تشمل الجهود المبذولة لمواجهة انتشار فيروس الإيبولا في غرب أفريقيا رسائلَ لإقناع المقيمين لاتخاذ هذا الوباء بجدية مثل هذا النص المكتوب على قميص هذا الرجل خارج مدينة فريتاون في سيراليون بتاريخ يوليو 2019.
الرسالة واضحة! أُعلنت من مذياع الشاحنات، ولُصقت على لوحات الإعلانات، وطُبعت على الملابس في جميع أرجاء العاصمة طوال صيف 2014. الإيبولا فيروس حقيقي.
الانتشار السيئ حول العالم للحرارة النزيفية المخيفة أضرمت من غرب أفريقيا هذه اللحظة بالذات. الآلاف منهم مرضى ومصابون. والشك في التهديد الفيروسي يبدو شاذًا وخرافات لمراسل أُرسل لتغطية خبر أن (الإيبولا فيروس حقيقي) هذا الرسالة غربية؛ كيف يعتقدون أن الإيبولا ليست موجودة؟
يبدو الآن أن بعض الأمريكيين يحتاجون إلى سماع نفس الرسالة: فيروس الكورونا حقيقي!
وصرح بنس نائب رئيس الولايات المتحدة في المؤتمر الصحفي لفريق العمل المكلف يوم الثلاثاء أن تهديد الفيروس يمكن أن يكون خطير وحقيقي جدًا. قصة فيروس الكورونا -السارس- كوفيد 2 حقيقة. لكن تصرفات البعض ليست مؤيدة لهذا الرأي.
يمكنك الشعور بغضب الهيئات الصحية الحكومية بسبب حثهم للناس للبقاء في المنزل أكثر وقت ممكن والحرص على التباعد الإجتماعي.
عندما كنت هناك كانت هناك بصمة للأطباء وللصحافيين أثناء انتشار فيروس الإيبولا بينما كان كل الأشخاص ناقلون للعدوى. هذا بسبب عدم المعرفة. وهذا ينطبق على وباء فيروس الكورونا أيضًا.
أي رأي أخر -على أنه مجرد نزلة برد أو أنه ليس بهذا السوء- يكون غير مقتنع أن هذا الفيروس حقيقي.
لم أتخيل أن انتشار الفيروس في الولايات المتحدة يكون مماثل لما حدث في مدينة سيراليون منذ ست سنوات
لكن يوجد أوجه تشابه في كل مكان. هذا الشعور بالفزع مألوف.وبسبب التهاون أُغلقت المدارس وحُظرت التجمعات في كلا الدولتين لتقليل فرصة انتشار الفيروس.نفس الغضب في كلا الدولتين بسبب حالة استجابة الحكومة ونفس أزمة نقص المستشفيات بالتجهيزات اللازمة والكمامات والقفازات ليست متاحة للجميع.
أدى كلا الانتشارين ضربة قاضية وهي مقتل الأطباء الذين عرفوا بأنهم الأبطال العامة منهم طبيب العيون لي وين لينج وكان له أسبقية تنبؤ بفيروس كورونا المُستجد وقد توفى أخر الشهر السابق بسبب الفيروس وأيضًا شيخ عمر خان عالم فيروسات في مدينة سيراليون الذي قاد دولته ضد فيروس الإيبولا حتي مات بسببها في شهر يوليو 2014.
تختلف الفيروسات في نقاط مهمة حيث يعتبر فيروس الكورونا مرض معدي اكثر من الإيبولا ولكنة أيضا أقل ضرارًا
ولكن لا أحد استهان بالإيبولا. تطارد العوامل المسببة للمرض العالم منذ اكتشافها في عام 1970وأدى ذلك الهلع إلى حفظ أرواح.
بدأت مرحلة التجهيز للسفر إلى مدينة سيراليون، أتبعت نصائح متخصصة من بعض أطباء الأمراض المعدية وصحافيين لكن كان ذلك ليس كافيًا.
حلقت شعري وأصبح وجهي نظيف وهذبت أظافري للتخلص من الأماكن التي يمكن للفيروس أن يتراكم عليها، في العادة لست بحاجة لكل هذه التجهيزات.
وضعت في حقيبتي بدل مصنوعة من التايفك تغطي الجسم بالكامل ذي اللون الأبيض للوقاية وهي نفس النوع الذي يرتديه الفريق الطبي. كان لدي موارد متاحة من قفازات الفحص ونظارات الوقاية المضادة للرذاذ وحذاء من المطاط وكمامات اصطناعية (N95) نفس النوع الذي اختفى فجأة من رفوف المتاجر بالولايات المتحدة. كان لدى إيضًا عبوة ضخمة من المناديل المبللة المضادة للجراثيم من شركة كلوركس هيلث كير بالإضافة إلى ثلاث زجاجات بها معقم الأيدي.
لم أرتدِ بدل التايفك طوال رحلة العمل لمدة أسبوعين، ولكن أرتديت الكمامة مرة واحدة خلال القيام بمقابلات في الخارج بجناح مستشفى لمرضى الإيبولا. في خلال التنقل في شوارع مدينة فريتاون المزدحمة عاصمة سيراليون، أدركت في الحال أنني ليست في حاجة إلى معظم أدوات الحماية؛ كل ما أحتاج إليه هو أبسط من كل هذا مجرد بقاء الأيدي نظيفة والحرص على وجود مسافة بيني وبين أي شخص أخر. الخوف مرشد جيد؛ هذه هي الطريقة الوحيدة لتكون بأمان كونك غير مبالي للفيروس يمكن أن تصاب به.
وليس أنا فقط كل شخص يبدو على الحافة كان يوجد الكثير من القصص عن باحثين درسوا فيروس الإيبولا في المعمل أدو إلى تقليل الفرصة لمطاردة الفيروس، أطباء أخرون من جميع أنحاء العالم يعملون بمراكز لعلاج مرض الإيبولا محاطون بالخطر ولكن يؤدون مهمتهم للمساعدة.
كل دكان أثناء انتشار الوباء يحرص على وجود عبوة صغيرة معبئة بالمبيض المخفف بالماء في الخارج ويضغط كل شخص على السدادة وتطهير أيديهم، وأي شخص لم يغسل الأيدي يعاقب بزيادة فرص إصابته بالمرض.
كانت وسيلة بدائيّة للتعقيم لكن خدمت سبب أخر أيضًا، مشهد المياة المختلطة بالمطهرات أو المبيضات يأكد على أن الجميع يتحد ضد هذا الفيروس ويأخذ هذا الأمر بجدية.
استخدمت الجل المعقم للأيادي والمناديل المبللة الخاصتان بي، وبمسح كل شيء أقوم بلمسه: أقلام وأي شيء مصنوع من الفضة ومقابض الأبواب. هذا يشعرك بالجنون لكن أيضًا يشعرك بالاطمئنان لفعل ما استطيع فعله.
لا أحد يصافح، تجرى المقابلات على بعد 6 قدم يشعرك ذلك بالغربة. أتذكر الانحناء لأعلى للتحدث في أذن شخص لكي يستطيع سماعي في طريق مزدحم وبعض الممرضين الفضولين أنحنوا للأمام لرؤية ما أقوم بكتابتة. أثناء مقابلة مع مجموعة من الشباب، واحدًا منهم أخرج لعاب من فمه أثناء حديثة معي عن غير قصد، استطيع الشعور بهذه النقطة على جفني فزداد شعوري بالهلع وبدأت في تدوين الملاحظات. أتمني أن أكون بخير ولكن مثل فيروس كورونا المُستجد لدي الإيبولا مدة حضانة طويلة ليست متأكدًا إذا كنت بخير لأسابيع.
عندما عدت للمنزل، قضيت أسبوعين في القبو بعيدًا عن عائلتي في عزل صحي بمفردي كان ذلك تطوعيًا حيث لم يفحصني أحد في مطار الولايات المتحدة ولم تفحص أي سلطة صحية مسكني. ببساطة لم أرد أن يمرض أي شخص بسببي. والآن أظهر فيروس الكورونا ما يستطيع فعله (أنها حقيقية).