اضطراب ما بعد الصدمة «Post-traumatic stress disorder»

بواسطة Marwan
01/01/2016

من الطبيعي أن تكون خائفًا عندما تكون في خطر، ومن الطبيعي أيضًا أن تشعر بالضيق عندما يحدث لك أو لشخص ما تعرفه شيئًا سيّئًا، ولكن إذا كنت تشعر لأسابيع أو لأشهر أنك خائف ومضطرب بعد مرور هذا الحدث؛ فإنه قد يكون لديك اضطراب ما بعد الصدمة.

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة «PTSD»؟

هو مرض حقيقي. يمكنك أن تصاب به بعد أن ترى حدثًا خطيرًا أو تمر خلاله، مثل الحروب والأعاصير والاحداث السيئة. هذا الاضطراب يجعلك تشعر بالتوتر والخوف الشديد حتى بعد زوال الخطر ؛حيث أنه يؤثر على حياتك وعلى الناس من حولك.

من هم المعرضون للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة؟

يمكن أن يحدث لأي شخص في أي عمر، حتى الاطفال. هناك الملايين من الأميركيين يعانون منه كل عام، والعديد من قدامى المحاربين مصابون به. هذا الاضطراب يصيب النساء أكثر من الرجال. كما أنه ليس من الضروري أن تصاب أنت بأذى جسدي لتصاب بالاضطراب؛ حيث أنه يمكن حدوثه بعد رؤية أشخاص آخرين، مثل صديق أو أحد أفراد العائلة، يتعرض لضرر أو حادثة ما.

ما الذي يسبب اضطراب ما بعد الصدمة؟

أن ترى شيئًا مزعجاً وخطيراً أو تمر خلاله مسببًا لك اضطرابات ما بعد الصدمة، ويمكن أن يشمل أيضًا:
– وفاة أو مرض خطير لأحد أفراد أسرتك.
– الحروب.
– حوادث السيارات وتحطم الطائرات.
– الأعاصير، والزلازل، والحرائق.
– جرائم العنف، مثل السرقة أو إطلاق النار.
وهناك العديد من الأشياء الأخرى التي يمكن أن تسبب اضطراب ما بعد الصدمة.

كيف أعرف إذا كان لدي اضطراب ما بعد الصدمة؟

طبيبك يمكن أن يساعدك على معرفة ذلك بالتحديد، وعليك اللجوء للطبيب إذا كان لديك أي من هذه الأعراض خلال مدة لا تقل عن شهر كامل:
– تعاني من الكوابيس المفزعة.
– ينتابك نفس الشعور الذي أصابك عندما مررت بهذا الحدث المخيف في السابق، كلما مرت عليك ذكريات الماضي مرة أخرى.
– تعاني من أفكار مخيفة لا يمكنك التحكم بها.
– الابتعاد عن الأماكن أوالأشياء التي تذكرك بما حدث.
– الشعور بالقلق، الذنب، أو الحزن.
– النوم القليل جدًا أو الكثير جدًا.
– ينتابك شعور كما لو أنك على حافة الهاوية.
– القتال مع أحبّائك أو نوبات الغضب المتكررة.
– تأتيك أفكار لإيذاء نفسك أو الآخرين.
– الشعور بالوحدة.

الأطفال الذين لديهم اضطراب ما بعد الصدمة قد تظهر لديهم أنواع أخرى من المشاكل؛ ويمكن أن تشمل ما يلي:
– يتصرفون كما فعلوا عندما كانوا أصغر سنًا.
– عدم القدرة على التحدث.
– يَشكُون من مشاكل في المعدة أو الصداع.
– رفض الذهاب إلى أماكن بعيدة أو اللعب مع الأصدقاء.

متى يبدأ اضطراب ما بعد الصدمة؟

يبدأ الاضطراب في أوقات تختلف من شخصٍ لآخر، فعلامات الاضطراب قد تبدأ بعد الحدث المخيف بوقت قريب ثم تستمر، بينما أشخاص آخرين تظهر عليهم أعراض جديدة أو أشد عنفًا بعد شهور أو حتى سنوات في وقت لاحق.

هل يمكنني أن أصبح بحال أفضل بعد هذا الاضطراب؟

بالطبع، فمن الممكن علاج اضطراب ما بعد الصدمة، فطبيب الأمراض النفسية لديه خبرة في علاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة و يمكن أن يساعدك. قد يكون العلاج بالتحدث فقط، أي عن طريق محادثة الطبيب، أو العلاج والأدوية، أو كليهما.
العلاج قد يستغرق 6-12 أسبوعًا بالنسبة لبعض الناس، وقد يستغرق وقتًا أطول لآخرين، العلاج ليس نفسه بالنسبة لجميع المرضى. فما يصلح لك قد لا يصلح لشخص آخر.
يجب التنويه إلى أن شرب الكحول أو تعاطي المخدرات الأخرى لن يساعدك في جعل الاضطراب أن يذهب بعيدًا، بل قد يزيد الأمر سوءًا.

هذه القصة التي أمامكم هي تجربة حقيقة لمريضة مصابة بالاضطراب:
تعرضت جانيت لحادث سيارة العام الماضي، وكان الحادث مخيفًا، وكان هناك رجل في سيارة أخرى قُتل. بعد الحادث كان يُعتقد بأن جانيت كانت محظوظة. فقد عاشت بعد الحادثة، ولم يصبها أي أذى.
شعرت جانيت أنها بخير لفترة من الوقت، ولكن سرعان ما تغيرت الأمور، وقالت أنها بدأت تعاني من الكوابيس كل ليلة، وعندما تكون مستيقظة، قالت بأنه يمكنها أن ترى الحادثة تحدث مرارًا وتكرارًا في عقلها. وقالت أنها شعرت بالتوتر في كل مرة كانت تستقل السيارة فيها، وحاولت تجنب ذلك بقدر ما تستطيع. وبدأت جانيت فى الصراخ والشجار مع وزوجها على أتفه الأشياء .
طلب الزوج من جانيت أن تقابل الطبيب، والذي أخبرها بأنه قد تكون مصابة باضطراب ما بعد الصدمة. استمرت جانيت بالاتصال مع طبيب مُدَرّب لمساعدة الأشخاص المصابون باضطرابات ما بعد الصدمة، ساعدها ذلك على أن تشعر أنها أقل توترًا وخوفًا، كما وأنه ساعدها على النوم، كما ساعدها أيضًا مشاركة مشاعرها مع الطبيب. لم يكن الأمر سهلًا، ولكن بعد بضعة أشهر بدأت جانيت تشعر أنها بخير وأن العلاج يسيرعلى نحو أفضل.

ترجمة : Maria Abd Almasseh