العثور على معبد وكنوز المدينة المصرية الغارقة

heraclion
||

اكتشف الغواصون القائمون على حفريات مدينة هيراكليون (وهي مدينة مصرية قديمة مازالت تحت الماء) مجموعة من القطع الأثرية بما فيها بقايا معبد ومجوهرات ذهبية وعملات فضية وقطعة مفقودة من قارب كان يُستخدم لأغراض احتفالية (كما ذكرت وزارة الآثار المصرية).

اكتشف الغواصون بقايا معبد في مدينة هيراكليون المصرية القديمة المغمورة بالمياه

كانت هيراكليون -التي سًميت على اسم هرقل الأسطوري حيث اعتقد الناس أنه زار المدينة بالفعل- مدينةً صاخبةً بالحياة ومزدحمة بالناس، فقد تم بناؤها في حوالي القرن الثامن ق.م على ساحل البحر الأبيض المتوسط وفي أحد معابدها تُوّجت الملكة كليوباترا كملكة على مصر، ومنذ نحو 1500 عام غمرت المياه المدينة.

منذ بداية اكتشاف المدينة من قِبل علماء الآثار عام 2000م؛ كشفت هيراكليون (المعروفة أيضًا بـ ثونيس) ببطء عن أسرارها الكامنة القديمة، وخلال عملية التنقيب التي استمرت حوالي شهرين عام 2000 سُرّ علماء الآثار بعثورهم على بقايا معبد كبير ذو أعمدة حجرية وبقايا معبد يوناني صغير تم اكتشافه على بُعد حوالي مترٍ واحدٍ تحت رواسب البحر (كما ذكرت الوزارة).

تكوّن فريق الآثار الخاص بالمدينة من علماء مصريين وأجانب برئاسة فرانك جوديو عالم الآثار المغمورة تحت الماء، وتم اكتشاف المدينة منذ حوالي 19 عامًا، وقد استخدم هذا الفريق أدوات مسح تقوم برصد صور القطع الأثرية الموجودة في قاع البحر وما دُفن تحتها، كما كشفت أدوات المسح هذه عن جزء من قارب يحتمل أنه كبير وله استخدام خاص، والجدير بالذكر أن الفريق قام باكتشاف حوالي 75 قاربًا لم تكن جميعها كاملة الهيئة، وحسب بيان وزارة الآثار المصرية أن الجزء المكتشَف من القارب سابِق الذكر هو جزء من القارب رقم (61) الذي كان يتم استخدامه لأغراض احتفالية لأهل المدينة، ولم يكن هذا القارب صغير الحجم، فبعد نجاح فريق البعثة الأثرية في جمع كل أجزاء القارب بلغ طوله حوالي 13 مترًا وبلغ عرضه حوالي 5 أمتار.

وبجانب هذه الاكتشافات عُثِرَ على سفينة تحمل كنوزًا صغيرة، عبارة عن عملات معدنية من البرونز والذهب وبعض المجوهرات، ويعود تاريخ هذه النقود التي عُثر عليها في هيراكليون إلى عهد الملك البطلمي بطليموس الثاني (283- 246ق.م) كما تم اكتشاف بعض أواني الفخار التي يعود زمنها إلى القرنين الثالث والرابع ق.م.

واحدة من العملات المعدنية التي عثر عليها أثناء التنقيب تحت الماء

وخلال أعمالهم في حفريات هيراكليون؛ عَثر علماء الآثار على بقايا مدينة أخرى كانت تقع مثلها مثل هيراكليون في خليج أبو قير بالإسكندرية وهي مدينة كانوبوس، حيث عثر علماء الآثار على بقايا مجمع مباني قديم في جنوب المدينة تبلغ مساحته تقريبًا كيلومتر واحد.

حَوَت كانوبوس أيضًا الكثير من الكنوز الأخرى مثل ميناء قديم وبعض العملات المعدنية التي تعود إلى العصور البطلمية والبيزنطية وتم العثور بها على خواتم وأقراط ترجع للعصر البطلمي، وتشير كل هذه التحف إلى أن مدينتي هيراكليون وكانوبوس كانتا مدينتين صاخبتين ومزدحمتين بالناس خلال القرن الرابع ق.م وحتى بداية العصر الإسلامي.

المصدر

إعداد: عمر بكر محمد
تدقيق لغوي: هاجر زكريا
تحرير: نسمة محمود

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي