الجنس والمأكولات البحرية: أسطورة تكشفت حقيقتها!
في بداية التحضير لهذا المقال انطلقت بادئ ذي بدء من نقطة أن تلك العلاقة هي علاقة وهمية ظهرت ككثير من النظريات الغير علمية المرتبطة بالجنس والتي أنتشرت وترسخت في التاريخ الإنساني بشكل عام واستمدت قوتها من تكرارها ليس إلا، بلا أي سند أو أدلة علمية وكنت أبحث في الأساس عن المادة العلمية لضحد أُسُس تلك العلاقة بصورة كاملة و محاولة توضيح حقيقة الأمر، إلخ…
إلي أن حدثت المفاجأة!
صدقت المقولة المشهورة “المأكولات البحرية بشكل عام تُحسن من الأداء الجنسي” بصورة علمية وصحيحة وفعلية الحدوث .
تحتوي المأكولات البحرية علي مجموعة من المواد التي تساعد بصورة مباشرة في تحسين الحالة الجنسية و رفع الأداء الجنسي بصورة كيميائية مادية بحتة ولكن لا يجب أن ننسي التأثير النفسي، فالمخ هو المتحكم الأساسي في أدائك الجنسي وبالتالي ارتباط فكرة تناول المأكولات البحرية بالأداء الجنسي يؤثر بشكل نفسي في أدائك بشكل عام خارج أُطر تأثيراتها المادية ففكرة “هذا الطعام يحسن من قدرتي الجنسية وسيجعلني أكثر إثارة، إلخ” يؤثر بصورة أو بأخرى خارج إطار التأثير الفعلي.
نستعرض في المقال بعض المواد الموجودة في المأكولات البحرية.
أولاً: الأرجنين “Argainine”:
الأرجنين هو حمض أميني يستخدمه الجسم لصناعة مادة ” Nitric oxide” أو NO
و NO هو غاز يتم تصنيعه في الأغشية المبطنة للأوعية الدموية الموجودة في الأعضاء الجنسية و عند الإثارة الجنسية يرسل الناقل العصبي رسالة للأغشية المبطنة للأوعية الدموية فتفرز هذا الغاز الذي بدوره “يمدد” ويفتح الأوعية الدموية الموجودة في الأجهزة التناسلية مما يؤدي إلى حدوث “الانتصاب” في الذكور و”اجتقان البظر والمهبل و إفراز المزلقات الطبيعية” في الأنثى، ويتواجد الأرجنين في أسماك “القد، السلمون، الهلبوت”.
ثانياً: الزنك “Zinc”:
الزنك هو أحد الأملاح المعدنية المهمة جداً في بناء البروتينات بشكل عام و العضلات ويساعد في زيادة كثافة العظام.
و الزنك يدخل بشكل أساسي في صناعة الهرمون الجنسي “التيستيستيرون-“Testosterone وهو هرمون الذكورة.
في حالة حدوث عجز فيه يقل النشاط الجنسي بشكل عام في الجنسين و في الذكر يمكن أن يُصاب بضعف الانتصاب و أن تتغير الصفات الثانوية الذكورية الخاصة به لتكون أكثر أنثوية ويؤثر بصورة مباشر في صناعة الحيوانات المنوية ويؤثر علي أعدادها وفي حالة الإناث هو الهرمون المحفز للإثارة والنشاط الجنسي، ومستوياته القليلة تُصيب الأنثى بالفتور والبرود الجنسي بشكل واضح.
وبالتالي يلعب الزنك دوراً مهماً جداً في تحسين الحياة الجنسية للجنسين، فبصورة عامة
يحتاج الرجل لحوالي 11مجم زنك يومياً أما الأنثى فتحتاج لحوالي 8 مجم يومياً.
يتركز الزنك في المأكولات البحرية خاصة “السردين” يحتوي علي 3 مجم زنك ويتشابه معه الجمبري والقشريات بشكل عام ، أما “السلمون” فيحتوي علي 1 مجم زنك أما أسماك “القد” فتحتوي علي 0.5 مجم من الزنك وأخيرا “التونة” تحتوي علي 0.8 مجم زنك.
ثالثاً: أوميجا 3 “Omega 3” :
هو أحد الدهون الثلاثية الغير مشبعة الذي يلعب أدوارا مهمة جداً في صحة الجهاز الدوري والجهاز العصبي وفي بناء الهرمونات والبروتينات والوقاية بشكل عام من الجلطات وتصلب الشرايين مما يساعد بشكل مباشر في سريان الدم بصورته الطبيعية في الأوعية الدموية ويرفع من كفاءته مما يؤدي إلي تحسين الدورة الدموية في الأجهزة التناسلية وتجنب أمراض الضغط وتصلب الشرايين، وغيرها، التي تؤثر بصورة مباشرة علي القدرة علي الانتصاب بشكل عام، كما أثبتت الأبحاث الطبية أن الأوميجا 3 يلعب دورا هاما جدا في تقليل الإصابة بسرطان البروستاتا لدي الرجال.
يتركز الأوميجا 3 في منتجات الأسماك كـ “المحار، التونة، السلمون، الماكريل، الكابوريا، القشريات البحرية بشكل عام”.
رابعا وأخيرا: الفسفور “Phosphorus”:
الفسفور هو إحدى المواد العضوية المهمة جدا للجسد بشكل عام ويعتبر الأكثر شهرة في ارتباطه بالأسماك والجنس بالرغم أنه الأقل تأثيرا بينهم علي الأداء الجنسي بشكل مُباشر لكنه يُحسن بشكل عام صحة الإنسان ويدخل في كثير من عملياته الحيوية، ويمكن أن نُذكر بعض الأمثلة لهذا:
– الفسفور يدخل بشكل مباشر في صناعة بطاريات الطاقة الجسدية أمثال: ATP “Adenosine triphosphate”، حيث أنها مواد موفرة الطاقة داخل الخلية لتساعدها علي القيام بكافة أعمالها الحيوية و الأيض و التكسير والإنتاج للبروتينات والمواد الحيوية المختلفة و بالتالي يعتبر الفسفور كما يُقال موفر الطاقة بصورة سطحية للجسد البشري دون الدخول في تفاصيل علمية معقدة.
– الفسفور يلعب دوراً مهما جداً مع الكالسيوم في ثنائية بناء وتكسير ونمو العظام بكل أنواعها “عظام الجسد، الأسنان” يعتبر الأهم بعد الكاليسيوم داخل الجسد ويُعتبر عنصر حيوي جدا في صحة العظام بشكل عام.
– الفسفور يلعب دورا هاما جدا في عمليات الهضم السليم وفي صناعةVit B وفي صحة الكليتين بشكل عام، ومهم لصحة المخ، ولدعم تطوره ونموه، والدخول في التفاعلات الكيميائية الداخلية و صحته بشكل عام حيث إن بعض الأبحاث تظن أن من أسباب الألزهايمر هو نقص عنصر الفسفور بشكل عام.
– الفسفور يلعب الدور الأهم في تنظيم الهرمونات الخاصة بالصحة الإنجابية بشكل عام وخاصة الهرمونات الجنسية ينظم عمليات تكسيرها وبناءها ويؤثر علي الغدد الصماء المنتجة لها وبالتالي يؤثر بشكل مباشر في صحتك الجنسية، بالإضافة إلى أنه مقوي عام للجسد حيث يعمل في تفاعلات كيميائية لإنتاج الطاقة، ومنع الضعف العام في العضلات والعظام والأعصاب ومن هنا ظهرت فكرة أن الفسفور مقوي عام ومنشط جنسي.
المأكولات البحرية بشكل عام هي مأكولات مفيدة جدا للإنسان والأقل في أعراضها الجانبية المضرة عن اللحم الأحمر أو لحوم الطيور بشكل عام فهي أخف وأقل في نسب الكوليسترول بالإضافة للمواد المفيدة المتركزة فيها وأهميتها في تحسين الصحة الجنسية بشكل عام.
سكسولوجي تنصح بوجبة بحرية “تحتوي علي المحار والقشريات والسلمون والسردين خاصة” مرة أسبوعياً علي الأقل بصورة منتظمة وستشعر بالتحسن عامة في صحتك وخاصة في قدرتك علي الممارسة الجنسية.
وكالعادة؛ سكسولوجي تتمني لكم حياة سعيدة ^_^
إعداد: فريق عمل سكسولوجي
المصادر: