التاتو (الأوشمة وتطورها)

171017091915-philadelphia-union-tattoo-exlarge-169

|

الوشم أو كما يُدعى (تاتو–tattoo)، جميعنا قد سمع عنه، وغالبًا قد تكون رأيته على جسد أحد من أصدقائك، ولابد أن هناك العديد من الأسئلة التي دارت فى عقلك عن ماهية تلك الرسمة! وكيف بدأت قصة الرسم علي الجسم؟ ولماذا لاتختفي ببساطة مثلها مثل أى رسمة أخرى قد رسمناها على أيدينا بذاك القلم الأزرق، عندما كنا حينها في السابعة -أكثر أو أقل قليلًا- من عمرنا؟ أو لماذا هذه الرسمة بعينها؟ حتي أن عقلك قد يكون أرهقك قليلًا وفكر عن مكونات تلك المادة التى نستطيع أن نضعها داخل أجسامنا؟  التي سوف نحاول معًا على جزئين أن نجد لها بعض الأجابات فهيا بنا…

تاريخ ظهور الأوشمة

يجب علينا أن نلقي نظرة في البداية عن تاريخ تلك الرسومات ومتى بدأت تحديدًا، وهو أمر غير معلوم بالتحديد، ولكن يُعتقد أنه بدأ منذ حوالي 12000 عام، عن طريق الصدفة عندما جُرح أحدهم جرح عميق إلى حد ما وتسرب إلى هذا الجرح بعض من الأتربة وبعد أن التأم الجرح، وجد أن أثر هذه الأتربة لايزال ظاهرًا من تحت الجلد (1) ولكن الأثر الأقدم يرجع لمومياء من البيرو نجد وشمًا في مكان الشارب لديها، ومن ثم نجد أوتزي (رجل الجليد من الألب) والذي يمتلك رسومات بطول عموده الفقري وليس هذا فقط بل أيضًا علي كعبيه ووراء ركبتيه، ويُعتقد أنه اسُتخدم لذلك إبر بدائية، وبالطبع نجد هذه الرسومات أيضًا لدى الفراعنة، فنجد مومياء أمونات –راهبة من العصور الفرعونية-  كانت تملك رسومات يُعتقد أن لها رموز متعلقة بالخصوبة، وفي العصور الحديثة بعدما اكتشف الكابتن (جيمس كوك-james cook) رجال ونساء لديهم العديد من الرسومات على أجسادهم، عندما وصل تاهيتى (ومن هنا جاءت كلمة (تاتو-tatto) بالمناسبة) ومن ثم تناقل أفراد طاقمه هذه الرسومات وبالتبعية نقلوها إلي إنجلترا وبالطبع أثارت هذه الرسومات الجدل للأضرار الصحية التي كانت تسببها وقتها ولكنها وجدت رواجًا كبيرًا أيضًا، ثم نجد أن الأوشمة هذه بدأت تستخدم لتمييز فئات بعينها، فنجد الصليبين يرسمون علي أجسادهم صليبًا كبيرًا حتى إذا قُتلوا في  المعارك يتم التعرف على جثثهم، وكذلك الجنود الرومان كانوا يمتلكون رسومات معينة، ونجد أيضًا أنها انتشرت على أنها تمييز عنصري لبعض الفئات، كما كان يصنع الأغريق والرومان بعبيدهم حتى يسهل تمييزهم إذا هربوا. وكذلك اليابانيون كانوا يوشمون المساجين منذ القرن السابع، كذلك من المعروف أن النازيين كانوا يوشمون أرقامًا على المساجين. وامتد انتشار هذه الرسومات إلى عصرنا، ولكن بتغيير الأسباب. فالآن تُعتبر تعبير عن الهوية وعن تفضيلاتك الشخصية –كرسم بطلك الخارق المفضل مثلًا- أو تعبير عن أمنياتك وعما تريد أن تكون عليه. تطورت الأسباب وكذلك الطرق التى تُستخدم للرسم فبدءًا من الأدوات الأولية للرسم ووصولًا لأكثرها تقدمًا والتي اخترعها «صامويل أوريلي- Samuel o`riley» عام 1891 م(2) لاتزال تلك الرسومات تعبير ذاتي جدًا عن شخصك أو أحلامك المستحيلة ولكن الأمر لم يكن أبدًا بتلك السهولة التي يبدو عليها، فهيا بنا نتعرف على تاريخ تلك الروسومات وألوانها كيميائيًا…

ماذا يستخدمون للرسم على بشرتنا؟

تطورت كثيرًا المواد المستخدمة في الرسم، كما تطورت الأدوات المستخدمة في الرسم كما ذكرنا، فمن عدة خيارات ضئيلة قديمًا إلى مئات الخيارات التي تحيط بك الآن. إذا فكرت في أن ترسم وشمًا، فيقال أنك إذا رسمت وشمًا على أحد ذراعيك في بلد ما ثم بعدها رسمت آخر على يدك الأخرى فأن احتمالية استخدام مواد متشابهة لكلتا ذراعيك هي ضئيلة جدًا.

إذن، ماذا كانوا يستخدمون في الماضي؟

مثل إنسان العصور الأولى الذي كان يلجأ للطبيعة ليستخدم منها المواد كما هي دون إجراء تعديلات جذرية عليها، كذلك الحال مع المواد المستخدمة فى الأوشمة فنجدهم قد استخدموا العديد من المواد الطبيعية مثل الكربون والنحاس و الرماد، والجرافيت وبعض مواد الاشجار(3)


وماذا يستخدمون الآن؟

مع تطور معرفتنا بالعلوم وتركيب المواد الكيميائية، كان من المنطقي جدًا تطور المواد المستخدمة حيث تناسب أكثر استخدامنا لها، فنجد أن الصبغات التي تستخدم اليوم للرسم تتكون من شقين أساسين وهما محلول سائل حامل للون، والصبغة. ويختلف تركيبهم الكيميائي تبعًا لاختلاف الوظيفة المطلوبة من كل منهم؛ فيعمل الحامل علي تعقيم المحلول ككل ويُسهل عميلة حقنه، بينما تعمل الصبغة علي توفير اللون المطلوب وتختلف تركيبته باختلاف اللون.

التركيب الكيميائي لكل منهما:

يتكون الحامل من أحد المكونات التالية أو أكثر من أحدهم معًا وهم الماء، و(ماء الهامامليس-witch hazel)، والجلسرين، و(البروبيلين-propylene) و كحول من عدة مصادر.

أما عن المواد الصبغية فيختلف التركيب الكيميائي لكل منها حسب اختلاف اللون؛ فنجد ألوان لها أكثر من تركيب كيميائي أي أكثر من مصدر أيضا يمكننا أن نستخدمهم للحصول على نفس النتيجة (4،3)

اللون المادة
أسود (كربون وبعض أكاسيد الحديد) Magnetite crystals
carbon
(wustite (FeO
بُني (خليط أكسيد الحديد مع بعض الأتربة) Ochre (composed of iron (ferric) oxides (mixed with clay
أحمر (Cinnabar(HgS
(iron oxide (Fe2O3
(cadmium red(CdSe
أخضر (Chromium Oxide (Cr2O3
[malachite[Cu2(CO3)(OH)2
أزرق Cobalt blue
(lapis lazuli(sodium aluminum silicate
أبيض Lead carbonate
(barium sulphate (BaSO4
(titanium dioxide (TiO2
أصفر Chrome yellow(PbCrO4, often mixed with PbS)
cadmium yellow (CdS, CdZnS
(curcuma yellow

بعد أن عرفنا مكونات المواد المستخدمة في الرسم على أجسادنا، وكيف تطورت هذه الرسومات في دلالتها مع الوقت، يتبقى لنا كيف أن هذه الرسومات لا تختفي مع الوقت داخل أجسادنا، وهذا ما سنتناوله بالتفصيل في الجزء الثاني من هذا المقال وقد نتحدث أيضًا عن بعض المخاطر التى لاتزال موجودة تجاه رسم الأوشمة وعن الفكرة الأكثر أنتشارًا هنا ألا وهي «أنت تملك وشمًا! إذن جسمك يحتوي على الكثير من السموم ولا يمكنك التبرع بالدم»
إعداد: mina raafat

مراجعة: Amira Esmail
المصادر:
1/ A Short History Of Tattooing | The Tattoo Concierge [Internet]. Tattoo Concierge. 2011 [cited 2018 Feb 14]. Available from: https://www.tattooconcierge.com/the-guide/history-of-tattooing/

2/ TED-Ed. The history of tattoos – Addison Anderson [Internet]. [cited 2018 Feb 14]. Available from: https://www.youtube.com/watch?v=MYn15yDBvxM

3/ Reactions. Why are Tattoos Permanent? [Internet]. [cited 2018 Feb 14]. Available from: https://www.youtube.com/watch?time_continue=19&v=Fs9rR4W0EeA

4/ Helmenstine AM, Ph.D. What Are the Ingredients in Tattoo Ink? [Internet]. ThoughtCo. [cited 2018 Feb 15]. Available from: https://www.thoughtco.com/tattoo-ink-chemistry-606170

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي