اكتشاف وشم معقد من الحيوان والنبات على مومياء مصرية

العنوان-المعدل

||||

اكتشاف وشمٍ مُعقَّد من الحيوان والنبات على مومياء مصرية

اُكتشِفَت مومياء يبلغ عمرها 3000 عام بمنطقة دير المدينة لامرأةٍ مغطاة بشكلٍ كبير بوشمٍ من الرموز المقدسة، وتعد المومياء هي الأولى من نوعها التي تحمل وشمًا يُمثِّل كائناتٍ حقيقية وفعلية مثل: أزهار اللوتس على الوركين، والأبقار على ذراعها، وقردة البابون على رقبتها.
الجدير بالذكر وجود مومياوات أخرى موشومة، إلّا أنها لا تحمل سوى تصميماتٍ بسيطة من نقطٍ وشَرْطَات.

المومياء التي اكتشفت بدير المدينة
المومياء التي اكتشفت بدير المدينة

تجدر الإشارة هنا إلى أنها ليست أول مومياء موشومة يتم تسجيلها على مستوى العالم، فهناك أمثلة على مومياواتٍ موشومة تم تسجيلها من قبل، مثل: مومياء أميرة (أوكوك-Ukok ) في سيبيريا عمرها 2500 عام، وأيضًا رجل الثلج (أوتزي-Ötzi) في جبال الألب الإيطالية، والتي اُكتشفت عام 1991م وعمرها 5300 عام، والتي تحمل 61 وشمًا.

مومياء رجل الثلج أوتزي
مومياء رجل الثلج أوتزي

أكثر ما يظهر في الوشم الجديد في مومياء دير المدينة ما يُسمَّى بعيون (واجيت)، والتي ربما ترمز إلى الحماية من الشر، وتزين رقبة وظهر وكتفي المومياء. تقول آن أوستن عالمة الآثار بجامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا، والتي قدمت نتائج بحثها في الرابع عشر من أبريل خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلماء الأنثروبولوجيا الطبيعية: «من أي زاوية تنظر فيها إلى هذه المرأة ترى العيون الإلهية تُبادلك النظرات!» هذا وقد لاحظت أوستن الوشم أثناء فحص المومياوات في المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، والذي يُجري أبحاثًا في دير المدينة حيث قريةٍ كان يسكنها مجموعةٌ من الحرفيين القدماء الذين عملوا بمقابر قريبة من وادي الملوك. وخلال فحصها للمومياء التي تُؤرَّخ من1300 إلى 1070 ق.م، لاحظت أوستن علاماتٍ على الرقبة وظنت في البداية أنها رسومات، إلّا أنها سرعان ما أدركت أنهم وشم، استطاعت أوستن تحديد أكثر من 30 وشمًا على مومياء دير المدينة، وذلك بمساعدة الإضاءة بالأشعة تحت الحمراء، وجهاز استشعار الأشعة تحت الحمراء، كما اشتملت المومياء أيضًا على بعض الأجزاء المظلمة، وربما يعود ذلك إلى «الراتنجات» والتي هي عبارة عن مواد كانت تُستخدم في عملية التحنيط، ويصعب رؤيتها بالعين المجردة.

قام كلٌّ من أوستن وسيدريك جوبيل (Cédric Gobeil) مدير البعثة الفرنسية في دير المدينة بتمديد الصور آليًّا لمواجهة التشويه في جلد المومياء المنكمش. كان الوشم يحمل دلالةً وأهميةً دينيةً قوية، والدليل على ذلك الأبقار التي ترتبط بالإلهة (حتحور) والتي تُعد من أبرز الآلهة في مصر القديمة، فالرموز على الحلقوم والأذرع تهدف إلى إعطاء المرأة قوةً سحرية، مثل الغناء وعزف الموسيقى أثناء الطقوس للإلهة حتحور، كما قد يكون الوشم أيضًا للتعبير العلني عن تقوى المرأة.

صور محسنة تكشف اثنين من الأبقار بوشم مومياء دير المدينة
صور محسنة تكشف اثنين من الأبقار بوشم مومياء دير المدينة

 

تستخدم عالمة الأنثروبولوجيا غادة درويش الأشعة تحت الحمراء لفحص الوشم على ظهر المومياء
تستخدم عالمة الأنثروبولوجيا غادة درويش الأشعة تحت الحمراء لفحص الوشم على ظهر المومياء

تقول إميلي تيتر (Emily Teeter) عالمة المصريات بمعهد الدراسات الشرقية بجامعة شيكاغو بولاية إلينوي: «لم نرى هذا النوع من التعبير من قبل»، وتضيف تيتر قائلةً أنها وعلماء مِصريات آخرون صُعِقوا عندما سمعوا النتائج.

بعض الوشوم تلاشت أكثر من غيرها، وربما يعود ذلك إلى تصميمها في أوقاتٍ مختلفة.

تقول أوستن: «إن ذلك يرجح أن مكانة المرأة الدينية كانت تزداد مع تقدمها في السن»، هذا وقد وجدت أوستن بالفعل ثلاث مومياوات موشومة في دير المدينة، وتأمل أن تكشف التقنيات الحديثة المزيد في أماكن أخرى.

على الرغم من أنه لا يُمكن للتصوير بالأشعة تحت الحمراء أن يخترق مومياء ملفوفة بالكتان وعلى حالها، إلَّا أنه في القرن الـ19 كان قد تم إزالة التغليف، وقد يُمكِّن ذلك اكتشاف المزيد من الوشوم. وتقول ماري فاندنبيوش (Marie Vandenbeusch ) أمينة المتحف البريطاني في لندن: «إن هذه الأمثلة يُمكن أن تُوفِّر الأدلة لتُحدد وتثبت ما إذا كان حقًا تم استخدام هذا الوشم» على حد قولها.

تقول أوستن إن حجم التصاميم ووجودها في أماكن بعيدة عن متناول المرأة يعني أنها كانت أكثر من كونها زينةً بسيطة، وتضيف: «إن عمل الوشم والاهتمام بتفاصيله يأخذ وقتًا طويلًا، ويكون في مناطق عدة من الجسم ومؤلمٌ جدًا، كما أن المرأة أخضعت نفسها للإبرة، وهذا يعطي دلالةً على أنه ذو أهمية كبيرة لها ولمجتمعها.»

المصادر:

http://sc.egyres.com/4gNlO

http://sc.egyres.com/vEDqf

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي