(العالم بين ثنائيتين)

العالم_بين_ثنائيتين

(العالم بين ثنائيتين)

 

في يناير من هذا العام أعلنت كوريا الشمالية عن امتلاكها القنبلة الهيدروجينية، أكثر الأسلحة دمارًا وفتكًا بالعالم! ، لتدخل في الدول المعدودة على أصابع اليد الواحدة التي تمتلك هذا السلاح، الأمر الذي يضع العالم على حافة الهاوية.

تعرَّف معنا في هذا المقال على ماهية القنبلة الهيدروجينية، والفرق بينها وبين القنبلة الذرية.

– المعالجة:

تعتمد القنبلة الهيدروجينية  H-Bomb)) في معالجتها على الاندماج النووي (fusion reaction) حيث تتصادم نواتا الذرتان تصادمًا ناتجًا عن سرعة هائلة، لتنشأ نواة جديدة من نواتي الذرتين الأم.

في حين تعتمد القنبلة الذرية (A-Bomb) على الانشطار النووي (fusion reaction) حيث تنقسم نواة الذرة محررةً بذلك قدرًا هائلًا من الطاقة الناتجة عن الانقسام.

 

– آلية العمل:

يعتمد الاندماج النووي (fusion reaction) – القائم على أساسه عمل القنبلة الهيدروجينية – على وضع النواة الذرية (fusion bomb) – كمادة أولية للانفجار – في وعاء عاكس للإشعاع، به وقود محركٌ للاندماج (كالتريتيوم tritium والديتيريوم deuterium – النظائر المشعة للهيدروجين والمواد المحركة لعملية الاندماج).

تنفجر القنبلة بالانشطار مسببة التفاعل الأوَّلي ومحررة قدرًا من الطاقة يتسبب في انصهار وقود الاندماج  fuel) fusion)، ومن ثم تندمج نظائر الهيدروجين المشعة ببعضها،  مسببةً بذلك التفاعل الثانوي، والذي ينتج عنه سلسلة هائلة من التفاعلات النووية ذات الطاقة فوق الهائلة، وهذا يعني أن القنبلة الذرية تستخدم كبادئة للقنبلة الهيدروجينية.

في حين تعمل القنبلة الذرية حين تندمج المادة المنقسمة كاليورانيوم أو البلوتونيوم (Uranium or plutonium) مع الكتلة الانشطارية التي تُزيد من معدل التفاعل والتي يمكن تعريفها علي أنها الحد الأدنى من كتلة مادة معينة كافية لتحمل سلسلات متعاقبة من الانشطارات.

– العائد الانفجاري:

يقاس العائد الناتج من الانفجار النووي بالميجا طن، وفي كلتا الحالتين يعتمد العائد الانفجاري على قوة الانفجار، تسجيل الزلازل، وقوة الموجة التصادمية.

بلغ العائد الانفجاري الناتج عن القنبلتين الذريتين في هيروشيما وناجازاكي 15,000 و 20,000 كيلو طن من التي إن تي، في حين يبلغ العائد الانفجاري الناتج عن القنبلة الهيروجينية آلاف المرات العائد الانفجاري الناتج عن القنبلة الذرية (مابين 2000 إلي  5000 مرة).

– استخدامها أول مرة:

استخدمت القنبلة الذرية أول مرة على يد الولايات المتحدة في صحراء نيوميكسيكو جنوب لوس ألاموس، كان ذلك في السادس عشر من يوليو لعام 1945، وبلغت قوة الانفجار 20 كيلو طن.

استخدمت القنبلة الهيدروجينية لأول مرة في جزيرة بالمحيط الهادي تسمي إينيويتاك،  كان ذلك في الأول من نوفمبر لعام 1952، وبلغت قوة الانفجار ما بين 10 إلى 12 ميجا طن.

 

 

يذكر أنه فيما بين عامي 1945 و 1952 جرى ما يقارب الخمسين انفجارًا نوويًا تجريبيًا، الأمر الذي أزعج العالم كله آنذاك ودفع شخصيات عامة إلى التصدي لذلك الأمر، ولعل من أبرز هذه الشخصيات جوهر لال نهرو رئيس وزراء الهند آنذاك إلا أن الدعوات لم تلقَ ترحيبًا من الدول العظمى، لانشغالها بتفاصيل الحرب الباردة.

إلا أنه في الأول من يوليو لعام 1968 بدأ التوقيع على اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT)  تحت رعاية الأمم المتحدة، ودخلت حيز التنفيذ في عام 1970، وحتى الآن تم التوقيع على الاتفاقية من قبل 189 دولة في العالم، وكان من أول الموقعين دولتي أيرلندا وفنلندا، إلا أن هناك ثلاث دول تمتلك أسلحةً نووية ولم توقع على الاتفاقية، وهم: الهند وباكستان وكوريا الشمالية.

إعداد: Muhamed Youssef
مراجعة لغوية: Ghada Fathy
تحرير: ندى المليجي
المصادر:

http://sc.egyres.com/GUI6Z

http://sc.egyres.com/XQEwh

http://sc.egyres.com/0OFyL
http://sc.egyres.com/gixCm
http://sc.egyres.com/Sul97

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي