لطالما أثارت فكرة الانتحار تساؤلات في عقول الكثيرين، وكانت مادة ثرية للبحث والتحليل لدى الفلاسفة والمفكرين أمثال سيجموند فرويد، ونيتشه، وشوبنهاور، فلقد وجدوا في بعض الحالات عُمقًا فكريًا يدفعهم للتمادي في التفكير السودوي، ومن ثَم إنهاء حياتهم تحت مُسمَّى الانتحار؛ وبالتالي تَرْك بصمة حزينة في أذهان القُرَّاء وعامة الناس؛ فالأدباء الذين يقدمون أعمالًا مملوءة بالمشاعر والأحاسيس والأفكار التي بمقدورِها فتح للقارئ عالمًا جديدًا، نراهم يميلون بشكلٍ مُحيِّر إلى الخلاص من كل شيء.
ومن العجب أنك قد ترى التفات الكثيرين لموت أحدهم على الرغم من عدم الالتفات لهم وهم على قيد الحياة، وعدم مؤازرتهم نفسيًا في تلك الحياة المأساوية التي كانوا يعيشونها، فتتفاقم الأحزان إلى أن تبلغ ذروتها، ثم يستحيل الجمْرُ رمادًا، وينتهي كل شيء.
إليكَ أشهر الأُدباء الذين قرروا إيقاف عطاءهم الفنيّ بالانتحار:
(فلاديمير ماياكوفسكي – Vladimir Mayakovsky) خيبة الوطن والحبيبة
كاتب وشاعر روسي، وُلِدَ عام 1893م، بدأ كتابة المسرحيات والقصائد بعمر الخامسة عشر، من قصائده المشهورة: «غيمة في سروال» ، «الناي عامودًا فقيرًا». انخرط صغيرًا في العمل السياسي مما جعله مُلاحَقًا من قِبَل الدولة؛ مما تسبَّب في حبسه ثلاث مرات.
تميَّز (ماياكوفسكي) بموهبة ضخمة، ويمكن القول دون مبالغة أن (ماياكوفاسكي) كان يملك شرارة العبقرية. لكن موهبته لم تكن موهبةً مُنسجمة. فمن أين كان يمكن للانسجام الفنيّ أن يأتي في عقود الكارثة هذه، عبر الهوة غير المردومة بين عصرين؟ وفي عمل (ماياكوفسكي)، تنتصب الذُّرَى -ما ذَرَتْهُ الرِّيحُ- جنبًا إلى جنب المهاوي السحيقة. وفسحات العبقرية تفسدها مقطوعات شعرية تافهة، بل وابتذال صارخ.
أعلن (ماياكوفسكي): «أريد أن أصنع فنًا اشتراكيًا». وعندما كتبَ قصيدته: «الحواري الثالث عشر»، لم توافق الرقابة على هذا العنوان، فاضطر لتغييره إلى: «غيمة في سروال» قاصدًا التهكُّم على الرقابة والسخرية منها من ناحية، ومن الناس الرخوين من ناحية ثانية. حدَّد (ماياكوفسكي) نفسه مغزى القصيدة، ومضمونها فكتبَ: «فليسقط حُبُّكم. فليسقط فنُّكم. فليسقط نظامُكم. فلتسقط ديانتُكم.» أربع صرخاتٍ لأربعةِ مقاطعٍ. خرجَ (ماياكوفسكي)، عن المألوف، فحطَّم الوزن والقافية، وحافظ على الإيقاع، مستفزًا مشاعر الجماهير، مُحرِّضًا لها.
وهكذا، حوصِرَ الشاعر من كل الجهات، فحاول الرحيل إلى (باريس)، حيث تقيم حبيبته (ليلا بريك)، فمنعوه من الخروج بكل الطرق. وعندما عرفت (ليلا) بذلك تزوجت، مما زاد ذلك عذابه وآلامه.
عدم السماح له بالسفر أولًا، وفقدان الحبيبة ثانيًا، سرَّعَ ذلك في يأسه وإحباطه، كما أحكمت الحكومة الطوق حوله، وشددّت الرقابة أكثر، وأحسَّ أنه محاصر من كل الجهات. فلم يبق أمامه أي مخرج، كما قال في رسالته الأخيرة التي كانت بمثابة وصية، وأنهى حياته بيده في 14 نيسان 1930. في ذلك اليوم المشؤوم، وجدوا جثَّته ورسالته الأخيرة، وبيده التي خط بها عشرات الآلاف من القصائد والمسرحيات، والسيناريوهات، كتب الأسطر التالية، من غير أن ترتجف يده، ثم أطلق النار على نفسه بمسدس كان بحوزته.[1]
إلى الجميع:
لا تتهموا أحدًا في موتي، وأرجو أن لا تنمّوا. فالراحل لم يكن يطيق ذلك بالأخص.
أمي، إخوتي ورفاقي، سامحوني.. هذه ليست الطريقة الصحيحة -و لا أنصح غيري بها-، ولكن لم يبق باليد حيلة.
ليلا.. أحبّيني.
أيها الرفاق بـ الحكومة: عائلتي هي: ليلا بريك، أمي، إخوتي. إذا دبّرتم لهم حياة مقبولة: فـ شكرًا.
اعطوا قصائدي التي ابتدأتُها إلى: آل بريك، وهم سيتكفلون بها
كما يُقال: لقد طفحَ الكَيْل. وأوشك أن يُسدَل الستار
فـ قاربي الأثير قد تحطَّم على صخرة الحياة
لقد تحاسبت مع الدنيا؛ وقد أوفيت كل ديوني
ولم يبق في حسابي حساب
الآلام التي تلقيتها بـ أيادٍ أخرى
النوائب..والامتهانات؛ كلها كانت كفيلة بذلك
السلام لكل من بقى
ملحوظة: أيها الرفاق؛ رجاءً لا تتهموني بالضعف، فـ حقًا لم يبق لدي خيارٌ آخر
(يوكيو ميشيما – Yukio Mishima) هزيمة سياسية كان الموت مصيرها
كاتب مسرحي وروائي ومخرج أفلام وممثل يابانيّ، وُلِدَ عام 1925م، اسمه الحقيقي (كيميتاكي هيراوكا-Kimitake Hiraoka)، له العديد من المؤلَّفات التي ترشَّحت لنيل جائزة نوبل للأدب أكثر من مرة منها: «اعترافات قناع» (confessions of a mask). وقد مزجت أعماله الطليعية بين القيم الجمالية الحديثة والتقليدية، وحطمت الحواجز الثقافية، وكان والموت والتحوُّل السياسيّ من أهم محاورها.
عرف بانتحاره بطريقة (السيبوكو) أو (الهاراكيري)* المعروفة لدى (الساموراي) في 25 نوفمبر عام 1975م، وذلك بعد مُحاولة انقلاب فاشلة، وبعد إلقائه خطبة أمام الآف الجنود يخبرهم فيها عن خطورة التوجه إلى الغرب، حيث قام الكاتب بغرس السيف في بطنه.[2]
تمَّ الكشف يوم الخميس 12 يناير 2017م على تسجيل صوتي له مؤخرًا في محطة تلفزيون (TBS) يتحدث فيه عن إحساسه بقرب نهايته قبل تسعة أشهر من انتحاره. الشريط الذي تبلغ مدته 80 دقيقة يحتوي على حوار بين (ميشيما) ومُترجم بريطانيّ يُدعى (جون بيستر) في 19 فبراير 1970 تقريبًا. قال (ميشيما) في الشريط:[3]
أشعر بأن الموت يتسرَّب إلى جسدي.
وله تصريح يتنبَّأ فيه بمحاولة الانقلاب الفاشلة قائلًا:
أشعر بالإحباط تجاه ما أصبحت عليه اليابان حاليًا، ولا أجد لديّ طريقًا لتصحيح الأوضاع سوى بالكتابة.
وقال مُنتقدًا كتاباته:
الخلل في أعمالي يكمُن في أن الهياكل دراماتيكية بشكل كبير. فأنا أصيغ أعمالي مثل اللوحات الزيتية. أنا أكره الصور على الطريقة اليابانية، تلك التي تترك مساحة فارغة
كان لديه تحفُّظ على الدستور الياباني. كان عنوان الشريط: «خواطر قبل انتحاره» وصُنِّف على أنه: «غير مُخصَّص للبَث». ولم يكن يعلم مُعظم العاملين بالمحطة بوجود هذا التسجيل. قال (ياماناكا تاكيشي) -وهو زميل باحث في متحف (ميشيما يوكيو) الأدبي-:
يظهر التسجيل أنه كان يُخطط بوضوح للأحداث التي قادته للانتحار. لم أكن أعرف أنه قارن الخلل في كتبه باللوحات الزيتية
خليل حاوي: عزاء الإحياء العربيّ
أديب وشاعر لُبنانيّ، وُلِدَ عام 1919م، يتمتَّع بثقافة عالية بناها ذاتيًا خلال عمله صغيرًا في البناء ورصف الطرق. كان مؤمنًا منذ سنوات الشباب بما كان يسمّيه بـ الإحياء العربيّ. لكن عندما غزت إسرائيل لبنان في صيف 1982م، فجَّر رأسه برصاصة. والذين كانوا على صلةٍ به لم يتفاجأوا؛ فقد سبقَ لهم أن عاينوا كيف كان يعدُّ نفسَه لذلك منذ سنواتٍ طويلة، بعد أن أيقن أن الإحياء العربيّ سيظلّ حُلمًا صعب المنال.
مالَ خليل حاوي في أواخر أيامه إلى العدمية وانتابه الإحساس بأنه ليس سوى نقطة وهمية في وهم كبير هو الحياة. وذلك لأنه، وكما وصفه (أنطون غطاس كرم) في تقديمه له في إحدى الأمسيات الشعرية:[4]
الذات الضائعة في أمةٍ مُنحَلَّة
ومن قصيدته «ليالي بيروت»:[5]
أَنَجُرُّ العمرَ مشلولاً مدمًّى في دروبٍ هدَّها عبءُ الصليبْ
دون جدوى، دون إِيمانٍ بفردوسٍ قريبْ
عمرُنا الميِّتُ ما عادتْ تدمِّيه الذنوبْ والنيوب
ما علَيْنا لَوْ رَهنَّاهُ لدى الوحشِ
أو لدى الثعلَبِ في السوقِ المُريبْ
ومَلأنَا جَوفَنا المَنْهومَ مِنْ وهجِ النُّضار
ثُمَّ نادَمنا الطواغِيتَ الكبارْ
فاعتَصَرْنا الخمرَ من جوعِ العَذارى
والتَهمْنا لحمَ أطفالٍ صغارْ
وَغَفوْنا غَفْوَ دُبٍّ قُطُبيٍّ
كهْفُه منطمِسٌ، أعمى الجِدارْ
(سيلفيا بلاث – Sylvia Plath) عُقبى الاكتئاب
الشاعرة الأمريكية والروائية وكاتبة القصّة القصيرة، وُلِدَت عام 1932م، حصلت على جائزة: (بولتزر – Pulitzer) بعد وفاتها عن أعمالها التي قام بجمعها زوجها السابق الشاعر (تيد هيوز)، كانت صاحبة مَسيرة شعرية زاخرة قدَّمت فيها الكثير من القصائد التي حاولت أن تضع فيها كل ما يعتمل في مُخيَّلتها من أعمالها: «التمثال»، «أشجار الشتاء» ( Winter Trees)، «آرييل» (Ariel)، «الناقوس الزجاجي» (The Bell Jar).
كتبت (سيلفيا) من سن الثامنة؛ حيثُ ظهرت القصيدة في مجلة: (بوسطن ترافلر المسائية – Boston Evening Traveller). في الوقت التي سجَّلت في الجامعة، كادت أن تكتب أكثر من خمسين قصة قصيرة ونشرت في مجموعة من المجلات. وقد تخصصت في اللغة الإنجليزية وفازت بجميع الجوائز الكبرى في الكتابة والبحوث العلمية. وقامت بتحرير مجلة الجامعة (مادموزيل – Madmoizelle)، وعند تخرجها فازت بجائزة عن كتاباتها: قصيدة «المحبوبان والمتجول على البحر» ( Two Lovers and a Beachcomber by the Real Sea). وفي وقت لاحق، كتبت لمجلة إسكواش ونشرت مجموعتها الأولى: «العملاق» (The Colossus)، وقصائد أخرى في بريطانيا في أواخر الستينيات. كانت (سيلفيا) على قائمة أصغر منافسة للشعراء، وطبعت أعمالها في مجلة: (هاربر – Harbor)، ومجلة: (ذا سبيكتيتر – The Spectator) وفي المُلحق الأدبيّ لمجلة (تايمز – Times). و كانت لها عقد مع مجلة: (نيويوركر – New Yorker) ومن هُنا انطلقت سُمعتها.
عاشت (سيلفيا) المأساة قبل أن تكتبها مُتأثرة بالشاعر (ييتس-W. B. Yeats) الذي كان يرى أن الإنسان لا يعيش الحياة إلا إذا أتقن مآسيها، وكانت قصائدها مُحمَّلة بالسوداوية والتعذيب والاختناق والتلاشي. وفي 1963م انتهى بها الحال إلى أن وضعت رأسها بالفرن بعد أن كان مليئًا بالغاز وتغلق كل المنافذ داخل المطبخ. فماتت بعد حياة مليئة بالحزن والمآسي ومحاولات الانتحار والمصحَّات النفسية وأيام أخيرة مليئة بالعقاقير المُهدِّئة.[6]
(إرنست هيمنغواي – Ernest Hemingway) الرقص على الألم
كاتب أميركيّ وُلِدَ عام 1899م، حصلَ على جائزة نوبل للأدب عام 1954م عن روايته «العجوز والبحر» (The Old Man and The Sea)، امتازت أعماله أنها مليئة بالسوداوية والتشاؤم فهو يتناول في «وداعًا أيها السلاح) (A Farewell to Arms) عدم جدوى الحرب وإن كان يرى الكثير من النقّاد أنه ينزاح لاشعوريًا نحو الحديث عن العودة إلى رحم الأم ومن ثَمَّ الموت، وفي روايته «لِمَن تقرع الأجراس» (For Whom the Bell Tolls) حين تموت كل الشخصيات المُحبَّبة للبطل.
أنهى الكاتب حياته بأن فجَّر رأسه برصاصة بندقيّة في بيته في الثاني من شهر تموز – يوليو عام 1961م، وهو في قمّة المجد والشّهرة، رُغم دوام حديثه عن الأمل وقوة النفس البشرية واستحالة هزيمتها.[7]
وقال في كتابة «العجوز والبحر» (The Old Man and The Sea):
إنها لحماقةٌ أن يستولي اليأس على الإنسانِ، كما أني لا أعتقد بأن اليأس حقيقة
ومن أعنف اقتباساته:
إن أحبَّ اثنان بعضهما، فلن يكون لذلك نهاية سعيدة
(فيرجينيا وولف – Virginia Woolf) فُقدان الأحِبَّة وخذلان الكتابة
كاتبة انجليزية، وُلِدَت عام 1882م، لها العديد من الأعمال التي تتميز بطابعها السحري والمثير للجدل، من بينها: «السيدة دالواي» (Mrs Dalloway)، و«الامواج» (The Waves)، واشتهرت بانحيازها للنساء، كما كتبت عن النسوية.
بعد أن أنهت روايتها: «بين الأعمال» (Between the Acts) والتي نُشرت بعد وفاتها، أصيبت (فيرجينيا وولف) بحالة اكتئاب مُشابهة لتلك الحالة التي أصابتها مُسبقًا نتيجة للعديد من حوادث الموت المُتعاقبة في حياتها، وازدادت حالتها سوءًا بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وتدمير منزلها في لندن حتى أصبحت عاجزة عن الكتابة، وفي 28 مارس 1941م، ارتدت (فيرجينيا وولف) معطفها وملأته بالحجارة وأغرقت نفسها في نهر (أوز)، وُجِدَ جسدها بعد أسبوعين من الحادثة وقام زوجها بدفن رفاتها واضعًا على قبرها آخر جملها في روايتها «الأمواج»:[8]
سأقذف نفسي أمامكَ، غير مقهورة أيها الموت، ولن أستسلم!
وجاء في رسالتها الأخيرة:
عزيزى، أنا على يقينٍ بأننى سأُجَن، ولا أظنُّ بأننا قادرون على الخوضِ فى تلك الأوقات الرهيبة مرةً أُخرى، كما لا أظنُّ بأنني سأتعافى هذه المرة. لقد بدأتُ أسمع أصواتًا، وفقدت قدرتي على التركيز. لذا؛ سأفعل ما أراهُ مناسبًا. لقد أشعرتني بسعادةٍ عظيمة. ولا أظنُّ أن أي أحد قد شعرَ بسعادةٍ غامرة كما شعرنا نحن الاثنين سوية.. إلى أن حل بى هذا المرض . لستُ قادرةً على المُقاومة بعد الآن. وأعلم أننى أُفسدُ حياتك، وبدوني ستحظى بحياةٍ أفضل، أنا مُتأكدة من ذلك. أترى؟ لا أستطيعُ حتّى أن أكتب هذه الرسالة بشكلٍ جيد، لا أستطيعُ أن أقرأ، جُلَّ ما أُريد قوله هو أنني أدين لكَ بسعادتي. لقد كنت جيدًا لي وصبورًا عليّ، والجميع يعلم ذلك. لو كان بإمكان أحدٍ ما أن ينقذني.. فسيكون ذلك أنت. فقدتُ كُلَّ شيء، عدا يقيني بأنك شخصٌ جيّد. لا أستطيع المضيّ في تخريب حياتك بعد الآن.
* (Harakiri): في كثير من الأحيان كان الساموراي يعين أحد المقربين له ليقطع رأسه بضربة سيف بعد أن يقوم ببقر بطنه بنفسه
كتابة وإعداد: هبة خميس
مُراجعة علمية ولُغوية: آلاء مرزوق
تحرير: زياد الشامي
المصادر:
- “Biography.”IMDb, IMDb.com, www.imdb.com/name/nm0562194/bio. https://imdb.to/2KfnAnA
- “Yukio Mishima.”IMDb, IMDb.com, www.imdb.com/name/nm0592758/. https://imdb.to/2LDPKy1
- “العثور على شريط مسجل للمؤلف ميشيما يتحدث فيه عن موته قبل انتحاره بتسعة أشهر (أخبار).”Nippon.com, 16 Feb. 2017/. https://bit.ly/2Az5y0a
- الدين محمد علي شمس. “خليل حاوي شاعراً متبرماً في «حوارات العمر».”Hayat, NEWSPAPER_NAME, 13 Apr. 2016, / https://bit.ly/2v60pHz خليل-حاوي-شاعرا-متبرما-في-حوارات-العمر-.
- :www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=6023&r=&rc=24. https://bit.ly/2Oxsyzq
- Cooper, Brian.Advances in Pediatrics., U.S. National Library of Medicine, June 2003, https://bit.ly/2vrTNCW
- “Ernest Hemingway.”Biography.com, A&E Networks Television, 28 Apr. 2017, https://bit.ly/2swtNUw
- “ Virginia Woolf.”Biography.com, A&E Networks Television, 27 Feb. 2018, https://bit.ly/2toZWly