خصائص بحيرات وادي الريان
تُعد بحيرات وادي الريان مصدرًا حيويًا لمياه الري ومصايد الأسماك بمحافظة الفيوم في مصر، وهي عبارة عن بحيرتين متصلتين بواسطة قناة. تمتد مساحة البحيرة العُليا إلى 50.9 كم2، والسفلى إلى 62 كم2.
تتكون منطقة الاتصال بين البحيرتين من مستنقع به مياه ضحلة دائمة، ونباتات مائية. يصل أقصى عمق للبحيرة العليا إلى 25 مترًا، وهي مُحاطة بنباتات كثيفة، بينما يصل أقصى عمق للبحيرة السفلى إلى 33 مترًا، لكنها تتغير من وقت لآخر؛ حيث تغمر المياه مساحات إضافية باستمرار في الجزء الجنوبي الغربي. [1][2]
تمتاز البحيرة السفلى عن العليا بخاصية الشفافية؛ حيث تقلل النباتات المتواجدة في قناة الاتصال من المواد المُعلقة، وبالتالي تزداد شفافية البحيرة. [2]
حجم مياه بحيرات وادي الريان
تستقبل بحيرات وادي الريان المياه من مصرف الوادي. في شهر يناير يتدفق إليها 11*106 م3 من الماء، وفي نوفمبر يتدفق إليها 24*106 م3، ليصبح المجموع الكلي للماء المتدفق للبحيرتين في العام هو 220*106 م3. [2]
ملوحة بحيرات وادي الريان
تختلف البحيرتان عن بعضهما في الخصائص الكيميائية والفيزيائية. تقل نسبة ملوحة البحيرة العليا (1.5-1.4 ملغ/لتر) عن البحيرة السفلى (6.1-4.5 ملغ/لتر)، وتزيد ملوحتها من الشمال للجنوب؛ نتيجة للتأثير المخفف لمياه الصرف في الشمال. يساهم التدفق المستمر للماء متوسط الملوحة من مصرف الوادي، وتصريفه خلال القناة في إبقاء مستوى الملوحة ثابتًا، وإبطاء التملّح. [2]
تتسم مياه البحيرتين بسيادة أملاح البيكربونات وقلة الكربونات، كما تفوق نسبة الصوديوم البوتاسيوم.
وبشكلٍ عام، فإن نسب تلك العناصر في الاتجاه الجنوبي للبحيرتين، لذلك يُصنّف ماء البحيرتين كماءٍ عسِر (القلوية الكلية تساوي 250 ملغ/لتر). [2]
إنتاجية بحيرات وادي الريان
تمتاز بحيرات وادي الريان بإنتاجيتها العالية. تحتوي البحيرة العليا على تركيزات أعلى من المغذيات عن البحيرة السفلى، وتتسم بوجود علاقة طردية بين درجة الحرارة والإنتاج الأوّلي نتيجة للتأثير التحفيزي لدرجة الحرارة على عملية البناء الضوئي، بينما تتسم البحيرة السفلى بالعلاقة الطردية بين الإنتاج الأوّلي وتركيز الفوسفات، ما يعني اعتمادها على وفرة المغذيات في المقام الأول عِوضًا عن الحرارة. [2]
الأحياء في بحيرات وادي الريان وأهميتها
يسود بحيرات وادي الريان كائنات قاعية مثل: مفصليات الأرجل، والديدان الحلقية، والرخويات، وأيضًا بها عوالق نباتية وحيوانية. في عام 1996 تم إحصاء 96 صنفًا من العوالق النباتية، أغلبها من البكتيريا الزرقاء، والتي قد لوحظ أيضًا قلة كثافتها في اتجاه البحيرة السفلى.
وبشكلٍ عام، وُجد أن البحيرة السفلى تحتوي على نسبة ضئيلة من العوالق النباتية. تأتي الطحالب الخضراء في المرتبة الثانية بعد البكتيريا الزرقاء، كما توجد أيضًا بعض الدياتومات.
هناك علاقة وثيقة بين وفرة الكائنات القاعية وتنوعها، وملوحة البحيرة، ونسبة الأكسجين المُذاب بها، وعمقها، ونوع الرواسب. على سبيل المثال: يزداد تنوع الأنواع البحرية كلما زادت ملوحة البحيرة والأكسجين المذاب، بينما تشير الأنواع التي تعيش في ماء عذب إلى تغيرات موسمية. [2]
أما بالنسبة إلى العوالق الحيوانية، فقد تم إحصاء 46 نوعًا في البحيرة العليا. تتواجد تلك الكائنات بكثرة في فصل الخريف وتقل في الربيع، يكون أغلبها من الدوّارات؛ حيث تُمثّل 60% من مجموعها، وتم إحصاء 30 نوعًا من العوالق الحيوانية أيضًا في البحيرة السفلى، أغلبها من الدوّارات (تمثّل 65% من العوالق الحيوانية في البحيرة).
من الجدير بالذكر أن أعداد الدوّارات وتوزيعها يتأثران بدرجة حرارة ماء البحيرة، وكدرته، وتدفقه، وملوحته؛ لذلك تعتبر مؤشرًا جيدًا على جودة المياه. [2]
تلوُّث بحيرات وادي الريان
أشارت الأبحاث التي أُجريت على بحيرات وادي الريان، والتي تضمنت تحليل عينات من الماء، والرواسب، والنباتات المائية، والأسماك التي تعيش في تلك البحيرات، إلى وجود نسب عالية من معادن: الكادميوم، والرصاص، والحديد، والمنجنيز، والزنك، والنحاس. يعتبر المصدر الرئيسي لتلك الملوثات هو المخلفات المنزلية، والنفايات الزراعية والصناعية التي تُصرف في المياه السطحية. [3]
قد تؤدي زيادة تركيز بعض هذه المعادن فوق الحدود المتفق عليها وطنيًا ودوليًا إلى مخاطر صحية جسيمة في المجتمعات الريفية التي تعتمد على ماء القناة كمصدر لماء الشرب والاستخدام المنزلي، كما يؤدي تراكم المعادن بتركيزات عالية في أنسجة الأسماك إلى موت أعداد كبيرة منها، وحدوث تغيّرات بيولوجية في الأسماك الحية؛ مما يجعلها غير صالحة للاستهلاك الآدمي. [3]
يتعين إجراء المزيد من الأبحاث لتقدير المصادر المُحتملة للمعادن الثقيلة وتوزيعها في المياه السطحية، يجب أيضًا إنشاء نظام لرصد المعادن الثقيلة في الماء، وفي أنسجة النباتات والحيوانات؛ حيث تُشكّل خطرًا على صحة الإنسان والأسماك. [3]