التغير المناخي

Template-new

ما هو المناخ ؟.

المناخ يصف بعض الأوضاع علي المدي الطويل وعلي المنطقة بأسرها، المناخ هو الصورة الكبيرة لدرجات الحرارة والأمطار والرياح وغيرها من الحالات والأوضاع على منطقة أكبر ووقت أطول من الطقس..

 

حجم التغير في الطقس وتكرار وتيرة الظواهر المناخية المتطرفة يعتمد علي كم غازات الإحتباس الحراري المنبعثة، نحن لا نواجه نهاية العالم في الوقت الحالي ولكن إن لم نتوخّى الحذر ونفعل شيئًا للتخفيف من تغيّر المناخ فإن مليارات من الناس سوف تعاني.

 

أسباب التغيّر المناخي:

 

تقوم غازات الإحتباس الحراري بإمتصاص وإعادة نفث بعض من الإشعاعات الحرارية المنبعثة من سطح الأرض والطبقة السفلى من الغلاف الجوي، من بين غازات الإحتباس الحراري فإن الأكثر أهمية بخار الماء، يليه ثاني أكسيد الكربون والميثان، ولولا ما تسببه هذه الغازات من دفء لكانت درجة حرارة الأرض 20 درجة مئوية تحت الصفر.

في حين أن العديد من هذه الغازات تتواجد في الغلاف الجوي بشكل طبيعي، إلا أن البشر كانت لهم مسئولية زيادة تركيز هذه الغازات من خلال حرق الوقود الأحفوي، وإزالة الغابات وغيرها من التغييرات في استخدام الأرض.

تبيّن سجلات فقاعات الهواء في  الجليد في القطب الجنوبي أن غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من غازات الإحتباس الحراري في أعلى معدلاتها لأكثر من 800000 سنة.

 

دلائل التغيّر المناخي:

 

يُقدّم الفريق الدولي المعني بتغيّر المناخ (IPCC) ستة دلائل علي التغيّر المناخي.

 

  1. لقد تم تتبٌّع الزيادة الأخيرة في كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وغيرها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري منذ بداية الثورة الصناعية.

 

  1. من خلال قياسات الغلاف الجوي والقياسات االمعملية تم معرفة أن هذه الغازات المسببة للإحتباس الحراري تقوم بالفعل بإمتصاص الحراري مادامت موجودة في الغلاف الجوي.

 

  1. لمسنا زيادة كبيرة في درجات حرارة العالم والتي تصل إلي حواي 0.85 درجة مئوية، وإتفاع في مستوي سطح البحر يصل إلي 20سم خلال القرن الماضي.

في هذا الرابط فيديو تقدمه وكالة ناسا توضح فيه ارتفاع درجات الحرارة عالميًا ما بين عامي 1880 و 2015

 

http://sc.egyres.com/QjJGB

 

  1. قمنا بتحليل آثار الأحداث الطبيعية مثل البقع الشمسية والانفجارات البركانية علي المناخ، وعلى الرغم من ضرورة فهم نمط التغيّرات في درجات الحرارة علي مدى السنوات ال 150 الماضية، فإننا لايمكننا تفسير إتجاه الإحترار العام.

 

  1. قد لاحظنا تغيّرات كبيرة في نظام المناخ بما في ذلك من إنخفاض تساقط الثلوج في نصف الكرة الشمالي، وتراجع الجلية البحري في المنطقة القطبية الشمالية، تراجع الأنهار الجليدية في جميع القارات، تقلص المساحة التي يغطيها الجليد الدائم وكل ذلك يتفق مع مناخ الإحتباس الحراري.

           وفقًا للبيانات التي قدمتها وكالة ناسا فإن الكتل الجليدية في جرينلاند  فقدت 150-250 كيلومتر مكعب (36-60 ميل مكعب ) من الجليد سنويا بين عامي 2002 و 2006 ، في حين فقد القطب الجنوبي حوالي 152 كيلومتر مكعب (36 ميل مكعب) من الجليد ما بين عامي 2002 و 2005

 

  1. نتتبّع الطقس العالمي بإستمرار، وشهدنا تحولات كبيرة في الطقس وزيادة الظواهر المتطرفة في جميع أنحاء العالم كموجات الحر والجفاف والأعاصير،. كما أن أنماط هطول الأمطار وتساقط الجليد قد تغيرت في أجزاء كبيرة من أمريكا الشمالية والجنوبية وأروربا وشمال ووسط آسيا، وبدأ المناخ في هذه المناطق يصبح أكثر رطوبة. في حين أن منطقة الساحل في أفريقيا الوسطي والبحر المتوسط وجنوب آسيا أصبحت أكثر جفافًا. كما زادت وتيرة الأمطار الغزيرة جنبًا إلى جنب مع الفيضانات الكبيرة.

فقد شهد المغرب أمطار غزيرة في أواخر نوفمبر لعام 2014، سببت عدة فيضانات في جنوب البلاد. وحدث المثل في باكستان والهند. وقد شهدت دولة جنوب أفريقيا جفافًا لم تشهده منذ عام 1933. كما لوحظ في معظم البلاد الأوروبية دفئا ملحوظا وغير متوقع في الشتاء،

 

نرى أيضا المزيد من موجات الحرارة، ووفقًا للإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) بين 1880 وبداية عام 2014، فإن السنوات ال 19 الأكثر حرارة علي الاطلاق كانوا في ال20 سنة الماضية وكان من المتوقع أن يكون 2015 أكثر حرارة، وقد كان بالفعل.

 

وقد وجدت دراسة حديثة أن ذوبان الجبال الجليدية هو نتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري والذي يعتبر مساهم رئيسي في ارتفاع منسوب سطح البحر، ومن ناحية أخري فإنه يساعد في إبطاء تغيّر المناخ، حيث يبدو أن مسارات الطحالب _ التي تتركها الجبال الجليدية وراءها _ تحتجز كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون التي من شأنها الهروب إلي الغلاف الجوي.

 

ولفهم هذا قام فريق من جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة بتحليل صور عالية الدقة من الأقمار الصناعية للجبال الجليدية العملاقة في المحيط الجنوبي قرب القارة القطبية، وقد وجدوا أن هذا الإنكماش والإنجراف للكتل الجليدية كان تبعه مسارات خضراء وراءه حتي 1000 كيلومتر لفترة طويلة، وتمثل هذه المسارات الطحالب الصغيرة _ blooms of phytoplankton _  والقادرة علي التكاثر والإزدهار في المياه الغنية بالمغذيات التي تسبب فيها ذوبات الجليد.نمو العوالق النباتية يؤدي إلي ما يُعرف بإحتجاز الكربون

 

من الدلائل الهامة علي التغير المناخي، تحمض المحيطات، منذ بداية الثورة الصناعية، زادت حموضة مياه المحيطات السطحية بنحو 30% وهذه الزيادة هي نتيجة لأنشطة البشر المسببة لمزيد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وبالتالي يتم امتصاصها في المحيطات. كمية ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها الطبقة العليا من المحيطات يتزايد بنحو 2 مليار طن في السنة..

ما يخبئه لنا المستقبل:

استمرار حرق الوقود الأحفوري سيؤدي حتمًا إلي مزيد من الإحترار المناخي. وبسبب مدي تعقيد النظام المناخي، فإنه من الصعب التنبؤ بمقدار الإحتباس الحراري، لاسيما وأن المجهول الأكبر هو مقدار ما نبعثه من غازات الإحتباس الحراري.

وقد وضع الفريق الوطني الأمريكي المعني بالتغير المناخي (IPCC) مجموعة من السيناريوهات، وتشير توقعات النماذج المناخية إلي أن متوسط درجة الحرارة العالمية قد يرتفع بنسبة تتراوح بين 2.8 – 5.4 درجة مئوية بحلول نهاية القرن 21.

 

ومن المتوقع أن يستمر مستوي سطح البحر في الارتفاع بنسبة تتراوح بين 52 و 98 سم بحلول 2100، مما يهدد المدن الساحلية والدلتا المنخفضة والدول الجزرية الصغيرة. فعلي سبيل المثال بارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين عن معدلاتها الطبيعي ستؤدي لارتفاع منسوب سطح البحر المتوسط وستغرق المناطق الساحلية كبور سعيد وكثير من المناطق في الاسكندرية وشمال سيناء وبعض مناطق الدلتا مثل رشيد وحوش عيسي ودمياط، أما في حالة زيادة درجات الحرارة بمقدار 4 درجات عن معدلاتها الطبيعية فإن الضرر سيصل جنوبًا حتي كفر الزيات وفاقوس.

 

ومن المتوقع أن يوصل الغطاء الثلجي والجليد البحري في الإنخفاض، وبعض النماذج تشير إلي أن القطب الشمالي قد يصبح خاليًا تمامًا من الجليد في أواخر الصيف في الجزء الأخير من القرن ال21. ومن المتوقع زيادة موجات الحر والجفاف والمطر الشديد والسيول والتي تهدد النظم الأيكولوجية والمستوطنات البشرية والصحة والأمن، كما أن واحد من أهم مصادر القلق الرئيسية هي أن إرتفاع الحرارة والرطوبة قد يجعل من المستحيل القيام بأي مجهود بدني.

 

أما بالنسبة للأمطار فأنه من المتوقع أن تختلف تغيرات هطول الأمطار من مكان لآخر. ففي مناطق خطوط العرض العليا ( المناطق الوسطي والشمالية من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية) سيزيد معدل هطول الأمطار علي مدار السنة، بينما في المناطق شبة الإستوائية سينخفض هطول الأمطار بنسبة 20% مما يهدد بخطر الجفاف.

 

قد تواجه الأنواع والنظم الأيكولوجية الظروف المناخية المتغيرة في أجزاء كثيرة من العالم. وقد أدي تحويل استخدام الأراضي للغذاء والوقود والألياف والأعلاف، جنبًا إلي جنب مع الصيد غير المشروع في إنقراض الأنواع نحو 100- 1000 مرة أعلي من المعدلات الأصلية. والتغير المناخي يسبب سرعة وتيرة مايحدث.

 

لا نملك الكثير من الوقت:

 

هذا هو التحدي الذي يواجهه قادة عالمنا، الحفاظ علي إرتفاع درجات حرارة العالم أقل من 2 درجة مئوية، بحسب ما تم الإتفاق عليه في مؤتمر المناخ بباريس. فقد اجتمع القادة والمندوبين من 195 دولة لصياغة اتفاق عالمي بشأن تغيّر المناخ. ومن المتوقع للحكومات أن تلتزم كليًا بما تم اللإتفاق عليه.

 

يأتي الإتفاق ليسلط الضوء بشأن التدابير التي يجب القيام بها للحد من إرتفاع متسوط درجة الحرارة العالمية إلي ما دون 2 درجة مئوية، مع اعتبار 1.5 درجة مئوية كمعيار مثالي.

 

وعلى الرغم من 30 عام من المفاوضات بشأن تغير المناخ لم يكن هناك أي إنحراف في إنبعاثات غازات الإحتباس الحراري عن مسارها المتزايد المعتاد.ويشعر الكثير أن الحفاظ علي الإحترار المناخي أقل من درجتين من المستحيل حدوثه.

 

وقد بيّن الإتفاق حقيقتين أساسيتين :

 

  • أولها أن هذا التغيّر المناخي يمثل تحديًا ملحًا، وربما لا رجعة فيه بالنسبة للمجتمعات البشرية وكوكب الأرض، وبالتالي يتطلب التعاون على أوسع نطاق ممكن من جميع البلدان.

 

  • ثانيها أنه من اللازم تخفيض نسبة الإنبعاثات العالمية من أجل تحقيق الهدف الأساسي من الإتفاقية. والتأكيد عل يضرورة استعجال في التصدي لتغيّر المناخ.

 

ولتحقيق هدف الإتفاقية الرئيسي وهو بقاء ارتفاع الإحترار العالمي إلي ما دون 2 درجة مئوية كحد أقصي و درجة ونصف الدرجة مئوية كحد مثالي، نحن بحاجة للتوقف عن حرق الوقود الأحفوري والحد من إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ولقد اتفقت الدول الغنية في المؤتمر على جمع أموال كافية بحلول 2020، وسيكون هناك 100 مليار دولار سنوي لمساعدة الدول النامية في تحقيق هذا الهدف.كما لوحظ أن الدول المتقدمة قد انصرفت عن استخدام الوقود الاحفوري وتوجهت لمصادر الطاقة المتجددة، في حين أن الدول النامية لا تستطيع.

 

لضمان التقدم وتحقيق الأهداف الفردية لكل دولة فإنه من المفترض أن يُطلب مندوبًا قانونيًا من كل دولة للإجتماع مرة أخري في 2023. سيتعين علينا أن ننتظر ونرى ما قد يأتي من هذا الإتفاق التاريخي.

حقائق متنوعة عن الاحترار العالمي والتغير المناخي:

  • بحسب دراسة نشرتها جامعة كونيتيكت في مجلة العلوم، فإن الاحتباس الحراري سيبب في انقراض نوع من أصل ستة أنواع من الحيوانات والنباتات.

المصدر :  http://sc.egyres.com/Te1lJ

  • ظاهرة الاحترار العالمي كانت السبب في حل النزاع بين بنجلاديش والهند، حيث أن الجزيرة المسببة في هذا النزاع قد اختفت.

المصدر: http://sc.egyres.com/2sxBO

  • أقرت وكالة ناسا بأن أغسطس 2014، كان الشهر الأكثر حرارة تم تسجيله على الاطلاق منذ 130 عام

المصدر :   http://sc.egyres.com/VSvNu

  • الأبقار تعتبر عامل كبير ومؤثة في الاحترار العالمي، حيث تتسبب في انبعاثات الميثان أكثر مما تسببة صناعة الزيوت.

المصدر: http://sc.egyres.com/ZjofB

  • كان العالم السويدي سفانتي أرينيوس أول من يدعون أن احتراق الوقود الأحفوري قد يؤدي في نهاية المطاف في تعزيز ظاهرة الاحتباس الحراري بالفعل في عام 1896

المصدر: http://sc.egyres.com/HTnYg

  • 37% من الأميريكيين يظنون بأن الإحتباس الحراري مجرد خدعة.

المصدر : http://sc.egyres.com/EpBm2

  • منذ عام 1870 حتي الآن، ارتفع مستوي سطح البحر بمقدار 20 سم ( 8 بوصة ).

المصدر : http://sc.egyres.com/MQqWB

  • سيكون هناك زيادة بنسبة 50٪ في الصواعق بحلول عام 2100 إذا ما استمر ارتفاع درجة حرارة الأرض.

المصدر:  http://sc.egyres.com/yHYxc

  • سبّب الإحترار العالمي في زيادة متوسط درجة حرارة الأرض العالمية بمقدار 0.8 درجة مئوية ( 1.5 فهرنهايت )، منذ الثورة الصناعية وحتي الآن.

المصدر : http://sc.egyres.com/DBUhr

  • يريد العلماء تطبيق ظاهرة الاحتباس الحراري على كوكب المريخ لجعل الحياة صالحة للسكن هناك.

المصدر: http://sc.egyres.com/ZMmU0

  • وعلى الرغم من ظاهرة الاحتباس الحراري، ونحن لا يزال من الناحية الفنية في العصر الجليدي

المصدر: http://sc.egyres.com/xJN0e

  • ستختفي جزر مارشال وهي من أجمل الجزر في العالم اذا زاد متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار2 درجة مئوية

المصدر: http://sc.egyres.com/zWd1Y

 

في هذه الصورة يظهر كم الأراضي الساحلية في مصر التي ستغرق نتيجة لارتفاع درجة الحرارة بمعدل 2 درجة مئوية

ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 4 درجة مئوية

المصادر :

http://sc.egyres.com/THRl3

http://sc.egyres.com/ftzTv

http://sc.egyres.com/EGlng

http://sc.egyres.com/kR8QF
لمعرفة الأراضي التي ستُغمر بالمياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة :

http://sc.egyres.com/m1xY4
ترجمة وإعداد : Haneen Elsheikh

تدقيق ومراجعة علمية : مي السيد

تصميم : Amr Ghaleb Hassan

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي