“الوحش المصري” وكيفية التعامل مع اختراعك.

031837_1831_4

||||

تحول ميدان التحرير يوم الأحد الماضي إلى معمل لاختبار أحد آخر “الاختراعات المصرية” وهي سيارة يمكنها السير في الطرق، والطفو على الماء وحتى الطيران إذا أردت.

تلك السيارة هي إحدى بنات أفكار أشرف البنداري، أحد الشعراء الذي يرى في نفسه “مخترعا” موهوبا. ففي أحدث مقابلة صحفية قال أشرف أنه مؤمن بأن لديه القدرة على تغيير العالم.


“الوحش المصري” –الاسم الذي اختاره أشرف لسيارته متعددة الأغراض- والتي بحسب زعمه تتحرك فوق الأرض وفي الماء وتطير أيضا.


الوحش المصري


ويبدو الوحش وكأنه حل سحري لمدينة القاهرة أحد أسوأ المدن ازدحاما في العالم. كما قال البنداري في مقابلة تلفزيونية أن السيارة تستخدم طاقة ذاتية التوليد وتصل سرعتها القصوى إلى 120 كم/الساعة. كما أضاف أن أمريكا وإسرائيل تتنافسان للحصول على حقوق تصنيع ذلك الوحش.

ولذلك فبعد 7 سنوات من العمل والذي اشترك فيه 21 شخص، تم وضع الوحش المصري تحت الاختبار الأحد الماضي.



قامت الحكومة المصرية بتشجيع –وليس تمويل- مشروع البنداري بسماحها له باختبار السيارة في ميدان التحرير في وجود الشرطة والإعلام المحلي.

ولكن تحولت التجربة لمشكلة.

 

فالسيارة لم تطر، بل وكادت ألا التحرك على الأرض، إلا بعد معاناة.


فقام بعض الأشخاص بدفعها آملين أن يبدأ محركها بالعمل.

إن كان لديك نظرية جديدة أو فكرة “علمية” فهناك منشورات متخصصة تخضع لتحكيم من متخصصين سيساعدونك وسيأخذون أفكارك على محمل الجد غير الجرائد والقنوات الاستهلاكية، فالجأ لها.

مصباح الأفكار فوق رأسك يضيء لدرجة تهدد بالتسبب في عمى كل من حولك، فما الذي ينبغي عليك فعله بأفكار اختراعاتك؟

قبل أن تبدأ في الثرثرة عن اختراعك للأشخاص الخطأ أو أن تذهب لأول شركة تعرض عليك شراؤه، تحتاج لفعل عدة أشياء وهى أن تتأكد أن اختراعك يعمل، ثم أن تقوم بـ “حماية اختراعك”.

سواء كنت ترغب في إنتاج أو تسويق اختراعك بنفسك أو ترخيصه لشركة أخرى، فالطريقة الوحيدة لجني المال من وراء اختراعك هي أن تضمن أن لا أحد سيستولى على فكرتك من خلال التقدم بتوثيق براءة الاختراع من خلال أكاديمية البحث العلمي، مكتب “براءة اختراع وعلامات تجارية وملكية فكرية” وعنوانه 101 : شارع القصر العينى، محافظة القاهرة‬، مصر، أو الاضطلاع على الشروط من هذا الموقع.

وأنصحك بالقيام بخمس خطوات عامة قبل أي شيء:

الخطوة الأولى: انقل اختراعك للورق.

فببساطة، امتلاكك لفكرة هو أمر لا قيمة له، فأنت تحتاج لإثبات امتلاكك لتلك الفكرة من خلال كلام مكتوب. بأن تكتب كل ما يتعلق بذلك الاختراع، بداية بماهيته وكيف يعمل وكيف ستقوم بتسويقه.
تلك هي الخطوة الأولى لحمايته من السرقة. اكتب فكرتك وأرسلها لنفسك عبر البريد المسجل وبذلك يكون لديك تاريخ مثبت بادعائك ملكيتك لهذا الاختراع. ولكن يبقى هذا غير كافي في المحكمة وقت حدوث نزاع. قم بمراسلة أحد الصحف المخترعين ولتكن: Inventors Digest

وإليك شروط منح براءة الاختراع في مصر:

أولا: الجدة: أن یكون موضوع الاختراع جدیدا ولم یسبق النشر أو الإعلان عن بأي صورة أو التداول في الأسواق.

ثانيا: القابلیة للتطبیق الصناعي: أن تكون الفكرة قابلة للتطبیق في الصناعة الابتكاریة أو الخطوة الإبداعية.

ثالثا: ألا یكون الاختراع بدیھیا للمتخصص في نفس المجال.

الخطوة الثانية: ابحث عنه.

فستحتاج أن تبحث عن فكرتك من الناحية القانونية والعملية، هل تم تطبيقها من قبل؟

يجب عليك فعل التالي:

  • أكمل بحثك المبدئي عن حقوق ملكية أشخاص سابقين لنفس الفكرة، فلا يعني عدم رؤيتك للاختراع من قبل أنه لم يخترعه غيرك، ويمكنك فعل ذلك بشكل مجاني من على هذا الرابط للحكومة الأمريكية: http://www.uspto.gov/
  • وهذا الرابط للحكومة المصرية: http://www.egypo.gov.eg/Search/

فإذا امتلك أحد غيرك نفس الفكرة فلا يمكنك امتلاكها.

  • قم بدراسة السوق: فبالطبع يعتقد أخوك أن فكرتك عظيمة، ولكن لا يعني هذا أن جارك سيشتريها. فأكثر من 95% من الاختراعات لا تجعل أصحابها مشاهير ولا تعود عليهم بالمال حتى. وقبل أن تستثمر الكثير من الوقت والمال في إثبات ملكيتك الفكرية لاختراعك، قم بعمل بعض الدراسات المسبقة للسوق المستهدف. هل هذا المنتج سيشتريه الناس حقا؟ وبمجرد معرفتك لوجود سوق لمنتجك، فعليك التأكد من أنه يمكن تصنيعه وتوزيعه بسعر مقبول ليمكن شراؤه. ويمكنك تحديد تلك التكلفة من خلال مقارنة أسعار المنتجات المشابهة لاختراعك في السوق. هذا سيساعدك على معرفة حجم المنافسة، فلا يهم ظنك بأن اختراعك فريد من نوعه، المهم أن يظن الناس ذلك.
  • الخطوة الثالثة: اصنع نموذج مصغر.

    النموذج المصغر من اختراعك الذي سيضع تك الأفكار المكتوبة في حيز التطبيق. كما سيجعل الداعمين لفكرتك أكثر قابلية على تصديقها واستعدادا لدعمها. فلا تقدم ملف ملكيتك الفكرية قبل صناعة نموذج مصغر، فغالبا ما ستكتشف عيوبا في تصميمك الأصلي أو ستفكر في إضافة خواص جديدة. أما إذا تقدمت بطلب ملكية فكرية دون وضع تلك الإضافات في التصميم المقدم، فسيكون من المتأخر جدا إضافتها وستعرض نفسك لمخاطر سرقة حقوقها.

    ولتصنع نموذج مصغر من اختراعك إليك بعض القواعد العامة:

  • ابدأ بالرسم. فقبل مرحلة عمل النموذج المصغر، قم برسم كل أفكارك.
  • قم بعمل ماكيت شكلي من خامات بسيطة، تسمح لك بتصور نموذج ثلاثي الأبعاد من تصميمك.
  • بمجرد رضاك عن ذلك الماكيت، ابدأ في صناعة نموذج عملي لفكرتك وهناك الكثير من الكتب الانجليزية التي تساعدك على صناعة نماذج مصغرة.
  • أما في حالة ما إذا كان اختراعك هو شيء سيكلف الكثير من المال أو لا يمكن عمل نموذج مصغر منه مثل (مرحلة تكرير بترول أو دواء جديد)، قم باستخدام برامج محاكاة للنماذج المصغرة.
  • الخطوة الرابعة: امتلك فكرتك.

 

فبعد أن تأكدت من عمل فكرتك وتصميمك، جاء الوقت أخيرا للتقدم لامتلاك فكرتك. وهناك نوعان من البراءة ستختار بينهما، براءة الاستخدام (للعمليات الجديدة أو الميكنة) أو براءة التصميم (تصنيع جديد، تصميم غير بديهي).

يمكنك كتابة ومليء استمارة براءة اختراعك بنفسك، ولكن نصيحة ألا ترسله قبل أن تحصل على مساعدة محترفة من أحد المتخصصين بتسجيل البراءات حتى لا تلوم نفسك فيما بعد لسرقة فكرتك.

ولنتعرف على براءة الاختراع من خلال سؤال وجواب نقلا عن مكتب براءات الاختراع المصري:egypo.gov.eg

 

ما هي البراءة؟

 


البراءة حق استئثاري يمنح نظير اختراع يكون منتجاً أو عملية تتيح طريقة جديدة لإنجاز عمل ما أو تقدم حلا تقنيا جديدا لمشكلة ما. وتكفل البراءة لمالكها حماية اختراعه. وتمنح لفترة محدودة تدوم 20 سنة على وجه العموم.

 

ما نوع الحماية التي توفرها البراءة؟

 


المراد بالحماية بموجب البراءة أن الاختراع لا يمكن صنعه أو الانتفاع به أو توزيعه أو بيعه لأغراض تجارية دون موافقة مالك البراءة. ويجري إنفاذ الحقوق في البراءة عادة أمام المحاكم التي لها صلاحية وقف التعدي على البراءات في معظم الأنظمة. ويمكن للمحاكم أن تعلن بطلان البراءة أيضا بناء على طعن كسبه الغير.

 

ما هي حقوق مالك البراءة؟

 


لمالك البراءة الحق في تقرير من الذي يجوز له أو لا يجوز له الانتفاع بالاختراع المشمول بالبراءة خلال مدة حماية الاختراع. ويجوز لمالك البراءة التصريح للغير أو الترخيص له بالانتفاع بالاختراع وفقا لشروط متفق عليها. ويجوز لمالك البراءة أيضا بيع حقه في الاختراع لشخص آخر يصبح بذلك مالك البراءة الجديد. وعند انقضاء مدة البراءة، تنتهي الحماية ويؤول الاختراع إلى الملك العام. وهذا يعني أن مالك البراءة لم يعد يتمتع بالحقوق الاستئثارية في الاختراع الذي يصبح في متناول الغير لاستغلاله في التجارة.

 

لماذا تعد البراءات ضرورية؟

 


للبراءات دور حافز للأفراد بالاعتراف بإبداعهم ومكافأتهم ماليا لاختراعاتهم التي يمكن تسويقها. وتشجع تلك الحوافز على الابتكار الذي يضمن تحسن نوعية الحياة البشرية باستمرار.

 

ما هو دور البراءات في الحياة اليومية؟

 


في الواقع، تسربت الاختراعات المشمولة بالبراءات إلى كل نواحي الحياة البشرية وامتدت من الإضاءة الكهربائية (مالك البراءات شركة إيديسون وسوان) والبلاستيك (مالك البراءات بيكلاند) إلى أقلام الحبر الجاف (مالك البراءات بيرو) وأجهزة الحاسوب (مالك البراءات شركة إنتال مثلا).

ويلتزم جميع مالكي البراءات بالكشف عن المعلومات المتعلقة باختراعاتهم للجمهور من أجل إثراء مجموعة المعارف التقنية في العالم مقابل الحماية الممنوحة بموجب البراءة. وتؤدي تلك المجموعة من المعارف العامة المتزايدة بدون انقطاع إلى تشجيع مزيد من الإبداع والابتكار في مجالات أخرى. وهكذا، لا تكتفي البراءات بتوفير الحماية لمالك البراءة فحسب بل تتيح معلومات قيّمة وتلهم الأجيال القادمة من الباحثين والمخترعين. كيف تمنح البراءة؟

تشمل المرحلة الأولى من إجراءات الحصول على براءة إيداع طلب براءة. ويتضمن الطلب اسم الاختراع وبيانا بمجاله التقني عامة. ومن الضروري أن يشمل الطلب خلفية الاختراع ووصفا له بلغة واضحة وتفاصيل كافية لأي شخص له معرفة متوسطة في المجال كي يستعمل الاختراع أو ينفذه. وتكون تلك الأوصاف عادة مرفقة بمواد مرئية مثل الرسوم أو التصاميم أو الرسوم البيانية لوصف الاختراع بشكل أفضل. ويشمل الطلب عدة “مطالب” أيضا، أي المعلومات التي تحدد نطاق الحماية الممنوحة بموجب البراءة. ما هي أنواع الاختراعات التي يمكن حمايتها؟

من الضروري أن يفي الاختراع عامة بالشروط التالية حتى يستفيد من الحماية بالبراءة. فلا بد أن تكون له فائدة عملية وأن يبين عنصر الجدة فيه أي بعض الخصائص الجديدة غير المعروفة في مجموعة المعارف المتوافرة في مجاله التقني. ويطلق على مجموعة المعارف تلك اسم “حالة التقنية الصناعية السابقة”. ويجب أن يبين الاختراع نشاطا ابتكاريا لا يمكن لأي شخص له معرفة متوسطة في المجال التقني استنتاجه. وفي الأخير، يجب أن يكون الموضوع “أهلا للبراءة” بموجب القانون. وفي العديد من البلدان، تدخل النظريات العلمية أو مناهج العلوم الرياضية أو الأصناف النباتية أو الحيوانية أو الاكتشافات المتعلقة بالمواد الطبيعية أو المناهج التجارية أو أساليب العلاج الطبي (على عكس المستلزمات الطبية) في عداد الموضوعات غير الأهل للبراءة عامة.

 

من يمنح البراءات؟

 


يمنح البراءة المكتب الوطني للبراءات أو المكتب الإقليمي الذي يعمل لصالح عدة بلدان مثل المكتب الأوروبي للبراءات والمنظمة الإقليمية الأفريقية للملكية الفكرية. وبناء على تلك الأنظمة الإقليمية، يلتمس مودع الطلب حماية الاختراع في بلد واحد أو أكثر ويبتّ كل بلد في منح الحماية بالبراءة في أراضيه من عدم منحها. وتنص معاهدة التعاون بشأن البراءات التي تديرها الويبو على إيداع طلب دولي واحد للبراءة تكون له الآثار ذاتها المترتبة على الطلبات الوطنية المودعة في البلدان المعينة. ويجوز لمودع الطلب الذي يلتمس الحماية أن يودع طلبا واحدا ويلتمس الحماية في العدد الذي يراه مناسبا من البلدان الموقعة.

 

هل البراءات مفيدة للمشروعات التجارية؟

 


يعتقد معظم الناس أن البراءات تقترن باختراعات علمية كبيرة مثل أول مصباح كهربائي اخترعه إدسن أو تخص شركات كبيرة تستثمر كميّات هائلة من الأموال في مجال البحث والتطوير. والواقع أن قرابة 000 750 براءة تُمنح في مختلف أرجاء العالم كل سنة. ومع أن العديد منها براءات ممنوحة للاختراع ذاته في عدة بلدان، فمن الصعب تصوّر أن هذا العدد الهائل من الاختراعات العلمية يخرج إلى النور كل سنة. وتُمنح معظم البراءات لاختراعات ليست بذلك القدر من الأهمية، ومنها ما يكون مجرد تحسين يزيد من فعالية المنتَج أو طريقة الصنع أو يسهِّل تسويقه. وعلاوة على ذلك، فإن قوانين بعض البلدان تنص على حماية ابتكارات هي في الواقع عناصر تضاف إلى اختراعات رئيسية، تتخذ شكل نماذج منفعة ولها مدة أقصر من مدة سريان البراءات ويمكن الحصول عليها عامة بسهولة أكبر.

ومع أن الشركات لا تستحدث كلها اختراعات هي أهل للحماية بالبراءات، فمن الخطأ الاعتقاد بأن البراءات تقترن فقط بالعمليات والمنتجات الفيزيائية أو الكيميائية ولا يستفيد منها إلا الشركات الكبيرة. إذ من الممكن الحصول على براءات في أي مجال تكنولوجي من الدبابيس إلى الحواسيب. وهناك اليوم آلاف البراءات الممنوحة لمنتجات عادية جدا مثل الأقلام والزجاجات والنسيج والدرّاجات. (أنظر أيضا “كيف تحوِّل الشركات الصغيرة والمتوسطة الاختراعات إلى أصول تدر الربح”.)

  • الخطوة الخامسة: قم بتسويق اختراعك:

    الآن وقد حان الوقت ليرى اختراعك النور من خلال تصنيع منتجك وطرحه بالأسواق. قم بعمل خطة لمشروعك تجيبك على الأسئلة التالية: كيف ستحصل على التمويل اللازم؟ أين ستقوم بتصنيع المنتج؟ كيف ستبيعه؟ عليك أن تقرر ما إذا كنت ستصنع وتبيع المنتج بنفسك أو سترخصه للبيع من خلال شركة أخرى. فعند ترخيصك لمنتجك، ستحصل غالبا على نسبة بسيطة من الأرباح، وهو ما يخيف الكثير من المخترعين الذين يشعرون أنهم يستحقون المزيد. ولكن للأمر جانب مشرق غائب عن البعض وهو أنك لن تتحمل أي من الأعباء المالية المرتبطة باستمرار منتجك.

    اتباع الخمس خطوات سيضمن لك طريقة سهله للحفاظ على براءة اختراعك. ولكن تذكر دائما أن الطريق السهل ليس قصير بالضرورة فحتى يرى اختراعك النور سيمر وقت طويل جدا، حتى أن معظم الاختراعات تأخذ سنوات لتعود على أصحابها بالدخل، عليك أن تتحلى بالصبر لتجني ما تستحق.

    إعداد: Abdallah Taha

    المصادر:

http://sc.egyres.com/28xG6

http://sc.egyres.com/j01Aw

http://sc.egyres.com/w4jxM

http://sc.egyres.com/bFbdR

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي