إن عنصر الزئبق لمن العناصر الشهيرة جدًا التي تجد اسمها مألوفًا وإلى الأذن رنان؛ لأنه منتشر بصفة كبيرة جدًا في نواحي عديدة في بيئتنا، لذلك قررنا أن نقترب منه أكثر ونعرف عنه أكثر وأكثر.
ما هو الزئبق؟
هو عنصر من عناصر الجدول الدوري، يتكون بصورة طبيعية في قشرة الكرة الأرضية ويتواجد أيضًا كراسب مع الفحم في مصادره، يُعرف هذا العنصر بالإنجليزية كـ «Mercury» وهذه الكلمة تيمنًا أو ارتباطًا باسم كوكب عطارد، وفي الجدول الدوري برمز «Hg» وعدده الذري يساوي 80، ألم تجده غريبًا رمزه عن اسمه؟ بالفعل فرمزه قد أتى من مصطلح إغريقي قديم يدعى (هيدرارجيرووم- Hydrargyrum) والتي تنقسم لمقطعين الأول (هيدرا-Hydra) والذي يرمز إلى الماء، والآخر (أرجيرووس – argyros) الذي يرمز إلي الفضة، بمعنى الماء الفضي أو السائل الفضي.
يتواجد هذا العنصر في البيئة بشكلِ عام في عدةِ صور مثل:
۱- الصورة العنصرية كمعدن.
۲- في مركب ميثيل الزئبق ومركبات عضوية أخرى.
۳- في مركبات غير عضوية.
في صورته العنصرية: هو معدن أبيض فضّي لامع حالته سائلة في درجة حرارة الغرفة؛ لذلك فهو يستخدم في جهاز قياس درجات الحرارة «الثرمومتر» وبعض أنواع المصابيح الكهربية وأيضًا بعض أنواع المحوّلات الكهربية.
ولديه بعض الخصائص أيضًا مثل أنه عند سكبه فأنه يتقطع لقطرات منفصلة يمكنها التغلغل داخل فتحات صغيرة، أو الالتصاق ببعض الأشياء بشدة، وإذا ارتفعت درجة حرارته فإنه يتحول إلى غاز سام عديم الرائحة واللون أي أنه قاتل، قاتل خفي.
في المركبات العضوية: مثل ميثيل الزئبق أشهر مركبات الزئبق العضوية، نجد هنا أن الكائنات الدقيقة تحول الزئبق إلى ميثيل الزئبق حيث يكون الزئبق هنا متصل بالكربون.
في المركبات الغير عضوية: وأشهرها أملاح الزئبق التي تكون في شكل بلوري أو بودرة ناعمة بلون أبيض، وهناك أيضًا مركبات كبريتيد الزئبق أو (الزنجفر-cinnabar ) ولكن معظم تلك المركبات لم تعد تستخدم على نطاق واسع حتى الأن نظرًا لأخطارها على البيئة.
اكتشاف الزئبق
لقد وُجِدَ الزئبق في مقابر المصريين القدماء التي يعود تاريخها لـعام (1500قبل الميلاد)، ووُجد أيضًا في حضارات قديمة جدًا أخرى كالحضارة الصينية والحضارة الهندية، أي أنه معروف لدى الإنسان منذ زمن بعيد جدًا.
متى يكون الزئبق خطرًا؟
يصبح الزئبق خطرًا على البيئة بمجرد أن ينبعث أو يتم اطلاقه في الهواء أو حتى المسطحات المائية، الأسباب التي تؤدي لذلك ليست كلها من صنع الانسان فبعضها يحدث طبيعيًا مثل حرائق الغابات، ولكن هذا لا يزيح اللوم عن الانسان؛ فهو المسبب الأكبر لتلك الانبعاثات؛ عندما يحرق الأخشاب كوقود أو المخلفات أوالفحم الذي يكون الزئبق مصحوب مع نواتج احتراقه، هذه النواتج تتواجد في الهواء الجوي بكثرة وتلوثه وتختلط مع قطرات المطر وتسقط على الأرض و تتغلغل فيها وتلوثها.
بعض مصادر انبعاثات الزئبق
- احتراق الوقود الذي يحتوي على الزئبق.
- احتراق الأخشاب بصفة عامة سواء عن عمد أو في حرائق الغابات.
- في بعض العمليات الصناعية لإنتاج الكلور.
- كسر شيء ما من المتعلقات الاستهلاكية يحتوي في تكوينه على الزئبق.
مثل «المصابيح الكهربية – الثرمومتر – البطاريات – بعض الأجهزة الإلكترونية»
- في مخلفات مصانع الأسمنت البورتلندي.
- حرق خام الحديد بأنواعه في أفران انتاج الحديد المسلح.
- في بعض الصناعات التي تستخدم الفحم كوقود لغلّاياتها لإنتاج الطاقة الحرارية.
- حرق المخلفات الطبية.
ولكن ماذا يحدث بعد تلك الانبعاثات؟ هذا يتوقف على عدة عوامل منها
– موقع مصدر الانبعاث.
– صورة الزئبق المنبعث.
– مدي الارتفاع الذي أُطلق فيه الزئبق.
– حالة الطقس.
– التضاريس المحيطة بمصدر الانبعاث.
اعتمادًا على هذه العوامل يتوقف مدي مسافة انتقال وتحرك الزئبق في الهواء الجوي، أي مدى تأثيره على البيئة.
الزئبق الأحمر
لابد أنك سمعت هذا الاسم من قبل حتى في مواضيع غير علمية أو بعض الخرافات في السينما أو في غيرها من القصص، ولكن هل هذا حقيقي؟ ذلك بالطبع يعتمد على تعريفك ومفهومك لأن تعريفاته كثيرة ومختلفة فممكن أن تعتبره حقيقي، ومن هذه التعريفات:
۱- كبريتيد الزئبق «HgS» أو كما يسمى (السينابار-Cinnabar) أو الزنجفر، أي الزئبق ذو اللون الأحمر ويتكون هذا المركب طبيعيًا.
۲- يوديد الزئبق الثنائي«HgI₂» يطلق أيضًا على بلورات هذا المركب اسم الزئبق الأحمر.
۳- مركبات الزئبق شديدة النشاط الكيميائي.
٤- أي مركب أحمر اللون من مركبات الزئبق داخل دولة روسيا خلال الحرب الباردة يطلق عليه الزئبق الأحمر.
٥- رمز عسكري للمركبات الغالية جدًا المستخدمة في الأسلحة النووية.
وبعد أن تعرفنا على بضعِ معلومات عن الزئبق واقتربنا منه أكثر، نريد أن نعرف مخاطره على البيئة وعلى صحة الإنسان وطرق وكيفيات التعرض له وكيف نتجنب ذلك أو حتى نقلل منه، كل ذلك وأكثر سنعرفه في المقال القادم بإذن الله.
إعداد: Khaled Ahmed
مراجعة: Amira Esmail
المصادر: