المضادات الحيوية أو كما تعرف أيضًا -المضادات البكتيرية- هي أنواع من الأدوية التي تدمر أو تبطئ من نمو البكتيريا، وتستخدم المضادات الحيوية لعلاج العدوى التي تسببها البكتيريا (والتي هي عبارة عن كائنات ميكروسكوبية لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة) ويصيب بعضها بالأمراض مثل: الزُهَري والدَرَن والسالمونيللا وبعض أنواع الالتهاب السحائي سببها بكتيري، وهناك بعض الأنواع من البكتيريا غير مؤذية في حين أن هناك أنواع أخرى نافعة.
ما هي المضادات الحيوية؟
تقول مكتبة الولايات المتحدة الأمريكية القومية للطب أن المضادات الحيوية هي أدوية قوية تحارب العدوى البكتيرية، باستطاعتها إنقاذ الحيوات عندما تستخدم بصورة صحيحة. توقف المضادات الحيوية تكاثر البكتيريا أو تقتلها، ومن هنا تستطيع دفاعات جسدك الطبيعية تولي القيادة. قبل أن تستطيع البكتيريا التعدد وإحداث أعراض، يستطيع الجهاز المناعي للجسم عادةً تدميرها، فلدينا خلايا دم بيضاء خاصة تهاجم البكتيريا الضارة، وحتى لو ظهرت الأعراض؛ فباستطاعة جهاز مناعتنا محاربة العدوى والتغلب عليها. وبالرغم من هذا؛ فهناك بعض المناسبات التي تكون فيها أعداد البكتيريا كبيرة، فتلزم بعض المساعدة من المضادات الحيوية.
كان البنسلين أول مضاد حيوي، ومن الأمثلة على المضادات الحيوية التي تنتمي لطائفة البنسلين: الأمبيسلين والأموكسيسيللين والبِنزَايْلبنسلين والتي تستخدم بصورة واسعة حاليًا لعلاج أنواع عديدة من العدوى، وهذه المضادات الحيوية موجودة منذ فترة كبيرة، وهناك العديد من الأنواع المختلفة من المضادات الحيوية الحديثة والتي تتاح فقط عند وصفها من قِبَل الطبيب في معظم البلدان.
الإفراط في استخدام المضادات الحيوية
هناك تخوف عالمي من أن المضادات الحيوية أصبحت تستخدم بصورة مفرطة، فالإفراط في استخدام المضادات الحيوية أحد العوامل التي تساهم في ازدياد الأمراض البكتيرية المُعدية التي تكتسب مقاومة للأدوية المضادة للبكتيريا. فوفقًا لمراكز الولايات المتحدة للوقاية ومكافحة الأمراض؛ فإن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية في الولايات المتحدة الأمريكية من قِبَل المرضى الخارجيين هو مشكلة في الجنوب الشرقي. ويقول المركز الأوروبي للوقاية ومكافحة الأمراض أن مقاومة المضادات الحيوية تستمر لتشكل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة في العالم. وفي بيان نشر في التاسع عشر من نوفمبر عام (2012) أعلن المركز الأوروبي للوقاية ومكافحة العدوى أن ما يقدر بحوالي (25000) شخص يموتون كل عام في الاتحاد الأوروبي بسبب العدوى البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية.
وأظهرت بيانات جديدة تابعة للمركز الأوروبي للوقاية ومكافحة العدوى أن زيادة كبيرة قد حدثت على مدار الأربع سنوات الماضية في المقاومة المزدوجة لأنواع عديدة من المضادات الحيوية في بكتيريا الإي كولاي والكليبسيللا نيومونيا في أكثر من ثلث أمم الاتحاد الأوروبي ودوّل المنطقة الإقتصادية الأوروبية، وأن استهلاك الكاربابِنِمز (طائفة رئيسية في الصف الأخير من المضادات الحيوية) قد ازداد زيادة ملحوظة من عام (2007) وحتى عام (2010).
مقاومة المضادات الحيوية
كيف أصبحت تهديدًا عالميًا للصحة العامة؟ ثم هناك خطر أن يعرِّض الشخص الجاهل نفسه إلى جرعات مفرطة بسهولة، معرضًا بذلك الميكروبات إلى كميات غير قاتلة من الدواء، مكسبًا إياها مقاومة؛ هكذا قال أليكساندر فليمنج عندما تحدث في خطابه الذي ألقاه أثناء استلام جائزة نوبل عام (1945)، وكما تنبأ الرجل الذي اكتشف المضاد الحيوي منذ سبعين عامًا مضت، فلقد حلت علينا المقاومة الدوائية.
كيف تعمل المضادات الحيوية؟
بالرغم من أن هناك العديد من الأنواع المختلفة من المضادات الحيوية؛ إلا أنها جميعًا تعمل بإحدى الطريقتين:
قاتل للبكتيريا (كالبنسلين): يتداخل عادة مع المعلومات الموجودة على الجدار الخلوي للبكتيريا أو مع محتويات الخلية.
مثبط للبكتيريا: يوقف انقسام وتكاثر البكتيريا.
لِمَ تُستخدم المضادات الحيوية؟
يُعطى المضاد الحيوي لعلاج عدوى سببها البكتيريا، كما تستهدف المضادات الحيوية الكائنات الدقيقة كالبكتيريا والفطريات والطفيليات، وبالرغم من هذا فإنها غير فعالة ضد الفيروسات.
فإذا كنت مصابًا بعدوى ما، فمن الأفضل أن تعرف ما إذا كان السبب بكتيريا أو فيروسًا. معظم التهابات القناة التنفسية العلوية، مثل البرد والتهاب الحلق سببها عامة الفيروسات -والمضادات الحيوية لا تعمل ضد الفيروسات.
إذا استخدمت المضادات الحيوية بصورة مفرطة أو خاطئة فهناك مخاطرة في أن تصبح البكتيريا مقاومة للدواء ويصبح المضاد الحيوي أقل فعالية ضد هذا النوع من البكتيريا. ويمكن استخدام مضاد حيوي واسع المدى لعلاج مدى واسع من مسببات العدوى، أما المضادات الحيوية ذات المدى الضيق فهي فعالة ضد أنواع قليلة من البكتيريا فقط، وهناك أيضًا مضادات حيوية تهاجم البكتيريا الهوائية في حين أن هناك أنواعًا أخرى تعمل ضد البكتيريا اللاهوائية، حيث تحتاج البكتيريا الهوائية إلى الأكسجين بينما لا تحتاج الأخرى إليه. كما قد تُعطى المضادات الحيوية سلفًا؛ لمنع الإصابة بالعدوى، مثل أن يُعطى قبل الجراحات، وهذا يسمى (الاستخدام الوقائي للمضادات الحيوية) ومن الشائع استخدامه قبل جراحات الأمعاء والعظام.
ما هي الأعراض الجانبية للمضادات الحيوية؟
– الإسهال: وجد باحثون في كلية الطب بجامعة ستانفورد أن هناك ارتفاعًا في السكريات في المعدة تلي العلاج بالمضادات الحيوية، مما أعطى البكتيريا الضارة فرصة لإحداث العدوى، حيث تزدهر البكتيريا الضارة في وجود السكر.
– الشعور بالرغبة في القيء.
– التهابات فطرية بالفم والقناة الهضمية والمهبل.
وفيما يلي قائمة بالأعراض الجانبية نادرة الحدوث:
– تكوين حصى الكلى (عند تناول السالفونامَيد).
– تخثر الدم بصورة غير طبيعية (عند تناول بعض أنواع السيفالوسبورن).
– حساسية ضد الشمس (عند تناول التيتراسيكلين).
– أمراض الدم (عند تناول الترايمثومبريم).
– صمم (عند تناول الريثروميسين والأمينوجليكوسايد).
وقد يختبر بعض المرضى وبالذات المسنين التهاب الأمعاء (نوع من بكتيريا التهاب القولون) والذي قد يؤدي إلى إسهال شديد، وبالأخص عند استخدام الكلينداميسين وهو مضاد حيوي يستخدم في علاج معظم الإصابات الخطيرة، وبالرغم من ندرة حدوث هذا العرض مع البنسلين ومشتقاته والسيفالوسبورن والإريثرومايسين إلا أنها قد تسببه أيضًا.
هذا ووجد علماء من كلية الطب بجامعة نيويورك في أغسطس (2012) أن الأطفال الذين يعرَّضون للمضادات الحيوية لديهم مخاطر أكبر للإصابة بالبدانة المفرطة أو السمنة. وقد نشرت هذه الدراسة في الجورنال الدولي للسمنة.
ترجمة وتصميم: Zeinab Badawy
مراجعة: Matalgah Hamzeh
المصدر: من هنا
#الباحثون_المصريون