الحلقة السادسة عشر من العلم الأصغر

Template_May_2016

|

في ظل العمليات المُعقدة التي تحدث في الجسم من أول الهضم ورحلة الطعام والتنفس وعملية حرق الكربوهيدرات وتحويلها لطاقه إلى وظيفة توزيع الدم وما يحمله من غذاء وأكسجين إلى كافة أجزاء الجسم ومن ثم الوظيفة الإخراجية والوظيفة التناسلية والمناعة وحماية الجسم والعضلات وتحريك الأجزاء المختلفة …إلخ. كل تلك العمليات تخضع لسيطرة إدارة واعية مُدركه لمتطلبات الجسم وما يحتاجه تحديدا بل والأولويات في توزيع المهام، فالجسم شأنه شأن الهيكل الإداري وما يرأسه من أعضاء. من بداية المدير ألا وهو المُخ إلى رؤساء الأقسام الذين يُعطون الأوامر إلى الباقيين لتنفيذ المهام وهم الجهاز العصبي وجهاز الغدد الصماء. فنجد الأوامر تخرج من الجهاز العصبي والغدد الصماء إلى الأعضاء لاستمرارية الحياة.

ولكن؛ في البداية نضع تعريف مُبسط لمفهوم الغدة والعضو، ذلك للتفريق بينهما.

الغدة: –  مجموعة خلايا منتجة ومفرزة للمواد الكيميائية، مثل الأنزيمات والهورمونات، التي يستعملها الجسم. هناك نوعان أساسيان من الغدد: غدد خارجية الإفراز (Exocrine glands) نقل إفرازاتها بواسطة القنوات، والغدد الصماء (Endocrine glands) التي تفرز منتجاتها (الهورمونات) لتيار الدم مباشرة.

عضو: -جزء من الجسم، يشكل وحدة بنائيه مسؤولة عن وظيفة معينة أو عدة وظائف. مثال على ذلك: القلب، الرئتين والكبد.

-هناك بعض الأعضاء يمكن أن نطلق عليها اسم غدة مثل الكبد؛ وذلك لأن الكبد يقوم بصب إفرازاته من خلال قنوات خاصة به فهو بذلك يعتبر غدة قنوية، ولكن لا يمكن أن نطلق على أي غدة لقب عضو.

هي عبارة عن مجموعة متخصصة من الخلايا تفرز مواد تسمى الهرمونات والتي تؤثر على باقي خلايا الجسم.. تفرز الخلايا هرموناتها إلى مجرى الدم مباشرة حيث تصل إلى خلايا الجسم المستهدفة، ومن هنا أتت تسميتها بالصماء. تعمل جميع هذه الغدد بشكل مترابط ومنظم بالتعاون مع الجهاز العصبي والذي يلعب دورًا هامًا في إفراز بعض الهرمونات.

يتكون جهاز الغدد الصماء من الغدة الدرقية، الغدة الجار درقية، الغدة الصنوبرية، الغدة النخامية بالإضافة إلى المبيضين في الأنثى والخصيتين في الذكر، البنكرياس، الغدة الكظرية.

يستطيع جهاز الغدد الصماء التأثير على كل أجهزه الجسم بالكامل بمساعدة الجهاز العصبي. يستهدف جهاز الغدد الصماء بعض من أنسجة الجسم وخلاياه للتأثير عليها وذلك للقيام بوظيفه معينه بمساعده من بعض الأجهزة مثل الكلى والكبد والقلب والجهاز التناسلي أيضًا.

الشكل التشريحي
الشكل التشريحي

أماكن تواجد الغدد الصماء ووظيفتها: –

  1. غدة ما تحت المهاد: تقع في الجزء السفلى الأوسط للدماغ مهم في تنظيم درجة حرارة الجسم والتمثيل الغذائي كما إنها تتحكم في إفرازات الفص الأمامي للغدة النخامية حيث يتم إفراز هرموناتها في الدم وعند وصولها إلى الغدة النخامية فأنها تقوم بإطلاق إشارة لتحفيز أو تثبيط إفراز هرمونات الغدة النخامية. تتميز تلك المنطقة بوجود الكثير من الأوعية الدموية وذلك لنقل الهرمونات من غدة تحت المهاد إلى الغدة النخامية.. وكذلك تعتبر تلك المنطقة هي دائرة الوصل بين الجهاز الهرموني والجهاز العصبي أي أن منطقة تحت المهاد مسؤوله عن الإحساس بالجوع والعطش والشبع والتحكم في درجة الحرارة من خلال هذا الاتصال العصبي الهرموني.
  2. الغدة النخامية: سيدة الغدد الصماء نظرا لما تلعبه من دور كبير في تنظيم أعمال الغدد الصماء الأخرى، توجد في قاعدة الدماغ وتتكون من فصين الأمامي والذي له وظيفة هرمونية بحتة والذي تنظمها منطقة ما تحت المهاد. وأي خلل في هذه الغدة يكون له تأثير كبير على الباقي لما لهال من أهمية قصوى في تنظيم عمل مُعظم وظائف الجسم.

إفرازات الفص الأمامي: –

1- هرمون النمو: وتتضح وظيفته من اسمه حيث أنه له الدور الأكبر في نمو الجسم سواء على مستوى العظام أو الأنسجة، نقص هذا الهرمون في الصغر يسبب قصر القامة وبطؤ النمو، أما زيادته في الصغر فتسبب العملقة..

2- الهرمون المنشط للغدة الدرقية: والذي يحفز الغدة الدرقية لإفراز الثيروكسين والذي ستذكر وظيفته لاحقا.

3- هرمون الحليب (البرولاكتين): وهو المسئول مع الأستروجين عن نمو الثدي وتكوين حليب الأم.

4-الهرمون المُحفز للغدة فوق الكلوية أو الغدة الكظرية ACTH: وهو الذي يحفز الغدة الكظرية لإفراز الكورتيزول.

5-الهرمون المُحفز للميلانين MSH: والذي يلعب دورا في تنظيم دور صبغة الميلانين التي تعطي جلودنا لونها.

6-الهرمونات المنشطة للغدد التناسلية Gonadotropin

أما الفص الخلفي فيفرز هرمونين فقط هما: الهرمون المضاد لإدرار البول ADH ويعمل على الحفاظ على كمية الماء في الجسم عن طريق تركيز البول، أما الهرمون الثاني فيسمى أوكسيتوسين الذي يساعد في خروج الحليب أثناء الرضاعة دون أن يؤثر في تكوينه كما انه يساعد في عملية الولادة وتقلص الرحم خلالها.

3-الغدة الصنوبرية: هي غدة على شكل الصنوبر توجد في الجهة الخلفية للمهاد في الدماغ تقوم بإفراز الميلاتونين الذي يساعد على تنظيم دورة النوم واليقظة في الإنسان والمعروفة باسم الإيقاع اليومي. نشاط الغدة الصنوبرية ناتج من تحفيز المستقبلات الضوئية في شبكية العين. تؤدي هذه الحساسية للضوء إلى إنتاج الميلاتونين فقط في انخفاض الضوء أو الظلام. وبزيادة نشاط الغدة الصنوبرية يزداد إفراز الميلاتونين وبالتالي يشعر البشر بالنعاس أثناء فترة الليل.

4-الغدة الدرقية: وربما تكون أكثر الغدد شهرة نظرا لانتشار أمراضها بشكل واسع، تقع الغدة الدرقية في المنطقة الأمامية من الرقبة أمام القصبة الهوائية، لها شكل الفراشة حيث أنها تتكون من فصين أيمن وأيسر يربطهما جزء يسمى isthmus أما الهرمون الذي تفرزه فيسمى الثيروكسين والذي أعطى الغدة دورا يشبه محطة توليد الطاقة للجسم. فهذا الهرمون مسئول عن العمليات الأيضية في الجسم، فلو زاد نشاطها عن المنسوب العادي تحرق كل ما يصل إليها من وقود، ولو قل نشاطها عن معدله فإن الجسم يفقد نشاطه وحيويته ويركن إلى الكسل والخمول والنعاس ويشعر بالبرودة باستمرار. يوجد خلايا أيضا في الغدة الدرقية تفرز الكالسيتونين والذي يعمل على تنظيم نسبة الكالسيوم في الدم مع الباراثورمون حيث أن لهم تأثيرا متضادا، فالكالسيتونين يعمل على إخراج الكالسيوم من الجسم إذا زاد بينما يقوم الباراثورمون بامتصاص الكالسيوم من الأمعاء والعظام إذا قل. في المناطق الجبلية عادة ينتشر تضخم الغدة الدرقية الناتج عن نقص اليود الذي يعد مهما في تكوين الثيروكسين.

5- الغدد جارات الدرقية: عددهم أربعة يوجدون في الجهة الخلفية من الغدة الدرقية. الباراثورمون هو الهرمون المُفرز من هذه الغدد والذي تتمثل وظيفته في تنظيم الكالسيوم في الجسم والحفاظ على نسبته لأن نقصه أو زيادته تؤدي إلى مشاكل عديدة، وبالتالي فنقص هذا الهرمون يؤدي إلى خلل في نسبة الكالسيوم في الدم.

6-البنكرياس: يقع خلف المعدة، يحتوي على جزر لانجرهانز وهي تجمعات من الخلايا يفرز بعضها خلايا ألفا الجلوكاجون بينما يفرز البعض الآخر خلايا بيتا الأنسولين، والذي لا يخفى عنا دوره في تنظيم السكر في الجسم حيث يقوم بإدخال الجلوكوز إلى الخلايا، نقص الأنسولين أو عدم استجابة الخلايا له تسبب داء السكري حيث ترتفع نسبة السكر في الدم لعدم قدرة الخلايا على امتصاصه بسبب عدم وجود الأنسولين. أما الجلوكاجون فيعمل على زيادة نسبة السكر في الدم إذا احتاج الجسم إلى الطاقة.

7- الغدة فوق الكلوية (الكظرية): غدتين تقعان أعلى الكليتين، لا يمكن للجسم العمل دونها فإزالتهما تسبب الموت. تفرز هرمون الكورتيزول الذي يلعب دورًا كبيرًا في تنظيم ضغط الدم وأيض الكربوهيدرات والبروتين والدهون وتقليل الالتهابات.

8-الغدد التناسلية (الخصية والمبيض): تعمل هاتين الغدتين تحت تأثيرها الهرمونات المنبهة للغدد التناسلية التي يفرزها الفص الأمامي للغدة النخامية.

الخصية في الذكور تفرز الأندروجينات وأهمها التستوستيرون المسؤول عن نمو الأعضاء التناسلية وظهور الصفات الذكرية كخشونة الصوت ونمو العضلات ونمو الشعر على أجزاء من الوجه.

أما المبايض في الأنثى فإفرازاتها تدعى الإستروجينات مثل الأستروجين والبروجيسترون مهمتها زيادة سمك الغشاء المبطن للرحم وإبراز الصفات الأنثوية كنمو الثدي ونعومة الصوت

9-الغدة الصنوبرية: هي غدة على شكل الصنوبر توجد في الجهة الخلفية للمهاد في الدماغ تقوم بإفراز الميلاتونين الذي يساعد على تنظيم دورة النوم واليقظة في الإنسان والمعروفة باسم الإيقاع اليومي. نشاط الغدة الصنوبرية ناتج من تحفيز من المستقبلات الضوئية في شبكية العين. تؤدي هذه الحساسية الميلاتونين للضوء إلى أن يتم إنتاجها فقط في انخفاض الضوء أو الظلام. وبزيادة نشاط الغدة الصنوبرية يزداد إفراز الميلاتونين وبالتالي يشعر البشر بالنعاس أثناء فترة الليل.

تعتبر المشيمة غدة مؤقته لما تفرزه من هرمونات مرتبطة بنمو الجنين وإفراز البروجيسترون الذي يثبت الجنين في الرحم ولذلك فهي مؤقته تبدأ دورها كغدة أثناء الحمل وتنتهي بانتهاء الحمل.

نتحدث في الحلقة القادمة عن الجهاز العصبي والفرق بين تأثير الهرمونات والسيالات العصبية على الجسم أيضا نتحدث عن المسيطر الأول والمتحكم في الجسم كله وهو المخ..

 

http://goo.gl/hYNjR

http://goo.gl/jptfYs

https://goo.gl/oVZlko

إعداد: ميرهان ماجد

مراجعة: باسم صالح

تدقيق: إسلام سامي

تحرير: ندى المليجي

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي