الكوكبة النجمية هي مجموعة من النجوم الظاهرة في سمائنا، على هيئة نمط أو شكل محدد، مثل (كوكبة الجبار الصياد العظيم – Orion Constellation The Great Hunter) و (كوكبة الأسد – Leo Constellation) و (كوكبة الثور – Taurus Constellation). وقد تبدو تلك الكوكبات صعبة التحديد في بادئ الرؤية، لكن يَسْهُل التعرف عليها فيما بعد، ويوجد 88 كوكبة نجمية تمَّ تعريفها بشكل رسمي من قِبل الاتحاد الفلكي الدولي (IAU).
هل النجوم في الكوكبة قريبة من بعضها؟
ليس هذا ضروريًا؛ فكل كوكبة عبارة عن مجموعة من نجوم منتشرة في الفضاء، في كل الأبعاد المكانية الثلاثة، كلٌ على مسافات بعيدة مختلفة من الأرض، لكنهم يبدون على نفس المستوى لأننا نراهم من مكان بعيدٍ جدًا. وتختلف تلك النجوم في أحجامها وبعدها عن كوكبنا، ودرجة حرارتها. فالنجوم الخافتة تبدو أصغر، وعلى مسافة أبعد، وذات درجة حرارة أقل من النجوم اللامعة. ولكن هذا لا يعني دائمًا أنَّ كل النجوم اللامعة هي الأقرب إلينا. فعلى سبيل المثال، فأبهت نجم في (كوكبة الدجاجة – Cygnus) هو الأقرب، بينما ألمع نجم هو الأبعد!
كيف سُميت الكوكبات؟
معظم الكوكبات النجمية التي نعرفها مستوحاة من حضارات الشرق الأوسط القديم والحضارات الإغريقية والحضارات الرومانية، حيثُ عرفوا تلك التجمعات النجمية نسبةً إلى آلهة وحيوانات وأشياء أخرى معروفة في قصصهم. ومن المهم أيضًا معرفة أنَّ تلك الحضارات لم تكن الوحيدة التي شاركت في ملء سماءنا الليلية بأسماء لأشخاص مهمة في حياتهم، ولكن أيضًا كانت الحضارات الأفريقية والأسيوية والأمريكيين الأصليين من ضمن هذه الحضارات المساهمة. واستندت تلك الحضارات على هذه الكوكبات في تحديد الأوقات المختلفة بين الزراعة وحصاد المحاصيل.
ويوجد 48 كوكبة نجمية بدائية، وهم الأكثر احتواءً للنجوم اللامعة، ويمكن رؤيتهم بالعين المجردة. لاحقًا أصبحوا 50 كوكبة نجمية بدائية، حيثُ قسّم علماء الفلك (كوكبة أرجو- Argo Constellation) إلى ثلاثة كوكبات.
أما الكوكبات الحديثة –مثل كوكبة الطاووس وكوكبة التلسكوب وكوكبة الزرافة– فحُدِدوا فيما بعد من قِبل الفلكيين ما بين أعوام 1500م إلى 1800م، حيثُ استخدموا التلسكوبات، وكانوا على مقدرة لمراقبة سماءنا الليلية في نصف الكرة الجنوبي. وتمكن هؤلاء العلماء من توصيل النجوم الخافتة في الكوكبات البدائية، وحُدِدت 38 كوكبة حديثة.
قام الاتحاد الفلكي الدولي عام 1930م بتحديد قائمة رسمية تتضمن 88 كوكبة نجمية –بدائية وحديثة-، ورُسِمت حدود بين كلٍ منهم، حيثُ تلتقي تلك الحدود وتقسم الخريطة التخيلية السماوية، والتي يطلق عليها (القبة السماوية- Celestial Sphere)، التي تحيط الكرة الأرضية بـ 88 قطعة. ويعتبر الفلكيون أي نجم داخل حدود أي كوكبة تابعًا لتلك الكوكبة، حتى وإن لم يكن جزء من الصورة الفعلية.
هل كل النجوم تُعَد أجزاء من كوكبات؟
لا، ليست كل النجوم التي في السماء جزءًا من كوكبة. يوجد في الفضاء مليارات المليارات من النجوم، لكن جزءًا بسيطًا منهم هو الذي يمكن رؤيته بأعيننا، وهو الذي يُشَكِّل الكوكبات التي نراها في سمائنا الليلية. وبناءً على ذلك، وصل الفلكيون في الحضارات البدائية النجوم، لتكون لنا خريطة السماء الليلة، أو ما تسمى بالصورة النجمية.
كيف سُميت النجوم ومعظم الأجرام السماوية، وكيف حُدِدت أماكنها؟
في بادئ الأمر تمت تسمية مئات من النجوم اللامعة في السماء أسماء كثيرة مختلفة نسبةً لرموز في الحضارات القديمة، مثل (نجم التنين- Eltanin) في كوكبة (دراكو- Draco) أو نجم (فيجا -Vega)، أو ما يعرف بالنسر الواقع التابع لكوكبة (القيثارة- Lyre).
لكن في عصرنا الحديث، تُسمى النجوم نسبةً إلى إحداثياتها على القبة السماوية، وهي الكرة السماوية التخيلية المحيطة بالأرض، والتي تعد الخريطة النجمية الأساسية. ويمتد قطبي الأرض أفقيًا منها –بشكل تخيلي- مشيرين الى (قطبي السماء- Celestial Poles)، وهما القطبين اللذان تلتف حولهم القبة السماوية. ويشير نجم (الشمال- Polaris) إلى التقاطع بين القطب الشمالي الممتد وبين القبة السماوية. ويمتد أيضًا (خط الاستواء الأرضي- Earth’s Equator) افتراضيًا في الفضاء، ويتقاطع مع القبة السماوية في (خط الاستواء السماوي- Celestial Equator)، حيثُ تنقسم الى قسمين، نصف القبة الشمالي ونصف القبة الجنوبي.
كل النجوم والأجرام السماوية والكوكبات يمكن تحديدها في الفضاء نسبةً إلى قطبي السماء وخط الاستواء السماوي. ويطلق على مواقع هذه الكوكبات سواء شمالاً أو جنوبًا –بالأخص خطوط العرض- اسم (الانحراف- Declination)، ويطلق على مواقعهم سواء كانت شرقًا أو غربًا باسم (المطلع المستقيم- Right Ascension)، ويُقاس بالساعات والدقائق والثواني.
لماذا تتحرك معظم النجوم والكوكبات؟
النجوم هي أجرام سماوية بعيدة جدًا عنا، ولكن تختلف مسافات ابتعادها عن كوكبنا. فبغض النظر عن نجمنا الأوحد –الشمس-، يعد أقرب نجم لنا على بعد حوالي أكثر من 4 سنين ضوئية، وهو نجم (قنطور الأقرب- Proxima Centauri). بينما يدور كوكبنا حول محوره، يبدو الأمر لنا –كمراقبين على الأرض- أنَّ النجوم تتحرك عبر السماء، بدايةً من الشرق إلى الغرب؛ لذلك يبدو لنا أنَّ الشمس تصعد من الشرق –الشروق- وتهبط من الغرب -الغروب-.
كلما اقتربت النجوم من الأقطاب السماوية، قلّت حركتها، بسبب ضيق دائرة محور الكوكب حول نفسه، لذلك إذا وجدت نجم الشمال، تجده يتحرك بمعدل بطيء إلى حد السكون تقريبًا. بينما النجوم التي لديها دائرة كاملة حول القبة السماوية، مثل نجوم كوكبة الدب الأكبر، ويطلق عليهم (النجوم أبدية الظهور– Circumpolar Stars)؛ فتلك النجوم تظل في السماء طيلة الوقت. لكن فيما يَخُص نجوم خط الاستواء، لا يوجد نجوم أبدية الظهور، لأن قطبي السماء مكانهم عند الأفق؛ لذلك كل نجوم خط الاستواء تظهر شرقًا وتهبط غربًا.
لماذا نرى كوكبات مختلفة خلال العام؟
على مدار العام، نلاحظ الكوكبات تتحرك ببطء ناحية الغرب، وذلك بسبب دوران الأرض حول الشمس، فرؤيتنا للسماء ليلاً خلال الصيف تكون لمكان مختلف تمامًا في الفضاء عن رؤيتنا لها خلال الشتاء.
ما هي دائرة البروج؟
تدور الأرض حول الشمس في خلال سنة كاملة، وكما نرى من الأرض، الشمس تدور في مجال دائري، يسمى بـ(المسار الشمسي– Ecliptic)، حيث تعبر خلالهم الشمس كل عام. وتعد دائرة البروج هي مجموعة الكوكبات النجمية التي تقع على هذا المسار، وهم 13 كوكبة نجمية:
- الجدي
- الدلو
- الحوت
- الحمل
- الثور
- الجوزاء
- السرطان
- الأسد
- العذراء
- الميزان
- العقرب
- القوس
- الحواء
واستُخدِمت تلك المجموعة في حساب الوقت في الحضارات القديمة.
One Response
مجهود كبير .