الميكرويف بين الحقيقة والادعاء!

A_120916todmicrowave1-1

|||||الميكرويف|

ثم قالت: «يا ماما الميكرويف لازم في أدوات المطبخ، كل البنات دلوقتي بيجيبوه». ردت الأم في لهجة واثقة: «ميكرويف إيه يابنتي ده بيجيب سرطان»
لحظة من فضلك! هل أنتِ على كل هذا القدر من الثقة؟ هل الميكرويف سبب للسرطان حقًا؟ تابعي السطور القادمة وسنترك لكِ قرار شرائه أم لا.

ما هو الميكرويف؟

بمجرد سماعك كلمة ميكرويف -على الفور- يأتي في مخيلتك هذا الجهاز المعجزة ذو الكتلة المستطيلة الذي يُخرج طعامًا طازجًا دائمًا! (هذا إن لم تكن طالب فيزياء حينها سيكون الأمر مختلف تمامًا).
الميكرويف (Microwave) هو نوع من أنواع الإشعاع أو الطاقة الكهرومغناطيسية، تقع في المنطقة الضوئية بين موجات الراديو والأشعة تحت الحمراء. فهي أقصر من موجات الراديو وأطول من الأشعة تحت الحمراء. يعتبر الضوء المرئي والميكرويف وترددات الراديو من أشكال الإشعاع غير المؤين (Non-ionizing radiation) والذي لا يملك الطاقة الكافية ليخرج أو يثير إلكترون من الذرة مثلما تفعل أشعة إكس (X-ray) والتي تعتبر من الأشعة الضارة لأنها تغير من تركيب المواد العضوية في جسم الإنسان.

كيف يستخدم الميكرويف في طهي الطعام أو تسخينه؟

الميكرويف

اشتهر الميكرويف بنظرية الطهي من الداخل للخارج (Cook from inside-out) وهذا ما يُميزه عن غيره من الأفران التقليدية. ولكن كيف يقوم بذلك؟ بمعرفة خصائص هذه الموجات يمكننا معرفة آلية عملها، فمن خصائصها:
1- تُمتص بواسطة الماء والمواد العضوية مثل السكر والدهون.
2- يمكنها العبور من خلال (السيراميك – الزجاج – البلاستيك – الأوراق) بدون إكسابها طاقة حرارية.
3- تعبر أشعة ميكرويف مسافة من 1 إلى 2 سنتيمتر فقط بداخل الطعام السميك، ويتم طهي باقي الأجزاء بالتوصيل الحراري.

هذه النقاط البسيطة تُلخص لك آلية عمل الميكرويف، تبدأ الرحلة بمجرد ضغطك على زر ابدأ أو (Start).
– تنتقل طاقة أشعة ميكرويف إلى الماء المتواجد في الطعام بشكل أسرع من أي مكون آخر.
– يتكون الماء (H2O) من قطبين، أحدهم موجب والآخر سالب.
– يحاول القطب الموجب المتكون من ذرات الهيدروجين أن يسير بمحازاة أشعة ميكرويف.
– يحاول القطب السالب المتكون من ذرة الأكسجين السير في الإتجاه المعاكس.
– يُعكس المجال المتواجد به ذرات الماء وأشعة الميكرويف حوالي 2.5 بليون مرة في الثانية الواحدة!
– نتيجة الإنعكاس السريع في الإتجاهات، تقوم ذرات الماء بالتحرك بشكل سريع جدًا مكونة احتكاك قوي بين بعضها البعض مما يؤدي لتكون طاقة حرارية هائلة وتسمى هذه النظرية بالتدفئة العازلة (dielectric heating) تعمل على طهي وتدفئة الطعام.
الميكرويف

بعد معرفتك لطبيعة أشعة الميكرويف وآلية عمله، هيا بنا نناقش الميكرويف بين الحقيقة والإدعاء..
كعادة أي اختراع جديد يُقابل بالرفض، ثم يأخذ العلم مأخذه ليثبت صحة أو خطأ هذا الرفض وادعاءاته. وهذا ما حدث مع جهاز الميكرويف. نعرض بعض من هذه الادعاءات والحقيقة في الفقرات التالية.

ادعاء 1: الميكرويف يسبب السرطان!

يرفض العديد من الأشخاص امتلاك ميكرويف في منزله مُدعيًا أنه يسبب السرطان، ووالله إن السرطان لمظلوم معنا هذه الأيام! حيث كل شيء لا يعرفون ضرره يدّعون أنه مسببًا للسرطان…

حقيقة 1 : الميكرويف لا يسبب السرطان بإثبات من العلم والعلماء.

كما ذكرنا في السطور السابقة أن الميكرويف من أنواع الأشعة غير المؤينة التي لا تسبب أي تغيير في المواد العضوية في جسم الإنسان خاصة الحمض النووي (DNA) والذي يعتبر أي تغيير فيه من مسببات السرطان.
وعندما نتحدث عن البروتينات مثل اللحوم الحمراء والبيضاء (الدواجن والأسماك)، عند طهيها تنتج بشكل طبيعي مواد تسمي(heterocyclic aromatic amines) وهي من مسببات السرطان، ولكن حتى تكون نشطة، لابد من طهي هذه اللحوم لوقت طويل وحرارة عالية وهذا ما لا يوفره الميكرويف حيث يقوم بطهي الطعام في وقت قصير جدًا فيمنع أو يقلل تكون مثل هذه المواد.

ادعاء 2: الميكرويف يقلل من القيمة الغذائية للطعام!

الميكرويف

وهذا أيضًا ما تتناقله الألسنة عن تكسير حرارة الميكرويف لمعظم المواد الغذائية الموجودة في الطعام وهذا خطأ!
حقيقة 2: الميكرويف من أكثر الطرق الصحية لطهي الطعام.
دعنا نتفق في البداية أن تَعرُّض الطعام للحرارة والماء يُفقده جزءًا من قيمته الغذائية، حتى في الأفران التقليدية أو بطريقة الطهي على البخار. ولكن يأتي السؤال هنا: هل تؤثر مدة الطهي وكمية الماء على فقدان المواد الغذائية؟
– بالطبع نعم! فكلما تعرض الطعام للحرارة لوقت أطول، كلما فقد الكثير من قيمته الغذائية وأفضل مثال لذلك تكسير فيتامين ج (Vitamine C) بالحرارة. وتسرب بعض المواد الغذائية إلى الماء الذي يطهى به أيضًا.

ولكن ما الحل؟ الحل في استخدام الميكرويف لأنه يتماشى مع معايير الطهي السليمة، حيث أن الطعام يُعرض للحرارة لوقت أقل بكثير مقارنة بطرق الطهي الأخرى، ويتم استخدام كميات قليلة جدًا من الماء به.

ضع في اعتبارك عند استخدام الميكرويف شروط الصحة والسلامة ومنها:
– تأكد من وجود ملصق آمن للاستخدام بالميكرويف أو (Microwave safe) على الأطباق البلاستيكية والزجاجية.
– لا تستخدم أي أدوات معدنية أثناء الطهي داخل الميكرويف حتى تتجنب انعكاس الأشعة.
– قم بقراءة كل شروط الأمان والسلامة المرفقة معه.

وفي النهاية.. يمكننا توجيه رسالة لكل من يتناقل الإشاعات: «لا تردد ما لا تعلم»، وقم بالبحث والمعرفة بنفسك حتى تتمكن من مجاراة التقدم العلمي بشكل أفضل وتكن على دراية تامة بكل ما يحدث حولك.

إعداد: Shaimaa Afifi
مراجعة: أميرة إسماعيل
المصادر:
http://sc.egyres.com/eluYU
http://sc.egyres.com/bqCY9
http://sc.egyres.com/pSoVP
http://sc.egyres.com/FKDDE

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي