غالبًا ما ترتبط كلمة الأمومة بالتضحية، ولكن لمعظم الأنواع غالبًا ما يكون هذا الإيثار مؤقتًا. تضع الأم البيض، يترك الصغار عشهم، وتستمر الحياة. و لكنّ هذا لا يشمل الـ (Stegodyphus lineatus). هو عنكبوت مخملي يقطن صحراء النقب بجنوب فلسطين. تمارس عنكبوت (S. lineatus) أشد أشكال الأمومة وأكثرها تطرفًا وهو أن تكون عشاءً لصغارها ( matriphagy). نَقَّبَ علماء الحشرات في فضول عن تفاصيل هذه الرعاية الدموية لسنوات عديدة. هل تؤكل الأم كما هي؟ أم تُعِدّ أحشاءها لتجعلها أكثر سهولةً للافتراس؟
وجد العلماء أن أنسجتها تبدأ في التحلل قبل أن يفقس صغارها وذلك طبقًا للبحث المنشور في مجلة (Journal of Arachnology). يقول مور سالومون – عالم حشرات وقتها في الجامعة العبرية بالقدس -: «كل شيء مبرمج مسبقًا. كما لو أنها تُخطِّط لكل شيء». اختبر سالومان وزملاؤه قطاعات عرضية ميكروسكوبية لإناث تلك العناكب في مراحل عملية التكاثر المختلفة. بدأت الأنسجة في إظهار علامات ضوئية للتحلل فور وضعها لكيس البيض. ظهرت صغار العناكب بعد 30 يوم من وضع البيض عندما أشتد تحلل أنسجة الأم.
يقول سالومون: «لا تلبث أن ترى صورة للعضو بشكلٍ واضحٍ ومحددٍ حتى تجد أن الصورة التي تليها مشوشة ثم تليها صورة يختفي منها العضو.» هذا الانهيار يسمح لها أن تجترّ أمعاءها المتحللة لإطعام صغارها.
بعد 9 أيام من خروج الصغار من البيض، تتوقف الأم عن اجترار أعضاءها بينما يزحف صغارها على جسدها الحي لوجبة عائلية أخيرة يقوموا فيها بامتصاص كل سائل متبقي ويقومون بعدها بإخلاء العش تاركين خلفهم قشرة الهيكل الخارجي. وفي خلال سنة، ستضطر الإناث الناضجات إلى تقديم سخاء أمومي مماثل بتقديم أجسادهن للجيل القادم.
