قامت مجموعة من الباحثين من جامعة (هلسنكي) وجامعة (ادنبره) للمرة الأولى بإيجاد المادة الوراثية للفيروسات البشرية من عظام بشرية قديمة. نُشر هذا في مجلة (Scientific Reports)، حيث حللت الدراسة هياكل من بقايا ضحايا ساحات القتال في (كاريليا) في الحرب العالمية الثانية.
تبقى الفيروسات بعد الإصابة بالعدوى في الأنسجة والحمض النووي الخاص بها، مما يمكن تحليلها حتى بعد مرور عقود من الزمن عليها. وعلى الرغم من أن المادة الوراثية وُجدت في أعضاء كثيرة إلا أن الباحثين أظهروا أن الحمض النووي الفيروسي موجود في العظام أيضًا.
يقول (كلاوس هيدمان)، البروفيسور في علم الفيروسات الإكلينيكية: »تعتبر الأنسجة البشرية بمثابة أرشيف طويل المدى حيث يقوم بتخزين البصمة الخاصة بالفيروسات التي واجهها الأشخاص خلال حياتهم».
يحمل هذا الاكتشاف تضمينات مهمة حيث تميل العظام لأن تكون محفوظة بعد الموت، مما يفتح الباب لدراسة الفيروسات التي سببت الإصابة بالعدوى والأمراض في الماضي. أظهر الباحثون في منشور بمجلة (Scientific Reports) أن هذا حقًا هو الحالة التي وثقوها في الحمض النووي لفيروس (البارفو- parvovirus) والذي وُجد في عظام ضحايا الحرب الفنلندية الثانية حيث بقوا معرضين لظروف مناخية متنوعة في الأراضي الروسية حاليًا والفنلندية سابقًا حتى أعيدوا منذ سنوات قريبة إلى وطنهم. تضمنت الدراسة عينات من عظام 106 شخصًا متوفيًا، وتم اكتشاف الحمض النووي الفيروسي في نصفهم تقريبًا.
يوضح العلماء أنه بوضع خريطة للجينات الفيروسية وتحليلها في العينات البشرية القديمة، فإنه بإمكاننا تعميق فهمنا للطريقة التي تتطور بها الفيروسات وتنتشر. وبالإمكان مقارنة النتائج مع تلك الموجودة في الفيروسات المعاصرة وضراوتها، مما يحسن من قدرتنا على منع الإصابة بهذه الأمراض المعدية والقضاء عليها.
بصمة فريدة للحمض النووي:
احتوت عظام اثنين من الضحايا على حمض نووي من نوع فيروس (البارفو)، والذي لم ينتشر مطلقًا في بلاد الشمال الأوروبي. بالنظر معًا لهذه المعلومات ولملفات الحمض النووي البشرية لهؤلاء الأفراد اقتُرِحَ أن هؤلاء الضباط من المرجح أن يكونوا ضمن الجيش الأحمر -الجيش الخاص بالاتحاد السوفيتي السابق-.
يقول (أنتي ساجانتيلا)، بروفيسور الطب الشرعي الوراثي: »دمجٌ كهذا بين الحمض النووي البشري والحمض الفيروسي يستطيع مساعدتنا على التعرف على الموتى حديثًا، حيث قد نصنع منه أداة جديدة للكشف في الطب الشرعي أو التحقيقات المرتبطة بمعرفة أصل السلالات، وتحديد كيف كان البشر القدامى يهاجرون ويجوبون حول العالم».
عزم علماء الفيروسات والطب الشرعي من جامعة (هلسنكي) على اكتشاف الفيروسات التي كانت موجودة منذ قرون مضت أو حتى منذ آلاف السنين، والتي أدت إلى حدوث الأوبئة القديمة.
يضيف البروفيسور: »سيكون رائعًا أن نكتشف أي نوع من الفيروسات كان منتشرًا في أوروبا في القرون الوسطى، أو أن نكتشف كيف اختلفت الفيروسات التي تواجدت بين سكان أمريكا الجنوبية قبل وصول الأوروبيين للقارة».
______
ترجمة: Basant Gamal
مراجعة: Sherif M.Qamar
تصميم: Omnea Abd El-Aleem
المصدر: http://sc.egyres.com/QkKVm
#الباحثون_المصريون