المبيدات وتأثيرها على الكائنات الحية

مبيدات

المبيدات وتأثيرها على الكائنات الحية

تُعتبر المبيدات من أكثرِ الموادِ الكيميائيِّةِ انتشارًا واستخدامًا في بيئتنا في يومنا الحالي. يتوالى على مسامعنا أن هذهِ المادة قد تُشكِّل خطرًا على الإنسان وعلى البيئة، وقد تُشكِّل خطرًا على النباتات التي تتعرَّض لها بشكلٍ مُباشر. لذلك، لكي نتعرف على مخاطر هذه المادة، وحقيقةِ تأثيرها على الكائناتِ الحية؛ يجب أن نتعرَّف أولًا على المادة نفسها، ومن ثم نستكشِف هذه الأمور معًا.
المبيدات هي مواد كيميائية تقتُل الآفات، وتتصنف على حسب أنواع الآفات التي تقتلها. على سبيل المثال، المبيدات الحشرية تُستخدَم لقتلِ الحشرات، ومبيدات الأعشاب تُستخدم لقتلِ الأعشاب الضارة، ومبيدات البيكتريا لقتل البيكتريا.
90% تقريبًا من المبيدات المستخدمة في العالم، تُستخدَم في مجال الزراعة، وتخزين الطعام، والشحن.

1- أصناف المبيدات:

بالرغم من أن استخدام المبيدات ليس أمرًا جديدًا، إلَّا أنَّ أنواع المواد التي يستخدمها الناس تتغير بمرور الوقت. أوائل المبيدات المستخدمة كانت المواد غير العضوية مثل الكبريت، والزئبق، والرصاص، والزرنيخ، والرماد. بعض هذه المواد غير العضوية لا يزال يُستخدم حتى يومنا هذا. على سبيل المثال، الكبريت لا يزال يُستخدم كمبيدٍ للفطريات، والنحاس يُستخدم كمبيدٍ للطحالب، الرصاص والزرنيخ يُستخدمان كمبيدٍ للحشرات حتى الحرب العالمية الثانية، والكروم والنحاس والزرنيخ اُسْتخدموا كموادٍ حافظةٍ للخشب لكي تمنع الكائنات الدقيقة من أن تتسبب في تآكل الخشب واضمحلاله. بالرغم من أن استخدام هذه المبيدات لأغراضٍ هامة، إلَّا أنَّه تم حظره لما يُسبِّبه من أضرارٍ على الصحة وعلى البيئة. الرصاص والزرنيخ لا يزال استخدامهم قائمًا كمبيداتٍ حشرية، أما الزئبق فقد تم حظر استخدامه، ووكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة تتخلَّص تدريجيًا من استخدام الزرنيخ كمادةٍ حافظةٍ للأخشاب.
لنلقي نظرةً إجمالية على الخطر الذي تُشكِّلُه هذه المبيدات، وبعدها نُسلِّط الضوءَ أكثر على تأثيرها على الإنسان بالأخص.

– التسمم الحاد:

التعرُّض القصير لبعض المبيدات قد يؤدي إلى قتل أو إصابة الكائنات الحية. أمثلة التسمم الحاد للكائنات الحية تشمل قتل الأسماك الذي يحدث بسبب بقايا المبيدات المحمولة إلى البِرَك والجداول والأنهار، أو عن طريق المياه الجارية السطحية، أو انجراف الرش، وموت الطيور الناجم عن تناولها للنباتات المرشوشة بالمبيدات، أو عن طريق تناولها للحبوب المعالجة بالمبيدات الحشرية. هذه الأنواع من حالات التسمم يُمكن إثباتها عمومًا عن طريق تحليل أنسجة الحيوانات المصابة، للاشتباه في المبيد، أو عن طريق التحقيق في الآثار المترتبة على العمليات الكيميائية الحيوية.

– التسمم الثانوي:

المبيدات الحشرية قد تُؤثِّر على الحياة البرية من خلال التسمم الثانوي عندما يستهلك الحيوان أنواع الفرائس التي تحتوي على بقايا المبيدات. من أمثلة التسمم الثانوي، إصابة الطيور الجارحة عن طريق تناولها لحيوانٍ ميت جرَّاء تعرضه الحاد للمبيد.

– تأثيرات غير مباشرة:

قد تُؤثِّر المبيدات على الحياةِ البرية بطُرقٍ أخرى غير الطُرقِ المباشرة أو التسمُّم الثانوي. تؤثر المبيدات على الحياة البرية بشكلٍ غيرِ مُباشرٍ عندما يتم تعديل مصادر الغذاء. على سبيل المثال، مبيدات الأعشاب قد تقلل من الطعام، وأماكن التعشيش التي يحتاجها الطيور والحشرات للسكن. كما أن المبيدات الحشرية يُمكنها تقليص كمية الحشرات التي تتغذى عليها الطيور أو أنواع من الأسماك؛ وربما يتم تخفيض المُلقحات الحشرية مما يؤثر على تلقيح النبات.

2- التأثير المباشر على الإنسان:

التعرض للمبيدات ربما يُسبِّب مدًى كبيرًا من الآثارِ العصبية على الصحة مثل فقدان الذاكرة، وتقليل سرعة الاستجابة إلى المحفزات، وتقليل القدرة البصرية، وعدم القدرة على التحكم في المزاج أو السلوك العام، وتقليل المهارات الحركية. هذه العادات غالبًا ما تكون غيرَ ملحوظةٍ على الإطلاق، وربما لا يُعتَرَف بها من قِبل المجتمع الطبي. وتشمل الآثار الصحية المحتملة الأخرى: الربو، والحساسية، والحساسية المفرطة. وقد يرتبط التعرض للمبيدات الحشرية أيضًا بمرض السرطان، والخلل الهرموني، ومشاكل التكاثر ونمو الجنين.
مخلفات المبيدات هي المواد التي تبقى على النباتات والمواد الغذائية عندما تتعالج المحاصيل من الآفات. تُحدِّد الحكومة الأمريكية مستوًى آمنًا من المخلفات، يُسمَّى بالمستوى الأقصى أو المسموح للمخلفات، لكل السلع الغذائية. ومع ذلك، فإن وجود بقايا المبيدات في الأطعمة أمرٌ يشغل الرأي العام. كان هناك أيضًا قلقٌ حول وجود مخلفات المبيدات في الماء والهواء والتربة. واستجابةً لهذا القلق، وافق مجلس النواب الأمريكي على قانون حماية جودة الأطعمة في عام 1996، مما كان له تأثير على معايير السلامة لمبيدات الآفات.

إعداد وتصميم: Amira Esmail
مراجعة علمية:Esraa Adel
مراجعة لغوية: Mohamed Sayed Elgohary

المصادر:
1- http://sc.egyres.com/eNH8B
2- http://sc.egyres.com/jNsf5
3- http://sc.egyres.com/bHsk5
#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي