليار ضعف حجم الشمس.

وينضم إلى قائمة الأجسام العملاقة في الكون أجرام أخرى منها الثقوب السوداء وبخاصة الثقوب السوداء ذات الكتل العملاقة التي تتمركز في قلب المجرات-تستضيف مجرتنا ضرب التبانة إحدى هذه الثقوب حيث تبلغ كتلته 4 مليون ضعف كتلة الشمس-ويوجد أكبر ثقب أسود من حيث الكتلة في عنقود كوما-أحد عناقيد المجرات-حيث تبلغ كتلته تقريبًا 21 مليار ضعف كتلة الشمس.

وكما أشرنا في الفقرة السابقة أنه يوجد قائمة بالأجرام السماوية الكبيرة، فيمكننا القول أنّ هناك أجرام أكبر حتى من الثقوب السوداء ألا وهي المجرات، والمجرات ما هي إلا تجمعات لأنظمة نجمية وكل ما بداخلها من نيازك وكواكب وكويكبات وكواكب قزمية وغازات وأتربة.  مجرتنا درب التبانة يبلغ قطرها نحو 100 ألف سنة ضوئية (السنة الضوئية: المسافة التي يقطعها الضوء في السنة) (3) ومن الصعب أن نحدد أكبر مجرة حيث لا يمكن تحديد أبعادها بكل دقة ولكن تبلغ أكبر المجرات المعروفة حوالي مليون سنة ضوئية.

ولكن الآن نستطيع على الأقل أن نقترب من تحديد أكبر التكوينات الموجودة في الكون، فالمجرات ترتبط ببعضها بقوة الجاذبية في مجموعات نطلق عليها» عناقيد المجرات «وعلى سبيل المثال تُعد مجرتنا درب التبانة جزء من تجمع بسيط من المجرات، نحو 24 مجرة وتضم أيضًا مجرة أندروميدا، وللوهلة الأولى اعتقد علماء الفضاء أنّ هذه التكوينات هي الأكبر في الكون. في ثمانينات القرن العشرين استنتج علماء الفضاء أنّ عناقيد المجرات ترتبط أيضًا مع بعضها في عناقيد أكبر بواسطة الجاذبية.

 

ما هي العناقيد الأكبر؟
تُعدّ أكبر العناقيد العملاقة في الكون هو «جدار هرقل، ولقد رُصدت في عام 2013وأُجريت عليهم دراسات عديدة بواسطة فرق بحثية بقيادة نفس الشخص، وتُعدّ عملاقة جدًا حيث يستغرق الضوء نحو 10 مليار سنة ليدور حول هذا التكوين الفضائي، ومن المعلوم أنّ عمر الكون نحو 13.7 مليار سنة.

وأول رصد لهذا العنقود كان بواسطة فريق بحثي بقيادة ستيفان هورفاث من الجامعة القومية للخدمة العامة بالمجر وذلك برصد الظاهرة الكونية المعروفة بانفجار أشعة جاما

يُعدّ انفجار أشعة جاما دليل على مكان وجود الكتل الهائلة في الكون، لأنّ النجوم الكبيرة تميل إلى التجمع في مساحات كثيفة، ولقد أظهر أول مسح أن أشعة جاما تتمركز على مسافة 10 مليار سنة ضوئية في اتجاه التجمعات النجمية هيركليز وكورونا بورياليز.

ولكن في عام 2013 نشرت مجلة ديسكفرى مقال أشارت فيه أنّ هذا التجمع النجمي ظهر عكس المبدأ الكوني (ينص على أنّ المادة يجب أن تكون متناسقة عندما تكون في حجم كبير) ورغم ذلك فإنّ العناقيد النجمية ليست متناسقة.

وأخيرًا.. هل هناك عمالقة آخرون في الكون؟ هذا ما سيخبرنا به الوقت!

 

ترجمة: محمد عبد العال عبد العزيز
مراجعة لغوية: إسراء حسن.

المصدر:
Space.com

 

 

 

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي