السكري: أقراص جديدة قد تحمي من سكري النوع الأول

diab1

ربما يكون هذا الحدث هو الأعظم في نظر البعض، خاصة لمن عانوا لسنوات عديدة من هذا المرض المزمن. قام بعض الباحثين بالولايات المتّحدة الأمريكيّة بكبح جماح مرض العصر وهو السكري من النوع الأول المعتمد على الانسولين «Diabetes mellitus type 1»، أو ما يعرف بالعامية بالسُّكّر، بدأت التجارب على الفئران وبالفعل أثبت هذا الدواء فعالية كبيرة، ويقول الخبراء أنهم إذا وجدوا تأثير الدواء على البشر يتشابه لما حدث على الفئران فإننا سنكون أمام معجزة جديدة من معجزات العلم الحديث الذي تصدى للعديد من أمراض هذا العصر.

قال أحد أعضاء الفريق ويدعى «Paul Bollyky»: «في بداية الإصابة وقبل ظهور الأعراض، وجد الخبراء حدوث التهاب في خلايا جزر «لانغرهانس»، مما قد يضع الجهاز المناعي في حالة يقظة للتحقق من السبب وحماية الجسد، وإذا بدأت أعراض المرض في الظهور، فغالبًا ما تكون الخلايا المناعية قد وصلت إلى تدمير تسعين بالمائة من الخلايا المسئولة عن إنتاج الأنسولين بشكل كامل».

إن عملية القيام بدراسة البنكرياس صعبة للغاية، والطريقة الوحيدة لها على أرض الواقع هي ملاحظة وفحص ما قد تبرع به الناس بعد وفاتهم بغض النظر عن حالته. في هذا البحث يمكننا أن ننعت «Bollyky» وباقي الفريق بأنهم محظوظون للغاية نظرًا لحصولهم على ما يريدون؛ فقد حصلت «Juvenile Diabetes Research Foundation» على بنكرياس رجل مُصاب بالسكري من النمط الأول كان قد توفي مع بداية ظهور الأعراض مباشرة، مما يعني أنه لا زال في مرحلة مبكرة من المرض، وهذا سيعطي الفريق فرصة أكبر من أجل دراسة مسبقة للأمور.

ما وجده الفريق غريب للغاية؛ حيث لاحظوا تجمعًا غريبًا وحادًا من حمض الهيالورونيك «hyaluronic acid» بالقرب من خلايا بيتا، الغريب في الأمر أن هذه الملاحظة لا يمكن أن نراها فيمن أصيبوا بالمرض وعانوا منه لسنوات طويلة، فهذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها العلماء من الربط بين تطور هذا النوع من السكري والتغير الذي يحدث في الخلايا الخارجية التي تحوي الأنسجة.

يشك الباحثون في أن حمض الهيالورونيك قد يساعد الجهاز المناعي في أن يفسد البنكرياس ويُسرّع من العملية التدميرية، ونقلًا عن «Loren Grush»: «إن حمض الهيالورونيك ما هو إلا أدَاةٌ يمكنها أن تزيد من تجمع السوائل، كما أنها تزيد من حدة التهاب البنكرياس وتؤدي إلى سوء الحالة نتيجة تثبيط الخلايا التائية المنظمة «Regulatory T-cells»، الخطوة التالية هي محاربة تجمع الحمض حتى تعمل الخلايا التائية بكفاءة»، وقالت «بوليكي» أنها في عجب مما قد يحدث عند منع هذا التجمع.

الدواء الذي يمكنه إتمام هذه المهمة هو«Hymecromone or 4-methylumbelliferone 4-MU»، هذا الدواء هو كلمة السر في هذا البحث الطويل؛ حيث أنه رخيص الثمن ويستطيع المريض أن يتناوله عن طريق الفم، كما أنه يُصرف في العديد من الدول الأوروبية والآسيوية في بعض الحالات المرضية خاصة لمن يعانون من حصاوي المرارة المزمنة.

بدأت التجارب على الفئران المعدلة وراثيًا والمجهزة خصيصًا لهذا الاختبار، ووجدوا أن الدواء بالفعل منع تراكم الحمض، كما حافظ على خلايا بيتا الموجودة في بنكرياس الفئران التي أخذت الدواء، بينما الفئران التي لم تأخذ الجرعة يمكننا أن نقول أنها بالفعل قد أصيبت.

الخطوة التالية والأصعب في هذه التجربة هي رؤية ما إذا كان الدواء سيعطي نفس التأثير على البشر، إذا أظهرت التجارب نجاحها على البشر، سيقوم الأطباء بالفحص كل فترة لمن هم عرضة للإصابة بشكل أكبر، مثل الذين يحملون بعض الأسباب الوراثية، وسوف تصرف لهم هذه الحبوب كوسيلة قد تحميهم من هذا المرض الذي يمكنه أن يكون رفيقًا لهم مدى الحياة. هذا هو العلم وهكذا يجب أن نفكر.

إعداد:Mahmoud Ahmed

مراجعة لغوية: Mohammad Marashdeh

المصدر:

http://goo.gl/dK3OpH

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي