الاحتباس الحراري

الاحتباس_الحراري

ما هو الاحتباس الحراري؟ وما مدى تأثيره على البيئة وما هي الأدلة عليه؟

الاحتباس الحراري أو الصوبة الزجاجية هو ارتفاع تدريجي  في درجات الحرارة في الغلاف الجوى للأرض، والتي تحدث نتيجة ارتفاع نسبة الغازات الصائدة للحرارة مثل (الميثان، والكربون، والكلوروفلوروكربون،…….) في الغلاف الجوي.

تحدث ظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة انبعاث الغازات صائدة الحرارة كما ذكرنا، والتي تنبعث أساسًا من احتراق وقود الحفريات كالبترول والغاز الطبيعي وهدم وإزالة الغابات.
تبقى هذه الغازات في الغلاف الجوي لكوكب الأرض لعقود أو حتى لقرون، ومع زيادة تلك الانبعاثات يتوقع العلماء أن تزيد درجة الحرارة ويزيد الجفاف وارتفاع معدل سطح البحر.
ظاهرة الاحتباس الحراري هي ظاهرة لها العديد من الآثار السلبية على أشكال الحياة المختلفة على كوكب الأرض، ويظهر تأثيرها هذا بشكل تدريجي لا يمكن قياسه إلا على مدار عدد كبير من السنوات، يصل إلى عشرات السنين، ويرى العلماء أن تأثير هذه الظاهرة على كوكب الأرض في الخمسين عام القادمة سوف يقوم برفع درجة حرارة الأرض من 1:5 درجات مئوية، ولكن التأثير الأهم لهذه الظاهرة يتمثل في عملية الهجرة وترحيل مناطق الكساء الخضري في اتجاه دوائر العرض لأعلى، والتى يُقّدر أن ترحيلها 5 كم سنويا؛ فزيادة درجة الحرارة درجة واحدة مئوية يُعتقد أنه كفيل بترحيل المناطق الكسائية من 100 إلى 160 كم في اتجاه الأقطاب.

دلائل ظاهرة الاحتباس الحراري كثيرة، وجدية اتخاذ إجراءت وقائية وإيجاد حلول لهذه المشكلة يصبح أكثر وضوحًا مع كل دراسة علمية جديدة، ومن ضمن أكثر الدلالات وضوحًا ما يحدث في الأقطاب؛ حيث يغير ارتفاع درجة الحرارة المتزايد الطبيعة المميزة لهذه المناطق من أراضي وحياة برية وحياة البشر أنفسهم فيها، أما على مستوى العالم فيوجد الكثير من الدلالات منها ذوبان الجبال الجليدية، وهجرة النباتات والحيوانات أو انقراض بعضها، وحلول فصل الربيع قبل موعده.

ولقد أثّرت ظاهرة الاحتباس الحراري فعلًا على دورة الخريف والربيع مما أثّر بشكل ملحوظ على الكائنات الحية، فلقد أكدت دراسة في مجلة Nature العلمية سنة 2003 أن 81% من الكائنات التي تمت دراستها أظهرت تغيرًا بيئيًا ملحوظًا نتيجة تأثرها بظاهرة الاحتباس الحراري، وتتضمن تلك التغيرات تبكير حدوث الإزهار والفقس ووضع البيض والهجرة نتيجة القدوم المبكر لفصل الربيع، وقد نبه الباحثون في تلك الدراسة أنه من الممكن وبسهولة نتيجة ارتفاع درجة الحرارة انقطاع الفواصل البيئية بين الكائنات وبعضها، مما يؤدى إلى خلل في النظام البيئي، علاوة على ذلك قد يؤدي إلى تهديد العديد من الأنواع نتيجة ارتفاع درجة الحرارة مما يضع تلك الكائنات في خطر، ويجعلها عرضةً لمغادرة النظام البيئي والذي كلفهم آلاف الأجيال حتى يتكيفوا معه.

وفي دراسة أُجريت في جامعة تكساس وُجد أن العديد من الكائنات تتحرك ناحية الشمال نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، وكنتيجة لذلك فإن العديد من الكائنات المهددة بالانقراض سوف تنقرض بالفعل.

وتبعا لما نُشر في مجلة (Nature) في دراسة عام2004 فإن حوالي 37% من إجمالي 1103 نوع تمت دراستهم يمكن أن يواجه الانقراض أو يصبح على وشك الانقراض كنتيجة لتلك الظاهرة.

والمجتمع النباتي كقاعدة للسلسلة الغذائية داخل أي نظام وكنتيجة لطبيعة النبات غير المتحركة فليس أمام النبات أي خيارات لمواجهة تلك الظاهرة سوى الصمود والمواجهة، أو حسب أفضل التقديرات قد يستطيع الهجرة بمساعدة بعض العوامل كالرياح والحيوانات وخلافه.

في دراسة في مجلة (Nature) لتأثر النباتات والحيوانات بظاهرة الاحتباس الحراري، وُجد أن أربعة بين كل خمسة أنواع تغير اتجاهها إلى ناحية الأقطاب أو إلى الارتفاعات العالية لتلافي أثر درجة الحرارة العالية، ويطلق عليها في هذه الحالة (أنواع لاجئة).
فتلد الضفادع وتُزهر النباتات وتهاجر الطيور بمعدل 2:3 يوم مبكرًاعن موعدها الطبيعي كل عِقد من الزمن، وتهاجر الفراشات والطيور والنباتات بمعدل 6:1 كم في اتجاه الأقطاب كل عِقد من الزمن.

وأوضح الأمثلة على تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري هي أن الحشائش قد ظهرت في الأقطاب للمرة الأولى والتى لم تكن موجودة به من قبل .

إعداد: محمد جادالله

David Yanniمراجعة:

تصميم:

مصادر:

http://goo.gl/dQZZSI

http://goo.gl/lWc8Md

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي