الذعر الذي تسببه وسائل الإعلام إثر تفشي فيروس كورونا المستجد

وسائل الإعلام (unsplash)

فيروس كورونا المُستجد

يُعد فيروس كورونا المُستجد أو كوفيد-19 هو مرض يُصيب الجهاز التنفسي بسبب فيروس مُستجد ظهر لأول مرة في مدينة ووهان بالصين بتاريخ 31 ديسمبر 2019 م.

الفيروس المُستجد أو كما يُطلق عليه فيروس كورونا 2 المُرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة، الذي يعرف اختصارًا سارس-كوف-2 (بالإنجليزيَّة: SARS-CoV-2)، هو مرتبط بعائلة كبيرة من الفيروسات التي سببت تفشي متلازمة تنفسيّة حادّة شديدة  عام 2003، وسببت متلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة عام 2012 م، وفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية.

أبرز الأعراض لفيروس كوفيد-19 هي الحمى، والسعال، وضيق التنفس، قد تبدأ هذه الأعراض في الظهور خلال يومين إلى 14 يومًا  بعد الإصابة به. تظهر على أغلبية الأشخاص أعراض طفيفة شبيهة بنزلة البرد، قد تصل إلى فشل في التنفس وأعراض تنفسيّة قوية تصل إلى الوفاة.

طرق الوقاية من فيروس كورونا المُستجد

ولأن الفيروس ضعيف إلى حد ما، يمكن طرق المحافظة على النظافة الشخصيّة المُجَرَبة أن تقلل انتشار المرض. تنصح مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بما يلي:

  • تجنّب الاتصال الوثيق مع من يحملون المرض.
  • تجنّب لمس عينيك وأنفك وفمك.
  • التزم بيتك إن كنت مصابًا بالعدوى.
  • غطِ أنفك وفمك بالمناديل عند السعال أو العطس، ثم ارمه في سلة المهملات.
  • نظف وطهر الأشياء والأسطح التي تلمسها بشكل متكرر باستخدام رذاذ التنظيف المنزلي العادي أو المناديل المبللة.
  • اغسل يديك بالماء والصابون لمدة 20 ثانية، لاسيما بعد خروجك من دورة المياه أو قبل الأكل أو بعد العطس أو السعال.

وإلى الآن، تبدو الأخبار حول فيروس كورونا المُستجد مطمئنة، بيد أنه وللأسف هناك جانبٌ آخر لهذه القصة يدعو إلى القلق. لا تزال هذه الجائحة تنتشر حول العالم حتى أصبحت وباء حقيقيًّا. لا يوجد لقاح ضد سارس-كوف-2، وبالرغم من انخفاض معدّل الوفيّات، فهو مازال أعلى بكثير مقارنةً بنزلة البرد الشائعة. وشهد السوق العالمي للأسهم انخفاضات حادّة منذ عام 2008 م، بناءً على توقعات بأن هذه الفاشية قد تؤثر تأثيرًا سلبيًّا على الاقتصاد العالمي. لا تمتلك أنظمة الرعاية الصحيّة لمعظم الدول الموارد الكافية للكشف عن الفيروس ومعالجة الأعداد الكبيرة من المرضى المصابين بشدّة إذا انتشر الفيروس عبر المجتمع.

الخوف من التلوث

يؤثر الخوف على طريقة رد فعلنا تجاه التغطيات الإعلاميّة حول المخاطر الصحيّة، فالمرض والتلوّث مرتبطان بالأوبئة مثل فيروس كورونا المُستجد. وأحد الاضطرابات النفسيّة الشهيرة المُرتبطة بالخوف من التلوث هو الوسواس القهري، فيعاني حوالي 50% من الناس المصابون بالوسواس القهري من الخوف من التلوث الناتج عن الوسخ والمرض الذي يجعلهم يتجهون لسلوكيّات قهريّة مثل غسيل الأيدي والتنظيف المُكثّف بشكل غير اعتيادي أو أكثر من المألوف. ويرتكز الوسواس القهري، في بعض الحالات، على الإصابة بعدوى المرض من الآخرين، أما في حالات أخرى يكون خوف الفرد من نقل العدوى للآخرين، في حين في أشد أشكال الخوف من التلوث، قد يقلق الشخص من التعرض لرذاذ سوائل أجسام الآخرين، أو ترك آثار لسوائل أجسامهم في الأماكن العامة، الأمر الذي يمكنه التسبب في عدوى الآخرين، فحينما يصل الخوف إلى هذا الحد، يكون التعرض للأماكن العامة بمثابة تهديدًا؛ لذلك يتجنب الشخص هذه الأماكن أو يغسل يديه بشكل مفرط.

وكما هو الحال مع معظم أنواع الرهاب، يحدث الخوف من التلوث بصفة مستمرة.

الأخبار الصحيّة والخوف من التلوث

التغطية الإعلاميّة للقضايا الصحيّة متحيزة. تخصص وكالات الأنباء المزيد من الوقت للأخطار الصحيّة التي تظهر، مثل تفشي فيروس كوفيد-19 ، أكثر من التهديدات الصحيّة الشائعة. يميل الأفراد القلقون أو الخائفون إلى إيلاء المزيد من الاهتمام للمعلومات المتعلقة بالتهديد، والتي تزيد من قلقهم وضيقهم. مع تكريس وسائل الإعلام الكثير من الوقت لتفشي فيروس كورونا المُستجد، هناك الكثير من الفرص لأولئك الذين يعانون من مخاوف عالية من التلوث للتركيز على الجوانب التي تهدد التفشي. سيؤدي ذلك إلى زيادة في الخوف والقلق من المرض. وردّاً على ذلك، قد يستعيد الأفراد غير المصابين بالخوف من التلوث الشبيه باضطراب الوسواس القهري إجراءات استثنائيّة للتعامل مع خوفهم، مثل الحجر الصحي الذاتي أو الغسيل بمطهرات سامة. بمجرد تنشيط خوفهم من فيروس كورونا المُستجد، يتم تصفية المعلومات الأكثر مطمئنة حول تفشي المرض.

كيف تتعامل مع الأخبار؟

إذا كنت منزعجًا من الأخبار حول فيروس كورونا المُستجد بسبب ارتفاع مستوى الخوف من المرض والتلوث، هناك العديد من الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتقليل الخوف والقلق.

  • استرشد بنصيحة طبيّة وليس بمشاعرك: تبني طرق المحافظة على النظافة الشخصيّة التي يوصي بها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. قاوم إغراء تجاوز هذه التوصيات لكي تشعر أقل قلقًا أو خوفًا.
  • قلل تعرضك لأخبار حول فيروس كورونا المُستجد: نظرًا لتحيّزك للتهديد، فمن الأفضل تقييد الوقت الذي تقضيه في البحث عن آخر الأخبار حول فيروس كورونا المُستجد. سترغب في الحصول على معلومات جيدة من الاستشارات الصحية، ولكن تأكد من مصداقيّة مصادرك.
  • تجنّب الغسيل القهري: اتبع إرشادات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها لغسل يديك. إذا وجدت نفسك تغسل حتى تشعر بتحسن، فقد تكون هذه علامة على أنك تسللت إلى منطقة الوسواس القهري.
  • اجعل حياتك تسير بشكل طبيعي: لا تدع الخوف يحكم حياتك اليومية. عندما تصبح أخبار فيروس كورونا المُستجد أكثر إلحاحًا، استرشد بالعقل والمسؤولية، وتأكد من مخاوفك.
شارك المقال:

فريق الإعداد

ترجمة: سندس هاني
مراجعة علمية: ماريا عبد المسيح
تدقيق لغوي: نسمة المحمدي
تحرير: نسمة المحمدي

المصادر

المصدر: Media, Fear, and the Coronavirus Outbreak
0 0 votes
Article Rating
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي