الحق في الحياة

الحق-في-الحياة

ربما يكون ميلاد طفل لأم ميتة إكلينيكيا هو الأغرب من نوعه. إذا كان الحق في إنهاء حياة طفل لم يولد بعد يمكن أن يكون خيار الأم، فماذا سيحدث إذا لم تعد الأم قادرة على اتخاذ هذا القرار؟ كانت هذه هي الحالة بالنسبة لامرأة حامل في أسبوعها الثالث والعشرين، كانت قد انتهت حياتها بشكل مفاجئ نتيجة نزيف بالمخ؛ وعلى الرغم من ذلك وبناءً على طلب عائلتها فقد تمكن الأطباء من إبقاءها على قيد الحياة لمدة كافية تمكنهم من إنقاذ الطفل.

جاء في تقرير صحيفة »الدايلي ميل – «Daily mail أن المرأة -والتي حُجِبت هويتها- كان قد تم إرسالها بشكل مباشر إلى المستشفى وهي تعاني من نزيف بالمخ، ولكن لسوء الحظ لم يتمكن الأطباء من إنقاذ حياتها. على الرغم من ذلك، طلبت عائلة الأم أن يتم إبقائها على قيد الحياة بواسطة الأجهزة لمدة مناسبة من أجل الحفاظ على الجنين. قام فريق الأطباء بتنفيذ هذا القرار وبعد تسعة أسابيع من وضع المرأة على أجهزة الدعم المستخدمة للحفاظ على التنفس وسريان الدم؛ تمكن الفريق من إخراج الطفل للحياة بعد القيام بجراحة قيصرية للأم، وقد جاء المولود ذكرًا يزن حوالي أربعة أرطال وكان يتمتع بصحة جيدة طبقًا للتقارير المحلية.

يمكننا أن نرى أن هذا العمل بطولي وإنساني من الطراز الأول، أو أن هذا هو القرار المنطقي؛ لكن ما هو الحل إذا كانت عائلة الأم هي من ترفض إبقاء أبنتهم الميتة على قيد الحياة من أجل إنقاذ جنينها؟ هذا هو بالضبط ما حدث لأحد الحالات المشابهة لحالتنا المذكورة مسبقًا، لكن هذه المرة في دبلن بأيرلندا.

الحالة المشابهة هي لسيدة ايرلندية في الأسبوع السابع عشر من الحمل، كان قد تم وضعها على أجهزة دعم الحياة من أجل الحفاظ على جنينها؛ وذلك على الرغم من صراع أبواها على إسقاط ذلك القرار والذي اعتبروه تعدٍ على رغبتهما الشخصية.

وفقًا لتقرير صحيفة الإندبندنت الأيرلندية، كان والدي السيدة قد أبديا رغبتهما الملحة في نزع أجهزة دعم الحياة عن الحالة، إلا أن قوانين الإجهاض الأيرلندية الصارمة؛ جعلت الموقف دقيقًا وصعبًا للغاية. فالسبب الوحيد الذي يجعل الإجهاض قانونيًّا هناك هو إما أن تكون حياة الأم مهددة بالخطر أو أن يكون الطفل مصابًا بإعاقة تهدد حياته، وبما أن الحالتين لا تنطبقان على موقفنا هذا؛ فإن الأطباء مطالبون قانونا ببذل كل ما بوسعهم لإنقاذ حياة ذلك الطفل حتى وإن كان يعني ذلك إبقاء الابنة على أجهزة التنفس الصناعي ضد رغبة والديها. على الرغم من ذلك، وعلى الرغم من معرفة الأهل أن نزع هذه الأجزة سيقضي على الأمل الأخير للإبقاء على حفيدهم، فقد جاء في التقرير أن الوالدين يسعيان بشكل مستمر وباستخدام الطرق القانونية من أجل الحصول على حكم بنزع تلك الأجهزة عن ابنتهما؛ وطبقًا لصحيفة مترو فإن المحكمة العليا بدبلن سوف تتخذ القرار النهائي فيما إذا كانت ستقرر الإبقاء على حياة المرأة من أجل جنينها أم لا.

تحديث: حكمت المحكمة فيما بعد بأن العائلة لها الحق الكامل في نزع أجهزة الدعم عن ابنتهما الميتة دماغيًا، والحامل في أسبوعها الثامن عشر في ذلك الوقت؛ وللأسف فقد توفيت المرأة وجنينها على التو بعد نزع هذه الأجهزة.

في رأيك هل كان هذا التصرف صحيحًا، أم أنه جاء متسرعًا قاضيًا على حق ذلك الطفل في الحياة؟

ترجمة و تصميم: Zeinab Badawy

مراجعة علمية : Mahmoud Ahmed

مراجعة لغوية: Sherif M.Qamar

المصدر: http://sc.egyres.com/VtYT5

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي