الشفة الأرنبية.. ممَّ يعاني طفلي وكيفية الاعتناء به

image-cleft

||||||

طبقًا لأحدث الأبحاث المنشورة تُعد الشفة الأرنبية وسقف الحلق المشقوق أكثر الاختلافات الشكلية بالوجه والجمجمة انتشارًا بين حديثي الولادة على جميع مستوياتها وأنواعها والتي تختلف وفقًا للمنطقة التشريحية المتأثرة سواء كانت شفة أرنبية منفردة أو مصاحبة لسقف حلق مشقوق.[1] تحدث الشفة الأرنبية تحت تأثير العديد من العوامل الجينية والبيئية، وحتى أحصل على التشخيص والعلاج السليم لطفلي لابد من وجود فريق طبي متخصص جاهز للعمل على الحالة منذ الدقائق الأولى من الولادة حتى نضوج المريض وتعافيه بشكل كامل. يشمل الفريق الطبي المشرف على تلك الحالات طبيب أمراض النساء، وطبيب الأطفال، وجراح الوجه والفكين. قد يعاني طفلي من بعض المشاكل بالتغذية وتناول الطعام، والنطق، والسمع، وكذلك التفاعل المجتمعي، لكن أغلب هذه المشكلات يمكن تصحيحها وتقويمها إلى حد ما بواسطة الأطباء؛ وذلك عن طريق التعاون المشترك من أجل حل المشكلات بدءًا من الجراحات التجميلية، ومرورًا بالعناية بالأسنان ومشكلات التخاطب، وحتى الاستشارات النفسية اللازمة للطفل والدعم النفسي له وللأسرة. [1]

صورة رقم (1) تظهر بها فتاة مصابة بالشفة الأرنبية

كيف تحدث الشفة الأرنبية لطفلي؟ وما هي أسباب حدوث ذلك الاختلاف الشكلي؟

تتكون الشفة العليا للجنين بدايةً من الأسبوع الخامس داخل الرحم؛ من خلال التحام جزئين من النسيج أحدهما من الناحية الأنسية للأنف والآخر من جهة الفك العلوي. ينتج عن فشل هذا الالتحام ما يعرف بالشفة الأرنبية لدى حديثي الولادة، وقد تكون على جهة واحدة من الوجه، أو على كلتا الجهتين اليمنى واليسرى، وعادةً ما يُصاحب الشفة الأرنبية فشل في التحام عظام سقف الحلق والفك العلوي فينتج عن ذلك سقف حلق مشقوق مصاحبًا لها. [2] ربما يرتبط حدوث هذه الحالة بوجود العديد من العوامل البيئية والوراثية معًا، فعلى سبيل المثال قد يحمل الجنين أحد الجينات التي تجعله أكثر عرضةً لحدوث تلك الإصابة، لكن خطورة الموقف قد تزداد مع وجود بعض العوامل البيئية، كاستخدام بعض الأدوية أثناء الحمل دون استشارة الطبيب. [2]

هل يمكن تشخيص الشفة الأرنبية قبل الولادة؟

نعم؛ يمكن أن يتم ذلك من خلال الفحص الروتيني بالموجات فوق الصوتية (السونار) من قبل الطبيب المتخصص. [3]

ما هي المشاكل النفسية التي قد يعاني منها طفلي في المستقبل إذا لم يتم إدراك الموقف من البداية؟

تساهم العديد من العوامل المجتمعية كالمستوى الثقافي للمجتمع، ومدى تقبله للاختلافات الشكلية في تشكيل معاناة طفلك النفسية، ليس فقط طفل الشفة الأرنبية هو من يعاني وحده جراء تلك السلوكيات الغير مبررة، لكن أغلب الأطفال ذوي الاختلافات الشكلية وخاصةً تلك التي تحدث بالوجه والجمجمة يعانون نفسيًا بسبب تلك الأفعال الغير مسؤولة، كما تشير الأبحاث إلى أنَّ الأطفال ذوي الأشكال الجذابة تتلقى رعاية أفضل وتدليل أكثر عن أقرانهم ذوي الجاذبية الأقل. [4]

يلعب الوالدان والأسرة دورًا هامًا في صحة الطفل النفسية، لأن الطفل يتأثر كثيرًا بنظرة ذويه ومعاملتهم له، وقد تؤدي المعاملة الخاطئة للطفل إلى تفاقم الوضع وزيادة المعاناة من العديد من المشاكل النفسية كانعدام الثقة بالنفس وغيرها من المشاكل النفسية الأخرى. [4]

نشأت مؤخرًا بمصر حملة للدعم النفسي للأطفال ذوي الاختلافات الشكلية تحت عنوان (وجه مختلف مش مشوه)، يمكنك الحصول على الدعم النفسي لك ولطفلك أو تقديمه أيضًا من خلال الدخول على الهاشتاج التالي: #وجه_مختلف_مش_مشوه  من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك.

مم يتكون فريق الأطباء المختص بالتعامل مع طفلي؟ [5]

سيتعامل مع طفلك فريق من الأطباء متعددي التخصصات لضمان تحقيق الرعاية الكاملة للطفل، ويشمل الفريق:

  • جرﱠاح تجميل للوجه والفكين: يقوم بتقييم حالة طفلك لتحديد الجراحات التجميلية التي سيحتاج للخضوع لها.
  • طبيب أنف وأذن وحنجرة: لتقييم سمع طفلك و علاجه في حالة وجود أي مشكلة، وخاصةً إذا كانت الشفة الأرنبية مصحوبة بسقف حلق مشقوق.
  • جرﱠاح فم وأسنان: سيحتاجه طفلك وخاصةً إذا وُجدت مشكلات بالفك العلوي والأسنان.
  • طبيب أسنان: لتقييم حالة أسنان طفلك والعناية بها والمتابعة الدورية لها وإعادتها لمكانها الصحيح إذا وُجد بها أي مشاكل.
  • طبيب نفسي: لتقييم حالة الطفل النفسية وتقديم الدعم النفسي له وللأسرة.
  • أخصائي تخاطب.
  • أخصائي سمعيات.

خطة علاج طفلي؛ كيف ستسير؟ [5]

لا توجد خطة علاج محددة يمكن أن تنطبق على جميع الأطفال نظرًا للاختلافات الواضحة بين أغلب الحالات، فالمسؤول الرئيسي عن وضع خطة العلاج المناسبة لطفلك هو فريقه الطبي بعد تقييم حالته وتحديد الخطة الأنسب له، لكن يمكننا أن نمدك بنظرةً عامة لها:

  • الطفل حديث الولادة: يتم تشخيص الطفل وتحديد كافة الفحوصات اللازمة من أجل التأكد من عدم امتلاك المولود لأي مشكلات صحية أخرى وذلك بعد الولادة مباشرةً، كما سيقوم الطبيب المعالج بإعطائك كافة النصائح المتعلقة برعاية وتغذية طفلك بصورةٍ صحيحة.
  • عند سن ثلاثة أشهر: عادةً ما يتم إجراء جراحة تجميلية لإصلاح الشفة الأرنبية.
  • عند سن ستة أشهر: يتم إجراء أول تقييم تخاطب للطفل.
  • بعد تسعة أشهر: يبدأ إجراء علاج التخاطب للطفل طبقًا لحاجته له.
  • عند وصول المولود ل 9-12 شهر: إذا كان الطفل يمتلك سقف حلق مشقوق مصاحب للشفة الأرنبية يتم إجراء جراحة تجميلية لإصلاحه.
  • عند سن 1-7 سنوات: متابعة دورية لدى طبيب الأسنان لمتابعة حالة أسنان الطفل وعلاجها طبقًا للحاجة.

غالبًا ما يحتاج الطفل بعض اللمسات التجميلية الأخيرة للأنف ولإزالة ندبات جراحات تجميل الشفة السابقة، بالإضافة إلى متابعة نمو الوجه والفكين من قبل المتخصصين.

صورة رقم (2) يظهر فيه طفل مصاب بالشفة الأرنبية قبل وبعد إتمام الجراحة

ما هي النتيجة المتوقعة لطفلي؟

على الرغم من أن هذا الاختلاف الشكلي يتطلب العديد من العمليات الجراحية والتي قد تستمر لسنوات، خاصةً إذا كان الطفل يعاني من سقف حلق مشقوق مصاحب للشفة الأرنبية، لكن النتائج ممتازة للغاية، ولنيتبقى لديهم أي مشاكل بالكلام أو الأكل على الأغلب مع مرور الوقت.


صورة رقم (3)  بورتريه لطفلة تمتلك الشفة الأرنبية أو المشقوقة، من إعداد كاتبة المقال: مريم وسام.
كجزء من حملة التوعية بقبول الاختلافات الشكلية

#وجه_مختلف_مش_مشوه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إعداد المقال: مريم وسام

مراجعة: Mahmoud Ahmed

تدقيق: أمنية أحمد عبد العليم

#الباحثون_المصريون #طب #الحمل #صحة_الطفل  #وجه_مختلف_مش_مشوه

المصادر:

  1. Farronato, G., Cannalire, P., Martinelli, G., Tubertini, I., Giannini, L., Galbiati, G. and Maspero, C., 2014. Cleft lip and/or palate. Minerva stomatologica, 63(4), pp.111-126.
  2. Pediatric Cleft Lip and Palate: Background, Pathophysiology, Etiology. 2018 Feb 1 [cited 2018 Apr 7]; Available from: https://emedicine.medscape.com/article/995535-overview
  3. Prenatal ultrasonographic diagnosis of cleft lip with or without cleft palate; pitfalls and considerations. [Internet]. [cited 2018 Apr 7]. Available from: https://reference.medscape.com/medline/abstract/26322296
  4. De Sousa, A., Devare, S. and Ghanshani, J., 2009. Psychological issues in cleft lip and cleft palate. Journal of Indian Association of Pediatric Surgeons, 14(2), p.55.
  5. Pediatric Cleft Lip and Palate Treatment & Management: Approach Considerations, Medical Therapy, Surgical Therapy. 2018 Feb 1 [cited 2018 Apr 7]; Available from: https://emedicine.medscape.com/article/995535-treatment
شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي