التَّنمُّر أصبح إلكترونيًّا!

digital- bullying- sad- technonlogy

ما هو التَّنمُّر؟

التَّنمُّر هو سلوكٌ عدوانيٌّ غيرُ مرغوبٍ فيه ينتشر بين الأطفال، المراهقين، الكبار والبالغين أيضًا، ويتضمَّن خللًا حقيقيًّا أو ملموسًا في توازُن القوى. هذا السُّلوك متكرِّرٌ أو قد يكون عُرضةً للتِّكرار مع مرور الوقت. قد يعاني كلٌّ مِنْ المُتنمِّرين والذين يتعرَّضون للتَّنمُّر من مشاكلَ خطيرةٍ ودائمة.(1)

هذا وتظلُّ ذكرى الإساءة من التَّنمُّر عالقةً في ذهن ونفسيّة أيِّ شخصٍ يقع ضحيَّةً لتلك الظَّاهرة السَّلبيَّة، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، واثقًا من نفسه أو مُنطويًا.

علامات التَّنمُّر عند الأطفال

يكتسب الأطفال المُتنمِّرون هذا السُّلوك عادةً في المنزل. غالبًا ما يكون والدا الطِّفل المُتنمِّر غائبَينِ أو مُتعسِّفَينِ أو مُنفصِلَينِ أو مُنشغِلَينِ للغاية، طبقًا للدكتور فرانكلين، طبيب أطفال لتعديل السُّلوك. كما أنَّ الأطفال الذين ينشأون في مجتمعاتٍ عدوانيَّة أيضًا عُرضةً لتعلُّم سلوك التَّنمُّر والإيذاء.

يأخذ التَّنمُّر العديد من الأشكال:

  • التَّنمُّر الجسديّ: يتمُّ فيه لمسُ الضَّحيّة أو ضربها بدون رضاها، أو بتدمير ممتلكاتها.
  • التَّنمُّر اللَّفظيّ: بإطلاق أسماء على الضَّحيّة وإهانتها.
  • التَّنمُّر الإلكترونيّ: تُستَهدَفُ الضَّحيّة عبر الإنترنت، في بعض الأحيان في سرِّيَّةٍ، وفي أحيان أخرى من خلال الامتهان العام (على سبيل المثال: رفع فيديو مُهين للضَّحيّة، ونشره على اليوتيوب بدون إذنه).
  • التَّحرُّش الإلكترونيّ: عندما يتنمَّر شخصٌ ما بشخصٍ آخر أو بطفلٍ عبر الإنترنت.

جميع الأشكال يمكن أن ينتجَ عنها إصابةُ الضَّحيّة بمرضٍ عضويّ، قلَّة تقدير الذَّات، القلق والاكتئاب. يُصبح بعض الضَّحايا متنمِّرين، وآخرون لديهم أفكارٌ انتحاريَّة.(2)

بالرَّغم من جهود الكثير من الأطباء و علماء النفس لتوعية النَّاس بخطورة التَّنمُّر وعواقبه، تقع الضَّحايا فريسةً للمُتنمِّرين ولا يجدون الدَّعم الكافي لمُجابَهة هذا الضَّغط النَّفسيّ المُحيط بهم، سواء في الحياة الواقعيّة أو الحياة الافتراضيّة.

ما هو التَّنمُّر الإلكترونيّ؟

التَّنمُّر الإلكترونيّ هو تنمُّرٌ يتمُّ من خلال الرَّسائل النَّصّيَّة أو عبر الإنترنت، وقد يتمُّ من خلال البريد الإلكترونيّ، وسائل التَّواصُل الاجتماعيّ، المُنتدَيات والألعاب اللإلكترونيَّة، وهذه بعض الأمثلة:

  • نشر الإشاعات عن شخصٍ مُعيَّن على وسائل التَّواصُل الاجتماعيّ.
  • مُشارَكة صور أو فيديوهات مُحرِجة له عبر الإنترنت.
  • مُشارَكة معلومات خاصَّة لشخصٍ آخر عبر الإنترنت.
  • بثّ تهديدات ضدَّ شخصٍ ما عبر الإنترنت.
  • عمل حسابات مُزيَّفة، ونشر معلومات لإرباك شخصٍ ما.(3)

الفيسبوك والرسائل النَّصّيَّة والبريد الإلكترونيّ، تلك هي أدوات التَّنمُّر في القرن الواحد والعشرين؛ لذلك يعمل علماء النَّفس جاهدين لمُجاراة المُعتدِين المُستخدِمين للذَّكاء الإلكترونيّ. وكما يُفتِّشون عن أسباب وعواقب التَّنمُّر الإلكترونيّ، فإنَّ الباحثين لا يحجمون عن التَّحدّي.

التَّنمُّر أمرٌ سيّءٌ لجميع المُتورِّطين فيه؛ فهو مقترِنٌ بصعوبات في التَّكيُّف والاكتئاب والمشاكل الدِّراسيّة، ليس فقط بالنّسبة للضَّحيّة، بل للمُتنمِّر أيضًا. في الحقيقة، الضَّحايا والمُتنمِّرون في بعض الأحيان هم نفس الأشخاص. هذا وقد وجد علماء النَّفس أنَّ كون الأشخاص أصبحوا من ضحايا الاعتداء الإلكترونيّ أو نبذ الأقران يجعل الضَّحايا أكثر عرضةً للتَّورُّط في الاعتداء الإلكترونيّ بعد عدَّة أشهر.

على الرغم من هذا التَّرابُط فبعض المُتنمِّرين ليسوا ضحايا على الإطلاق. يُشير بحثٌ أُجريَ لكشف العلاقة بين الاعتداء الإلكترونيّ والإيقاع بالضَّحايا وفعاليّة العلاقة؛ إلى أنَّ العديد من المراهقين المعتدِين هم في الواقع أطفالٌ مشهورون يكتسبون مكانةً وشعبيَّةً من خلال الاعتداء. وبشكلٍ خاصّ، لاحظ العلماء أن المعتدين الذين هم ليسوا ضحايا للتَّنمُّر الإلكترونيّ أكثرُ عرضةً لإدراك أنَّ علاقاتهم فعَّالةٌ للغاية. وحيث إنَّ التَّنمُّر الإلكترونيّ لا يحدث وجهًا لوجه فإن هؤلاء المعتدين المشهورين قد لا يفهمون العواقب الوخيمة النَّاتجة عن تصرُّفاتهم.

ومن أدلَّة الضَّرر الذي يتسبَّب فيه التَّنمُّر الإلكترونيّ التَّرابُط السَّلبيّ للغاية بين التَّنمُّر الإلكترونيّ وحسّ الانتماء لدى الضَّحيَّة في المدرسة مثلًا. مخاوف تتعلَّق بالسلامة قد تُشكِّل أيضًا مشكلةً لدى هؤلاء التلاميذ لأنَّ التَّنمُّر الإلكترونيّ ليس نشاطًا إلكترونيًّا سرّيًّا خاصًّا. تعلم الضَّحايا في الغالب من يتنمَّر عليهم أو يعلمون أنَّ المُتنمِّر يذهب إلى مدرستهم. لذا فإنَّ الاعتداء في الفضاء الإلكترونيّ يمكن أن ينتجَ عنه عواقبُ وخيمة في العالم الواقعيّ. يأمل العلماء أن فهم كيفيَّة حدوث الاعتداء الإلكترونيّ سوف يقودُ إلى إيجاد حلولٍ تساعد المراهقين في تكوين علاقات إلكترونيّة دون خوف.(4)

 

المصادر

Source 1

Source 2

 Source 3

Source 4

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي