مُنذ آلاف السِنين لم يكتشف أسلافنا سوى 5 كواكب بالعين المجردة: عطارد، الزهرة، المريخ، المشترى، زحُل، بالإضافة إلى الأرض ليصبح العدد 6. ومع اختراع التليسكوب تم اكتشاف كوكب أورانوس في عام 1781، ومن بعده تم التنبؤ رياضيًا بوجود كوكب نبتون قبل عمليه رصده المباشرة. وأخيرًا تم اكتشاف الكوكب بلوتو وأصبح الكوكب “التاسع” لفترة طويلة حتى عام 2006 حيث تم أعادة تصنيفه ككوكب قزم.
أصبحت الكواكب ثمانية مرة أخرى ولكن يبدو أننا مع موعد لاكتشاف كوكب عملاق غازي أخر سوف يُضاف للقائمة.
حيث وجد الفلكيون أدلة على وجود كوكب تبلُغ كتلته 10 مرات كُتلة الأرض في منطقة «حزام كايبر» الواقعة ما بعد مدار نبتون، ويبعُد مداره عن الشمس حوالي 20 مرة بُعد نبتون عنها.
الكوكب المُفترض وجوده لم يتم رصده حتى الأن. ولكن استنتج البروفيسور في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا «مايك براون – Mike Brown» وزميله «كونستنتين باتيجين – Konstantin Batygin» وجوده اعتمادًا على نموذج محاكاة لعدد من المدارات للأجسام الصغيرة الواقعة في حزام كاببر. حيث أن أتجاه مدراتهم يُمثل دليل قوي على وجود جسم عملاق يجذبهم إليه.
ركزت المحاكاة على 6 أجسام تقع في حزام كايبر وتدور حول الشمس في مدارات إهليجية تشير كلها جميعًا في نفس الاتجاه برغم تحركهم بسرعات مختلفة. بالإضافة إن مدارتهم لها نفس زاوية الميل؛ حوالي 30 درجة للأسفل بالنسبة إلى باقي مدارات الكواكب.
يقول الباحثون أن احتماليه حدوث هذه الظاهرة بالمصادفة بدون أي تدخُّل خارجي هو 0.007%. حيث قال براون “ببساطة هذا لا يحدث عشوائيًا، لذلك نحن نعتقد بوجود شيء أخر يُؤثر على مداراتهم”
قبل افتراض وجود الكوكب العملاق ذهب براون وباتيجين إلى احتمالية أن أجسام حزام كايبر الواقعة وراء بلوتو قد تشكّلت في تجمعات قديمًا مثل التجمعات الخاصة بالمجرات نتيجة الجاذبية، ولكن الحسابات أظهرت أن حزام كايبر يفتقد الكتلة اللازمة لحدوث ذلك. لذلك فقد قفزوا إلى الاحتمال الأخر الأكثر جنونًا بإمكانية وجود كوكب عملاق غير مُكتشف.
هذه الفكرة ليست وليدة اللحظة، فقد أقترح باحثون في السنين الأخيرة بإمكانية وجود الكوكب التاسع أو «الكوكب أكس – Planet X» كما يُطلق عليه ومن الممكن أن يكون مسؤول عن الشذوذ المداري للأجسام في مدار كايبر. نموذج المحاكاة الجديد بواسطة براون وباتيجين يُدعم هذه الفرضية، حيث يظهر تأثير جاذبية كوكب بحجم الأرض 10 مرات على مدارات الأجسام الصغيرة. هذه الكوكب الافتراضي يُفسر أيضًا المدارات الشاذة لكوكبين قزمين في حزام كايبر وهما «سيدنا – Sedna» و«2012 VP113».
كما يقول الباحثون أن المحاكاة أيضًا تتنبأ بوجود أجسام في حزام كايبر لها مدارات عامودية بالنسبة لمدارات الكواكب الثمانية، 3 أجسام بهذه المواصفات تم اكتشافها مؤخرًا.
أما عن فرضية تشكّله فيقول براون وباتيجين بان الكوكب التاسع ربما قد تكوّن بالقرب من الشمس ولكنه قد تم طرده إلى مكانه الحالي نتيجة جاذبية المشترى أو زحل. يُذكر أن براون له أسهامات عديدة في علم الفلك فقد أكتشف وساعد على اكتشاف عدد كبير من الأجسام في نظامنا الشمسي، مثل سيدنا وأيريس والاثنين تم تصنيفهم على أنهم من الكواكب القزمة.
رصد الكوكب
تم تصميم شكل المدار ولكن مكان الكوكب حاليًا غير معروف بالضبط، لذلك تجري المحاولات من أجل رصده ويتوقع أن يتم رصده في خلال خمس سنوات.
وقد قال براون “هناك العديد من التليسكوبات على الأرض تستطيع رصد الكوكب إن كان موجود”
على الرغم من مسافته البعيدة جدًا، ألا انه يمكننا رصده بالتلسكوبات الموجودة حاليًا خصوصًا التليسكوب الياباني «سوبارو – Subaru» الموجود في هاواي، حيث لديه مرآه عملاقة لرصد الأضواء الخافتة بالإضافة إلى رؤيته واسعة المجال التي ستساعد الباحثين على كشف مساحات كبيرة من السماء.
بالطبع لن يتم حسم الأمر نهائيًا ألا بعد رصده بالتليسكوبات، شاركنا رأيك وأخبرنا عن اسمك المُقترح للكوكب في حالة اكتشافه.
إعداد: Ahmaad M. Hanafi
Sources
Research paper
EVIDENCE FOR A DISTANT GIANT PLANET IN THE SOLAR SYSTEM – IOPscience [Internet]. [cited 2016 Jan 21]. Available from: http://sc.egyres.com/pNVGS