إصابات الأسنان غير الظاهرة تجعلُك عُرضة لأمراض القلب

Templateew

طبقًا للدراسة التي قامت بها (جامعة هلسنكي University of –Helsinki) فإنّ العدوى التي تُصيب قِمم جذور الأسنان تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض الشريان التاجيّ، حتى إذا كانت عدوى الجذور بدون أعراض. وعدوى قِمم جذور الأسنان شائعةٌ جدًا، حيث أنّ كلّ واحد من أصل أربعة فنلنديين مصابٌ بعدوى في جذور الأسنان، وهذه العدوى غالبًا ما يتم اكتشافها بالصدفة عند إجراء أشعة روتينية على الأسنان.

وقال الباحث (جون ليجتسرن – John Liljestrand) أنّ متلازمة الشريان التاجيّ الحادة توجد بمعدل 2.7 مرات أكثر بين مَن لديهم أسنانٌ تحتاج إلى علاج جذور ولم يتم علاجها بعد، بالمقارنة بمن لا يحتاجون علاج الجذور.

وقد تمّت هذه الدراسة في قسم أمراض الوجه والفكين بجامعة هلسنكي بالتعاون مع مستشفى جامعة هلسنكي للقلب والرئة، وتم نشر النتائج في (جريدة أبحاث طب الأسنان – Journal of Dental Research)

التهابات قِمم جذور الأسنان، أو التهابات الأنسجة الداعمة للأسنان هي نظامٌ دفاعيٌّ ضد العدوى الميكروبية التي تصيب أنسجة عصب السّن، حيث أنّ تَسوُّس الأسنان هو السبب الرئيسيّ لالتهابات الأنسجة الداعمة للسّن.

يوميًا، تتزايد المعلومات المتاحة عن العلاقة بين عدوى وإصابات الفم والأسنان وبين العديد من الأمراض المُزمنة. فعلى سبيل المثال؛ التهاب الأنسجة الداعمة للأسنان، الذي يصيب الأنسجة المحيطة بالأسنان، يُعتبر عامل خطورة أساسيًّا في الإصابة بمرض الشريان التاجيّ، وداء السكري. وعلى الرغم من أنّ التهابات قِمم جذور الأسنان تم التعرض لها بشكل أقلّ في هذه الدراسة إلا أنها تُظهر علاقةً بالتهابات خفيفة أخرى.

تضمنت هذه الدراسة 508 مرضَى فنلنديين مُتوسط أعمارهم 62 عامًا، كانوا يعانون من أعراض أمراض القلب، وقد تمّ فحص شرايينهم التاجية عن طريق تصوير الأوعية الدموية، ووُجد أنّ نسبة 36% منهم مصابون بمرضٍ بالشريان التاجيّ ولكنّ حالتهم مستقرة، ونسبة 33% منهم مصابون بمتلازمة الشريان التاجيّ الحادة، ونسبة 31% لا يعانون من مراحل مُتقدّمةٍ من أمراض الشريان التاجيّ. ثم بعد ذلك تم فحص الأسنان والفكّيْن بواسطة التصوير المقطعي البانورامي، ووُجد أن نسبة 58% من المَرضى يعانون من التهاباتٍ في الجذور، أو الأنسجة المحيطة بالسّن.

ووجد الباحثون أيضًا أنّ هذه الإصابات مرتبطةٌ بمُستويات مرتفعة من الأجسام المضادة في الدم؛ هذه الأجسام متعلِّقةٌ بالبكتيريا المُسبِّبة لهذه الإصابات، وهذا يشير إلى أنّ إصابات الفم والأسنان تؤثر على الأجزاء الأخرى من الجسم أيضًا. وقد أخذت التحاليل الإحصائية عوامل عدّةً في الاعتبار، منها: العُمر والجنس والتدخين وداء السكري ومؤشِّر كتلة الجسم، ووجود التهابات في الأنسجة المحيطة بالسّن، وعدد الأسنان المُصابة.

تسبّب أمراض القلب والأوعية الدموية في أكثر من 30% من حالات الوفاة على مستوى العالم. وهذه الأمراض يُمكن منعُها بالحفاظ على تناول الطعام الصحيّ، والتمارين الرياضية، والامتناع عن التدخين. كذلك يجب الأخذ في الاعتبار مُعالجة أو منْع إصابات الأسنان والأنسجة المحيطة بها، التي في أحيانٍ كثيرة تكون بدون أعراض، حيث أن علاج جذور الأسنان يُمكن أن يُقلِّل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

ومع ذلك لاتزال هناك حاجةٌ لمزيدٍ من البحث، ومزيدٍ من الفهم للعلاقة بين إصابات الأسنان وأمراض القلب والأوعية الدموية.

 

ترجمة/إعداد: Mohamed El-Nile

مراجعة: عمر المختار

تصميم: Mohamed El-Nile

تحرير: حسناء الدباوي

المصادر:  http://sc.egyres.com/I8GZw

الورقة العلمية: http://sc.egyres.com/cl0lx

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي