النجوم: الحلقة الثالثة (الحياة)

نجوم

تكلمنا في الحلقات السابقة عن كيفية ولادة تِلك المُفاعلات النووية العملاقة في الحاضِنات الكونية. في هذه الحلقة، سوف نتكلم عن أنواع تلك النجوم وكيف تعيش.

يُصنف عُلماء الفلك النجوم تبعًا لحرارتها والعناصر التي تحتويها، كلما كانت النجوم أسخن كلما كانت ألمع وتُقسم لسبِّع أنواع رئيسية هُم: (O-B-A-F-G-K-M).

1-النوع M)): باردة السطح بدرجة حرارة أقل من 3500 كِلفن، سطوعها خافت جدًا يصل إلى 0.04 سطوع الشمس، لونها أحمر، وهي شائعة جدًا وتوجد بكثرة ولكنها خافتة.

2-النوع (K): حرارتها بين 3500-5000 كِلفن، وبالتالي فهي خافته ولكنها المع قليلًا من النوع السابق. تُولد نواة تِلك النجوم عن طريق الإحتراق التسلسلي للوقود الهيدروجيني على مدى طويل الأمد جدًا، وذلك يجعلها تعيش مِن 10 مليار عام إلى 30 مليار عام مُقارنة بالشمس التي تعيش 10 مليار عامٍ كحدٍ أقصى، وذلك يجعلها مُفيدةً للعُلماء في البحث عن الحياة الخارجية، لونها ما بين البرتقالي والأحمر.

3-النوع (G): درجة حرارتها بين 5000-6000 كِلفن، وتعمل نواتهم بالطريقة التقليدية في التفاعلات النووية، لونها أبيض يميل ألي الأصفر ومنهم شمسنا. حوالي 90% من الضوء الصادر من مجرتنا هو من نجومٍ من مِثل هذا النوع.

4-النوع (F): درجة حرارتها من 6000 إلى 7500 كِلفن، لونها أزرق يميل إلى الأبيض.

5-النوع ((A: درجة حرارتها تتراوح بين 7500-11000 كِلفن، لونها أزرق. أحد الأمثلة القريبة والمُشعة، هو نجم «الطائر-Altair».

6-النوع (B): درجة حرارتها تتراوح من 11000 إلى 25000 كِلفن، تعتمد في الوقود على الهيليوم بنسبة أكبر من الهيدروجين، لونها أزرق.

7-النوع (O): عمرها أقصر نسبيًا مِنَ أعمار النجوم الأخرى في كوننا، وهي ساخنة جدًا ولامعة وتبلغ درجة حرارتها أعلى من 25000 كِلفن، ولونها أزرق.

 

النجوم لا توجد مُنفردة دائماً، فهي يُمكن أن تعيش في عائلات أيضًا.

توجد أنظمة نجمية تتكون من نجمين أو أكثر، وفي أغلب الوقت تكون نجوم قد تكونت حديثًا داخل السُدم في زمن مُقارب لبعضهم البعض. حيث يوجد نظم ثنائية وثلاثية ورباعية وخماسية وسداسية فأكثر، وعليك ألا تخلط بينها وبين تجمعات النجوم (العناقيد) التي تتكون عادًة من 100 إلى 10000 نجم. 1 من أصل 3 من كُل نجم يشع في سمائنا هو نظام نجمي مُتعدد النجوم مُكون من نجمين على الأقل.

وفي النهاية، كُل شيء يموت بداية من الخلايا، حتى النجوم والمجرات والكون بآسره.
عندما يبدأ نفاذ الوقود النووي (الهيدروجين) لتِلك النجوم، فإن نجمًا مثل شمسنا سيبدأ بالإنهيار على نفسه بفعِل جاذبيته لتتوقف التفاعلات التي تمنع وقوعه –كعواميد المنزل التي تدعمه، حيث السقف هو سطح النجم والعواميد هي التفاعلات النووية-، تبدأ النواه بالانكماش ويتمدد النجم ليصبح عملاق أحمر، ويبدأ في استنفاذ الهيليوم ليتحول إلي كربون أو حتي أكسجين بالاندماج النووي، بمجرد استنفاذ الهيليوم تنكمش النواة مرة أخرى وحرارتها لن تكون كافية لبدء تفاعلات دمج الكربون أو الأكسجين، فتنفجر الطبقات الخارجية للعملاق في صورة سديم كوكبي.

في النهاية يموت مُكونًا «قزمًا أبيض-White dwarf»، ويُصبح هذا القزم الأبيض «قزمًا أسود-«Black dwarf. الأمر المُثير للاهتمام، هو أنه لم يتم رصد أي أقزامٍ سوداء حتى الأن، فإن عُمر الكون هو 14 مليار عامًا، وهذه فترة قصيرة نسبيًا لتكّون أيًا مِنها!
لكن، إذا كان هذا النجم أكبر من الشمس فإنه يموت بطريقةٍ مُثيرة حقًا، السبب ذاته كجميع النجوم لكن الطريقة مُختلفة قليلًا، فعندما يبدأ وقوده بالنفاذ فإن نواته لايزال يكون بها بعضًا من الحرارة والوقود الكربوني لتكوين عناصر أثقل مثل: الأكسجين-النيون-السيليكون-المغنيسيوم-الفلور-الكبريت- وبالنهاية الحديد. عندما يتم تحول النواة إلى حديد لا يكون بالنواة طاقة كافية لدمجه، ويبدأ الإنهيار وتزداد النواة سخونةً، وتبدأ بأن تندمج على المستوى الدون الذري بفِعل الضغط وتندمج الإلكترونات مع البروتونات مُكونةً نيترونات، وتتحول النواة من نواةٍ حديدية إلى نواةٍ نيترونية، ويقع السطح الخارجي على النواة النيترونية لتندمج معها مكونةً «نجمًا نيترونية-Neutron Star» أو «ثقبًا أسود-Black Hole».

وكُل حياة تموت بالطريقة التي تُناسبها، فعند موت النجوم التي تشبه الشمس ينفجرون في سيمفونية ساحرة كونية تُسمى «السديم الكوكبي- planetary nebula» وإن كان النجم أكبر من الشمس بما فيه الكِفاية، فإنه ينفجر فيما يُسمى «المُستعرات العُظمى-Supernovas» وتكفي شدة هذا الانفجار لإضاءة المجرة بأكملها، وإن كان ضخمًا حقًا فإنه يُنهي حياته بطريقة درامية تَليق بحياة العمالقة، هناك نجوم عِند انفجارها تُوًّلد «مُستعرٍ فائق-Hypernova» في إنفجار ضياءه يفوق المجرات المُجاورة لمجرة النجم أيضًا! وإن كان هُناك حياة في نطاق 10 سنين ضوئية قريبة من ذلك النجم، فهي مُنتهية لا محالة، لإن الإشعاعات التي تخرج من الإنفجار كفيلة لتجريد الكواكب القريبة من أغلفتها الجوية.

حسنًا، لكن هذه ليست النهاية بالنسبة لهم بعد، لما بعضهم يُبصح أقزامًا والآخر نجمًا نيترونيه وآخر ثُقبًا أسود؟ وما الفارق بينهم؟ وما هي نهايتهم؟ سوف نرى ذلك وأكثر في الحلقة القادمة والآخيرة من سلسلتنا، الموت.

 

إعداد: Ahmed M. Gawish

مُراجعة عِلمية: Ahmaad M. Hanafi

 

Sources

Binary and Multi-Star Systems [Internet]. [cited 2016 Jan 31]. Available from: http://sc.egyres.com/e4M5s

Binary and Multi-Star Systems [Internet]. [cited 2016 Jan 31]. Available from: http://sc.egyres.com/8hZMO

Star Classification – Zoom Astronomy [Internet]. [cited 2016 Jan 31]. Available from: http://sc.egyres.com/tXmio

The Classification of Stellar Spectra [Internet]. [cited 2016 Jan 31]. Available from: http://sc.egyres.com/8oBF1

What are the Different Types of Stars? [Internet]. [cited 2016 Jan 31]. Available from: http://sc.egyres.com/bjQJ2

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي