الحلقة الرابعة: الماريجوانا

Ep-4

الماريجوانا|||

بعد الحرب الأهلية المَكسكية في مطلع القرن العشرين، هاجر حوالي 890,000 مواطن مكسيكي إلى الولايات المتحدة الامريكية. بعض هؤلاء الاشخاص كانوا يُدخِّنون أوراق نبتة القِنَّب؛ فانتقلت هذة العادة إلى المواطنين الأمريكيين البيض، على الرغم من أن نبات القنب كان يتواجد في أمريكا ويدخل فى بعض الصناعات الدوائية، ولكن لم يكن منتشر تدخين القنب إلا بعد دخول المواطنين المكسيكيين إلى أمريكا، ومع دخول فترة الكساد في ثلاثينيات القرن العشرين حظرت الولايات المتحدة تدخين أوراق القنب وفرضت ضريبة على بيعه أو زراعته، وانتشرت كلمة الماريجوانا في الحملات الإعلانية ضد نبات القنب.[1]

هنا يجب التعريف بنبات القنب الهندي:

الماريجوانا
القنب الهندي

هو نبات ورقي ينمو في مَناخ خريفي معتدل، عند اكتمال نمو النبات؛ ينتِج أزهارًا، هذه الأزهار هي التي ُستخدم في صناعة المخدرات والماريجوانا (البانجو) والحشيش، كلاهما من نِتاج هذه النبتة، فالماريجوانا هو أوراق وأزهار تلك النبتة بعد التجفيف، أما الحشيش فهو سائل زيتي يتكون على سيقان النبتة على شكل كريستالات فيُجمَّع ويجفف فيصبح حشيش.

ما هو الماريجوانا

هو الأوراق المجففة والأزهار والسيقان والبذور من نبات القنب او (البانجو كما يسمى في مصر). يصنف على أنه مادة مخدرة في بعض الدول وبعض الدول تضع شروط لاستخدامه بسبب إمكانية استخدامه لأغراض طبيه. في عام 2015، كان أكثر من 11 مليون شاب تتراوح أعمارهم من 18 إلى 25 عام يستخدمونه في العام الماضي. يدخنه الناس في السجائر الملفوفة يدويًا أو يوضع على الأرجيلة (الشيشة).

الماريجوانا
سجائر الماريجوانا

تنتِج نبتة القنب مجموعة من المواد الكيميائية تسمى (الكانابينويد-cannabinoid)، وبصفة رئيسية، المادة الفعالة في الماريجوانا وكل منتجات القنب هي (رباعي هيدرو كانابينول-tetrahydrocannabinol) وتُعرف -اختصارًا- بـ(THC)

عندما يدخنه الشخص؛ تمر الـ(THC) بسرعة من الرئتين إلى مجرى الدم؛ يحمل الدم المادة الكيميائية إلى الدماغ والأعضاء الأخرى في جميع أنحاء الجسم، ويمتص الجسم الـ(THC).

يعمل الـ(THC) على مستقبلات عصبية في خلايا الدماغ تتفاعل عادة مع مواد كيميائية طبيعية مشابهة للـ(THC). تؤثر هذة المواد على نمو الدماغ ووظيفته.

الماريجوانا يحفز عمل أجزاء الدماغ التي تحتوي على هذه المستقبلات. هذا يسبب حالة المزاج العالية التى يشعر بها الأشخاص عند تعاطي المخدرات فما يحدث على سبيل المثال:

  • رؤية الألوان أكثر إشراقًا، وصعوبة التذكر، وضعف القدرة على التفكير وحل المشكلات.[2]

تأثير الماريجوانا على المراهقين

يُضعِف التفكير والذاكرة ووظائف التعلم ويؤثر على كيفية بناء الدماغ للوصلات العصبية بين المناطق الضرورية لهذه الوظائف.

على سبيل المثال، أظهرت دراسة من نيوزيلندا أجراها باحثون في جامعة (ديوك) أن الأشخاص الذين بدؤوا تدخين الماريجوانا بكثافة في سن المراهقة؛ فقدوا ما يعادل 8 نقاط حاصل الذكاء بين 13 و 38 عامًا. لم تعود القدرات بشكل كامل إلى أولئك الذين تركوه عندما أصبحوا بالغين. كما أظهرت الدراسة عدم تأثر معدل الذكاء عند البالغين في حالة تعاطيه.[3]

الماريجوانا
تأثير الماريجوانا على المراهقين

المشاكل الصحية لـ الماريجوانا

  1. مشاكل في التنفس: يهيج دخان الماريجوانا الرئتين، وكثيرًا ما يعاني الأشخاص الذين يدخنونه من نفس مشاكل التنفس مثل أولئك الذين يدخنون السجائر. وتشمل المشاكل اليومية مثل السعال والبلغم وأمراض الرئة، ولكن بصورة أكثر تكرارًا، لم يجد الباحثون حتى الآن أن تدخينه يرفع من احتمالية الإصابة بسرطان الرئة.[4]
  2. زيادة معدل ضربات القلب. الماريجوانا ترفع معدل ضربات القلب لمدة تصل إلى 3 ساعات بعد التدخين. هذا التأثير قد يزيد من فرصة الإصابة بالسكتة القلبية. قد يكون كبار السن والذين يعانون من مشاكل في القلب أكثر عرضة للخطر.
  3. إذا كانت الأم تتعاطاه؛ فإنه يؤثر على نمو دماغ الجنين كما أن بعد الولادة يؤثر على الحالة الذهنية للرضيع والذاكرة أيضًا. أما إذا كانت الأم مُرضِعة وتتعاطى ماريجوانا؛ فإن كمية من مادة الـ(THC) تتواجد في حليب الأم فتؤثر على دماغ الطفل النامي.

وقد ارتبط استخدام الماريجوانا على المدى الطويل بالمرض العقلي لدى بعض الأشخاص، مثل:

  • الهلوسة المؤقتة
  • والبارانويا المؤقتة
  • وتفاقم الأعراض عند مرضى الفصام

كما تم ربط استخدامه بمشاكل صحية نفسية أخرى، مثل:

  • الاكتئاب
  • والقلق
  • الأفكار الانتحارية بين المراهقين

الماريجوانا كدواء

استخدم نبات الماريجوانا بأكمله -أو غير المستخلص أو المستخلصات الأساسية- لعلاج بعض الأمراض وغيرها من الحالات. لم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على نبات الماريجوانا كدواء. تطلب إدارة الغذاء والدواء (FDA) إجراء دراسات دقيقة (تجارب سريرية) من مئات إلى آلاف الأشخاص لتحديد فوائد ومخاطر دواء محتمل. حتى الآن، لم يجرِ الباحثون تجارب إكلينيكية على نطاق واسع تُظهر أن فوائد نبات الماريجوانا أكثر من الأضرار المتسبب بها.

كما ذكرنا سابقًا، فإن المواد الكيميائية الفعالة في الماريجوانا هي الـ(THC) بالإضافة إلى الـ(CBD)، ولكن النبتة تحتوي على أكثر من 100 مادة آخرى من الكابنويلات. أما المسؤول الأساسي عن الآثار المخدرة للماريجوانا هو الـ(THC)، أما الـ(CBD)، فإن له نتائج مختلفة تمامًا مثل الحد من الألم والالتهابات، والسيطرة على نوبات الصرع، وربما حتى علاج الأمراض العقلية والإدمان. وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على نوعين من الأدوية التي تحتوى على الـ(CBD) ويُستخدمان في علاج نوبات الصراع عند الأطفال.[2]

أظهرت دراسات أجريت مؤخرًا على الحيوانات أن مستخلصات الماريجوانا قد تساعد في قتل خلايا سرطانية معينة وتقليل حجم الخلايا الأخرى.

يجري العلماء أيضًا تجارب قبل السريرية والسريرية باستخدام الماريجوانا ومستخلصاتها لعلاج أعراض المرض وغيرها من الحالات، مثل الأمراض التي تؤثر على الجهاز المناعي، بما في ذلك:

  • فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)
  • التصلب المتعدد (MS)، والذي يسبب فقدان تدريجي للسيطرة على العضلات

تقنين الماريجوانا

هل تعلم أن روسيا أتاحت للمشعجين في كأس العالم استخدام الماريجوانا والدخول به إلى الأراضي الروسية.

استخدام الماريجوانا الطبية قانوني حاليًا في 20 ولاية أمريكية وفي مقاطعة (كولومبيا). في تلك الولايات القضائية، يجب على الأشخاص الذين أوصيت لهم بالماريجوانا الطبية على وجه التحديد من قبل الطبيب أن يحملوا بطاقة الماريجوانا الطبية التي تشير إلى استخدامهم للمادة لغرض طبي واضح.

وتبقى المحاولات الشرعية الكاملة لاستخدامه -سواء لأغراض طبية أم لا- موضع خلاف قوي في معظم الولايات القضائية.

تظهر العديد من الدراسات البحثية أن الماريجوانا هي بالفعل مادة مسببة للإدمان. تتشابه أعراض إدمانها مع أعراض أي مادة إدمانية أخرى.[6]

تتشابه أعراض انسحابها مع أعراض الأدوية الأخرى وتشمل التهيج، والغضب، والاكتئاب، والأرق، وتعاطي المخدرات، وانخفاض الشهية.

الآثار السلبية الجسدية والنفسية والاجتماعية للماريجوانا عديدة.

في حين يتم التعامل مع معظم الأفراد الذين يعانون من سوء استخدام الماريجوانا أو الاعتماد على العيادة الخارجية، وقد زاد القبول في كل من برامج العلاج للمرضى الخارجيين والمرضى الداخليين لإدمان الماريجوانا على مر السنين.

وقد ثبت أن العلاجات السلوكية والأسرية فعالة في تعاطي الماريجوانا والإدمان.

المصادر

  1. The Origin & History of the Word “Marijuana” [Internet]. Leafly. 2014 [cited 2018 Aug 4]. Available from: https://www.leafly.com/news/cannabis-101/where-did-the-word-marijuana-come-from-anyway-01fb
  2. Abuse NI on D. Marijuana [Internet]. [cited 2018 Aug 4]. Available from: https://www.drugabuse.gov/publications/drugfacts/marijuana
  3. Meier MH, Caspi A, Ambler A, et al. Persistent cannabis users show neuropsychological
  4. decline from childhood to midlife.Proc Natl Acad Sci U S A.2012;109(40):E2657-E2664. doi:10.1073/pnas.1206820109.
  5. National Academies of Sciences, Engineering, and Medicine.The Health Effects of Cannabis and Cannabinoids: Current State of Evidence and Recommendations for Research.Washington, DC: The National Academies Press; 2017
  6. Marijuana: Facts on the Drug and Its Effects on the Brain [Internet]. MedicineNet. [cited 2018 Aug 4]. Available from: https://www.medicinenet.com/marijuana/article.htm

إعداد: عبد العزيز محمد
مراجعة علمية: ولاء شعبان
تدقيق لغوي: أميرة إسماعيل
تصميم: مؤمن هشام
تحرير: زياد الشامي

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي