بناءٌ ذو قاعدة مربعة، وأربعة مثلثات مائلة تلتقي في القمة، يحمل وزنه في صورة قِوى ضغط داخلي تنتقل خلال طبقات الصخور حتى يصل إلى الأساسات، وهذا هو الهرم.
قديمًا تم بناء الأهرامات في أماكن مختلفة من العالم. في السودان تميزت أهراماتها بأنها قليلة الارتفاع وأكثر ميلًا نتيجة اعتمادهم في البناء على آلة الشادوف، وكانت عبارة عن شواهد للقبور فكان يتم الدفن تحت الهرم، كما يوجد في أمريكا الجنوبية مثل معبد كوكولكان وهرم الشمس في المكسيك، لكن التي حظيت بالدراسة والاهتمام كانت هي أهرامات مصر.
فبدأ بناء أول هرم في مصر عن طريق إمحوتب الذي صمم الهرم المُدرَّج في سقارة، والذي تم بناؤه في حوالي (2630-2611 )ق.م في الأسرة الثالثة، أي قبل حوالي ألفي عام على بناء أول هرم في السودان أو في الأمريكتين، وهو هرم مُدرَّج يرتفع لـ(61) مترًا، ويتكون من ست طبقات، لكن صُنْع بناء منحوت بهذة الضخامة في الوقت الذي كان يعتمد فيه البناء على الخشب والحجر الصغير والطوب الطيني كان هو الميزة الأكبر، بجانب التطور الكبير في عملية قطع الأحجار ونقلها كما في أهرامات الجيزة، وأيضًا من حيث القدرة المهولة على إدارة العمل وتجهيز الموقع وتنظيم العمال.
كانت الأهرامات في مصر تُبنى على نفس النمط، بميل جانبي حوالي 52ْ، مع غُرَف داخلية، وكان الاختلاف في التصميم الداخلي للهرم، بجانب الارتفاع ومساحة قاعدة الهرم.
في عهد الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة كان الأمر مختلفًا، ففي عهده يُعتقد أنه تم تعديل هرم ميديوم في بني سويف، الذي تم بناؤه في عهد (هوني –huni) آخر ملوك الأسرة الثالثة.
تم بناء الهرم في الأصل على شكل مُدرَّج، لكن في عهد الملك سنفرو حاولوا تغيير شكل الهرم، ليُصبح من مُدرَّج لهرمٍ كامل، وذلك بملء المسافات بين الدرجات بواسطة غطاء من الحجر الجيري، لكن كما يبدو الهرم الآن هو عبارة عن بناء يشبه الهرم المدرج، مُحاط بكومة من الردم.
منذ عام 1800 كان الاعتقاد السائد أن سبب الانهيار هو سرقة الاحجار، فقام البنَّاؤون بسرقة الحجر الجيري الجيد وتركوا الرُكام وراءهم.
لكن في عام 1974 وَضَعَ فيزيائي ألماني يُدعى كورت مندلسون فرضيةً أخرى، حيث قام بحساب الحُطام والردم المحيط بالهرم ووجد أنه مساوي تقريبًا لحجم الحجر الناقص اللازم لتغطية الهرم، وافترض أن هذا الردم نتج عن تحطم غطاء الهرم، وأنه عند إضافة التغطية الخارجية للهرم المُدرَّج تم وضعها مباشرةً على قاعدةٍ من الصخور الموضوعة مباشرةً على الرمال، فالاعتقاد أن أساس التغطية حدث له هبوط بسبب وضعه على الرمال وهذا الهبوط جعل التغطية تنفصل عن جسم الهرم، وأصبح الجزء السفلي من التغطية يحمل ضغطًا كبيرًا ناتج عن وزن الأجزاء العلوية منها، فأصبحت التغطية مُنتفخة، وهذا أدَّى لسقوط كامل التغطية، على هيئة انهيار واحد كبير.
مما يدعم هذة النظرية هو طريقة بناء الهرم المائل في دهشور، بقاعدته التي تبلغ حوالي 188 متر مربع، وارتفاع 102 متر، وكانت زاوية ميله ْ52 حتى منتصف الارتفاع وتحولت الزاوية لـ ْ43.5، ويُعتقد أن هذا كان بسبب انهيار غطاء هرم ميديوم، فالميل قَلَّل من وزن الهرم وزاد من اتزانه، وهو أول هرم يُبنى في مصر بزاوية ميل غير الاثنين وخمسين درجة.
ثم كان الهرم الأحمر الذي يرتكز على قاعدة بطول (220) مترًا، وارتفاع 105 مترًا، وهو الهرم الوحيد في مصر القديمة من بدايته لنهايته بزاوية ميل ْ43، مما جعل الهرم أكثر استقرارًا مما سبقوه، ويُعتَقَد أنه تم استخدامه كمقبرة للملك.
إعداد:عمرو سعد
مراجعة علمية: Mostafa Mohamed El-Ashmawy
مراجعة لغوية: Mohamed Sayed Elgohary
تصميم: Ayman Samy
المصادر :
(1) http://goo.gl/11SRvF
(2) http://goo.gl/Fb9nOy
(3) http://goo.gl/BnJ0em
Kurt Mendelssohn, The Riddle of the Pyramids (London: Cardinal, 1976) chapter(4) P.30-35