مازال هناك العديد من الأمور غير المعروفة عن فيروس كورونا، مما يجعل من السهل انتشار العديد من المعلومات الخاطئة عنه، وعن سببه وكيفية علاجه، وتجد هذه المعلومات سبيلها للانتشار بشكل واسع على الإنترنت، وفي بعض الأحيان أيضًا على التلفاز؛ مما يثير الهلع والخوف، وفي ظل ذلك انتشرت العديد من نظريات المؤامرة لتفسير سبب ظهور الفيروس، حيث يقول البعض إن كورونا هو سلاح بيولوجي، ويقول آخرون إن تناول الخفافيش هو السبب وراء ذلك فما صحة هذه النظريات؟
فيروس كورونا هو خدعة من وسائل الإعلام الليبرالية
تعتبر فكرة أن فيروس كورونا هو مجرد مبالغة التيار السائد والأكثر خطرًا، وتم الترويج لها من قبل العديد من الأشخاص مثل المعلق اليميني شون هانيتي.
قلل الرئيس دونالد ترامب نفسه في البداية من شدة الفيروس مشبهًا الفيرس فالانفلونزا العادية وألقى اللوم على الإعلام لإثارة هذا الهلع. أدى ذلك إلى زيادة الانتقادات لطريقة استجابته لهذه الأزمة، فقام حلفائه باتهام الإعلام والديمقراطيين بإشاعة الخوف بهدف تدمير البورصة، وإضعاف مكانة ترامب، ولكن مع ازدياد عدد الوفيات والمصابين بعد ذلك، قام تريش ريجان -مضيف فوكس بيزنس- بنشر صورة على الهواء بعنوان فيروس كورونا مجرد تهمة ملفقة.
فالتقليل من شدة الفيرس خطر جدًا حيث أن احتواء الفيرس يعتمد بشدة على التزام العامة بالتعليمات الصحية والتعامل معها بجدية مثل: تقليل السفر والحد من الاتصال الاجتماعي وغسل اليدين بانتظام.
وفقًا لاستطلاع أجرته رويترز فإن حوالي 4 من كل 10 من الديمقراطين اعتقدوا أن فيرس كورونا هو “تهديد وشيك” مقارنة ب 2 من كل 10 من الجمهوريين، ففي الأيام القليلة الماضية، تغيرت لهجة ترامب وأعلنت حالة الطوارئ الوطنية يوم الجمعة كاستجابة للفيروس.
فيرس كورونا هو سلاح بيولوجي
مازال العلماء لم يتوصلوا إلى مصدر فيرس كورونا ولكن هناك إجماع إلى انه ليس من صنع الإنسان. حيث أنهم يشكون أنه بدأ في محلات بيع الأسماك واللحوم والحيوانات البرية في منطقة وهان.
ومع ذلك، انتشر على الانترنت مخطوطة كتابية غير منشورة لعلماء بالهند في أواخر شهر يناير تشير إلى أن تتابع البروتين لفيرس كورونا يدل على أنها صُنع معمليًا.
وتم كشف زيف هذا الإدعاء عن طريق العلماء الذين قاموا بدراسة الفيرس حيث أن كاتبوا هذا البحث قاموا باستبعاده بعد يومين. ولكن كان الوقت قد تأخر فالعديد من نظريات المؤامرة قامت بالإعلان عن هذا البحث واستخدامه كدليل لدعم إدعاءاتهم بأن الفيروس هو سلاح بيولوجي.
هذه أحد أشهر نظريات المؤامرة التي تم تروجيها وتم تكرارها بأشكال مختلفة. حيث يختلف مصدر السلاح البيولوجي باختلاف الشخص الذي يروج لهذه المؤامرة.
حيث إدعى أليكس جونز على موقع (“Infowars”) أن الفيرس تم تصنعيه عن طريق الصين، والتي بدورها تتواطئ مع الدولة الخفية “deep state”؛ لتخريب الاقتصاد الأمريكي، وإفساد فرص ترامب في إعادة إنتخابه في شهر نوفمبر.
انتشر هذا الإدعاء وفوق ذلك، قام توم كوتن (“Tom Cotton”)، من ولاية أركنساس بذكر هذا الإدعاء خلال مقطع من فوكس نيوز الشهر الماضي.
ادعى أيضًا رئيس الإنجيلية وحليف ترامب جيري فالويل خلال برنامج فوكس آند فرندز (Fox and Friends) أن الفيرس هو سلاح بيولوجي من كوريا الشمالية.
كما تم تداول هذه الفكرة أيضًا خارج الولايات المتحدة، ففي إيران قام التلفزيون الحكومي بإذاعة مؤامرة أن فيروس كورونا من الممكن أن يكون سلاح بيولوجي تم تصنعيه بالولايات المتحدة الأمريكية، كما أشار أحد الشخصيات العامة الإيرانية علي أكبر رافيبور أن حكومة ترامب هي المسئولة عن نشر الفيروس في إيران والصين كجزء من مخطط الحرب الهجينية (“hybrid warfare”)
أشار أيضًا متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هذا الأسبوع إلي أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المسئولة عما يحدث، لكن هذا الإتهام لم يصل إلى مرحلة أنها مؤامرة وسلاح البيولوجي.
يأتي فيرس كورونا من الأشخاص الذين يتناولون الخفافيش
يشتبه الباحثون أن النبغول -يطلق عليه أيضًا آكلات النمل بعد تقشيرها – ربما نقلت الفيرس من الخفافيش إلى الإنسان، فقشورها تُستخدم في الطب الصيني وفي بعض الأحيان تباع في الأسواق، لم يتم معرفة إذا كانت تُباع في أسواق وهان أم لا، ولكن العلماء قالوا أن بعض سلالة فيروس كورونا التي وجدت في النبغول هي أكثر السلالات تشابه لما يوجد في الإنسان.
ولكن فرق بسيط تم تناسيه على الانترنت مما تسبب في موجة من العنصرية والسخرية من ثقافة الطعام الصيني. فقد نبع هذا من انتشار فيديو لسيدة تتناول خفاش عند طريقة عيدان الأكل الصينية وقد تم نشر الفيديو بشكل واسع على الانترنت بما في ذلك قناة أر تي على اليوتيوب مما تسبب في عاصفة على مواقع التواصل الاجتماعي.
تعتبر شوربة الخفافيش من الأطعمة الشهية في بعض المناطق بالصين ولكنها ليست من الأطباق المشهورة بوهان، بالإضافة إلى أن الفيديو الذي انتشر لم يكن بالصين بل تم تسجيله بدولة بالاو في المحيط الهادئ.
في وقت سابق هذا الشهر، أعلن مضيف برنامج فوكيس نيوز هذا الإدعاء على الهواء، حيث قال أن الفيرس هو نتيجة لتناول الصينين للخفافيش والثعابين فقد قال: ” هم أشخاص جياع”، وقد ضحك المستضافين على ذلك، كما قال: “لا تستطيع الحكومة الصينية أن تطعم الناس فهم يائسون، الأكل غير مطهو وغير آمن، وهذا هو السبب وراء اعتقاد العلماء لماذا بدأ الفيرس من منطقة وهان”.
الجيل الخامس للانترنت (5G) هو المُسبب لفيروس كورونا
قامت يتيوبر من كاليفورنيا يبلغ عدد متابعيها 166.000 بنشر فيديو منذ شهر تدعي فيه أن فيروس كورونا هو في الحقيقة تسمم إشعاعي ناتج عن التقنية اللاسلكية (5G). حيث تقول ان الترددات العالية الناتجة من هذه التقنية الجديدة تؤثر على امتصاص الأكسجين مما يتسبب في أعراض للجهاز التنفسي مماثلة لأعراض فيروس كورونا (COVID-19).
وحيث أن منصة يوتيوب (YouTube)تقوم بإزالة الأخبار الزائفة والمعلومات المغلوطة فقد قامت اليوتيوبر بمراوغة ذلك عن طريق استخدام اسماء رمزية حيث اشارت إلى الصين برمز “CH” وإلى فيرس كورونا بـ “CV” وتنطق كلمة 5G هكذا “f-i-v-e-g”.
وهذا الإدعاء الذي يربط بين فيروس كورونا والجيل الخامس للإنترنت ليس له أي أساس من الصحة، فهو أحد نظريات المؤامرة الغريبة عن الفيروس، لكنها تمكنت من الانتشار في وسائل الإعلام الإجتماعية.
قام بعض الأشخاص بنشر خرائط للأماكن التي بها تكنولوجيا (5G) ولم يظهر أي تماثل بين هذه الأماكن والأماكن التي انتشر بها فيروس كورونا.
كما قال أحد ألاشخاص على صفحة فيسبوك لمجتمع “QAnon”:”يتطلب الأمر5G لتفعيل ما بداخلك من أمصال وكيمياء”وقام شخص أخر بالرد:”الحمض النووي DNA يحتوي على فيروس كورونا بداخله “ترددات ميجا لشبكات 5G يمكن أن تستخدم لتغيير الحمض النووي الخاص بك وتطوير الفيروس”.
